ملخص: ألقت دراسة حديثة نُشرت عام 2022 في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology)، الضوء على الدور الأساسي للمحادثات القصيرة في تفاعلاتنا الاجتماعية. تعرف إلى نتائج هذه الدراسة في مقالنا. محتويات المقال
الروابط العميقة
غالباً ما نستهين بهذه المحادثات القصيرة والعفوية التي نجريها مع زملائنا أو جيراننا أو في أثناء الرد على قصص أصدقائنا على الشبكات الاجتماعية، وعلى الرغم من ذلك، فإن لها دوراً حيوياً في خلق روابط عميقة وهادفة مع الآخرين.
عندما نلتقي أشخاصاً جدداً، فمن الطبيعي أن نبدأ بمحادثات قصيرة وغير رسمية؛ إذ تمثل هذه الدردشة بوابة إلى تفاعلات أعمق، وقد ثبت أنها جزء أساسي من بناء الثقة مع الأشخاص الجدد. وفي حين أننا نميل إلى تجنب هذه المحادثات باعتبارها سطحية وغير ذات أهمية، فهي في الواقع الخطوة الأولى نحو العلاقات الوطيدة.
ما تأثير المحادثات القصيرة في علاقاتنا؟
ألقت دراسة حديثة نُشرت عام 2022 في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology)، الضوء على الدور الأساسي للمحادثات الخفيفة في تفاعلاتنا الاجتماعية. توقع المشاركون في الدراسة أن يشعروا بالملل بمرور الوقت في أثناء المحادثات الطويلة، ومع ذلك، فإن ما وجدوه كان مخالفاً تماماً لتوقعاتهم؛ إذ شعروا برضا ثابت؛ بل ومتزايد، مع استمرار المحادثة. قد تبدأ هذه المناقشات الموسعة والممتعة جداً في الأساس بتفاعلات بسيطة ومتكررة، وهو ما يمكن أن نسميه "المحادثات الصغيرة".
على سبيل المثال؛ قد تبدو كلمة "مرحباً" البسيطة المتبادلة مع أحد الجيران في ردهة المبنى غير ذات أهمية في حد ذاتها، ومع ذلك، عندما يتكرر هذا التفاعل يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، فإنه ينشئ حالة من التقدير والألفة. تخيل بعد ذلك مقابلة الجار نفسه في مقهى أو حديقة محلية، فهل الاحتمال الأرجح أن تبدأ محادثة معه أم مع شخص غريب لم تلاحظه من قبل؟
تصبح الألفة التي نشأت بسبب هذه المحادثات الصغيرة أساساً متيناً يمكن أن تبنى عليه تفاعلات ذات معنىً أكبر، وبسبب هذا التقدير المتبادل؛ تتعزز الروابط وينشأ اتصال حقيقي. يقول المؤلف المشارك في الدراسة مايكل كارداس (Michael Kardas): "يشير بحثنا إلى أن التجارب المألوفة؛ أي التفاعل مع الشخص نفسه الذي التقيناه من قبل، ألطف مما نظن.