متى تصبح العودة إلى شريك حياتك السابق قراراً صائباً؟ وكيف تضمن نجاحها؟

6 دقيقة
العودة إلى شريك حياتك السابق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: كثيراً ما يعود زوجان منفصلان إلى إحياء علاقتهما السابقة؛ لكن المشكلات التي أدت إلى الانفصال لا تلبث أن تعاود الظهور مسببة انهيار العلاقة مرة أخرى. لماذا؟ لأن ثمة بعض الخطوات التي على الشركاء مراعاتها قبل العودة، ونصائح عليهما النظر فيها بعد العودة، وذلك لضمان أن تكون علاقتهما صحية ومرضية. وإليك ما تحتاج إلى معرفته.

العودة إلى شريك حياتك السابق قرار يستحق تفكيراً متعمقاً، فعلى الرغم من أن الألفة والتاريخ المشترك قد يكونان حافزَين كبيرَين لإحياء علاقة سابقة، فإنه من الضروري التفكير في عدة نقاط قبل العودة وبعدها. لذلك؛ سنخصص هذا المقال لتوضيح بعض النصائح التي تجب مراعاتها بعد العودة إلى الشريك السابق، بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض النقاط التي يجب التفكير فيها قبل العودة، وبعض الإشارات التحذيرية التي تدل على أن العودة ليست ربما قراراً صائباً.

متى تكون العودة إلى الشريك السابق فكرة سيئة؟

يقول الاستشاري الأسري والتربوي، خليل الزيود، إن إصلاح أسباب الانفصال بمحاولة ثانية يرتبط بكيفية الانفصال وأسبابه. فإن حدث الانفصال لأسباب جوهرية غير محلولة؛ مثل الخيانة أو الإدمان أو غيرها، فيجب عدم التفكير في العودة. أما في حال حُلت المشكلات التي أدت إلى الانفصال جذرياً وفق خطة التزام مدروسة، وحدث تغيير فعلي في السلوكيات وتُركت العادات القديمة فلا مانع من العودة. عموماً، يمكن القول إنه ثمة إشارات تحذيرية عدة قد تنبئ بأن إعادة إحياء الحب السابق قد تكون فكرةً سيئةً؛ وهي:

  1. وجود مشكلة في الثقة: إذا خان شريكك السابق ثقتك؛ مثل ارتكابه الخيانة أو الكذب أو غيرها، فقد لا يكون التسامح وحده كافياً من أجل إعادة بناء الثقة اللازمة لعلاقة صحية. المقصود هو أن الغفران يساعدك فعلاً على تخطي ما حدث؛ ولكن إن بقيت الشكوك تساورك بعد الحادثة، ولم تتمكن من مشاركة مخاوفك أو قلقك، فربما تكون العودة قراراً غير صائب.
  2. وجود مشكلات في التواصل: تتطلب العلاقات تواصلاً مفتوحاً ومحترماً. لذلك؛ في حال كان شريكك السابق يتجنب المحادثات الصعبة أو يتواصل بقلة احترام أو عدوان أو أي طريقة سلبية أخرى، فمن المرجح أن تسبب هذه المشكلات غير المحلولة صراعات من جديد.
  3. الخلط بين الانجذاب الجسدي والحب: من المهم التفريق بين الانجذاب الجسدي والارتباط العاطفي. إذا كانت رغبتك في لم الشمل تعتمد في المقام الأول على الانجذاب الجسدي بدلاً من الارتباط العاطفي العميق، فقد تفتقر هذه العلاقة إلى الجوهر وقد لا تلبي احتياجاتك على المدى الطويل.
  4. الافتقار إلى الصداقة: تشكّل الصداقة أساساً قوياً لعلاقة طويلة الأمد. فإذا لم تكن بينك وبين شريكك السابق علاقة صداقة قوية، فهذا يشير إلى وجود عنصر مهم مفقود في علاقتكما.

اقرأ أيضاً: 5 عبارات يستخدمها الشريك النرجسي للتلاعب بمشاعرك والسيطرة عليك

8 نقاط عليك النظر فيها قبل العودة إلى شريك حياتك السابق

تقدم الطبيبة النفسية، باربرا غرينبيرغ (Barbara Greenberg)، قائمة مفصلة بالنقاط التي يجب التفكير فيها ملياً قبل العودة إلى شريك الحياة السابق؛ والتي ستساعد الأفراد على تقييم إذا ما كانت إعادة التواصل مع شريك سابق قراراً حكيماً أم لا؛ وهي:

  1. التحقق من الدافع: تقييم إذا ما كانت الرغبة في إعادة التواصل تنبع من الشعور بالوحدة أم من الندم الحقيقي على إنهاء العلاقة، فليس من الصحيح العودة فقط بسبب الشعور بالوحدة.
  2. تذكُّر سبب الانفصال: تذكَّر الأسباب الكامنة وراء الانفصال واسأل الأصدقاء أو المقربين عن التفاصيل التي لا تستطيع تذكرها بدقة.
  3. تذكُّر ظروف الانفصال: حلّل عملية الانفصال بدقة، فهل تحدثتما عن قرار الانفصال بوصفكما زوجين أم كان من جانب واحد؟ هل فاجأك شريك الحياة بقراره؟ هل خرجت الأمور عن السيطرة؟ وما إلى ذلك.
  4. التأمل في الذكريات العاطفية: غالباً ما يضفي الناس طابعاً رومانسياً على العلاقات السابقة، ولا يتذكرون سوى الأوقات الجيدة بينما ينسون الألم الذي عاشوه خلالها. لذلك؛ من المهم أن تتذكر ليس فقط الأوقات الجيدة التي عشتها مع الشريك السابق؛ وإنما أيضاً اللحظات الصعبة والمؤلمة؛ لأنه ومن خلال إعادة النظر في هذه الذكريات، تستطيع تقييم احتمالية ظهور تلك المشاعر نفسها مرة أخرى في حال عدتما معاً. باختصار، فكِّر إذا ما كانت الجوانب الإيجابية للعلاقة تفوق الجوانب السلبية وإذا ما كنت على استعداد لعيش تلك التجارب السلبية مرة أخرى.
  5. تقييم الشعور بعد الانفصال: إذا شعرت بالارتياح عند انتهاء العلاقة، فمن المحتمل أن العلاقة كانت تسبب لك التوتر أو التعاسة. يمكن أن يكون هذا الارتياح إشارة واضحة إلى أن الانفصال كان القرار الصحيح، وأن العودة قد تعني الدخول مرة أخرى في حالة تضر برفاهيتك.

اقرأ أيضاً: 7 علامات تشير إلى عدم التناغم العاطفي بين الشريكين

  1. التأكُّد من وجود المشاعر المتبادلة: إذا كان شريكك السابق يكنّ لك مشاعراً كبيرة ويعلّق آمالاً قوية على علاقتكما بينما لا تشاركه هذه المشاعر، فقد يؤدي التواصل معه إلى منحه أملاً كاذباً، وقد يشعر بألم عاطفي وخيبة أمل كبيرة عندما يدرك حقيقة مشاعرك. بكلمات أخرى: كُن صادقاً مع نفسك وراعِ مشاعر شريكك السابق.
  2. التفكير في العواقب العاطفية المحتملة لاستئناف العلاقة: قبل أن تقرر إعادة التواصل، فكر إذا ما كان بإمكانك أنت وشريكك السابق التعامل مع الخسائر العاطفية إذا لم تسر الأمور على ما يرام مرة أخرى، فالانفصال الثاني قد يكون أكثر إيلاماً وإحباطاً من الأول؛ لأنه قد يتضمن إعادة النظر في المشكلات غير المحلولة وإعادة فتح الجروح القديمة.
  3. التفكير بواقعية وتحدي التفاؤل المفرط: قد يفترض البعض أن العلاقة ستنجح هذه المرة بالتأكيد نتيجة الفشل المتكرر سابقاً؛ لكن المحاولات الجديدة لن تنجح إن لم تحل المشكلات الأساسية التي سببت في الانفصال سابقاً. إذاً، ينبغي إدارة التوقعات واتباع نهج أكثر واقعية عند التفكير في إحياء العلاقة السابقة.

باختصار، على الرغم من أنه من الطبيعي أن تشعر بالحنين بعد الانفصال، فإنه من الضروري تقييم إذا ما كان إحياء العلاقة يتوافق مع صحتك العاطفية وأهداف علاقتك على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: 4 إشارات تحذيرية تؤكد أن شريك حياتك لا يبادلك الحب

ما الذي عليك مراعاته بعد عودتك إلى شريك حياتك السابق؟

حسناً، لنقل إنك عدت إلى شريك حياتك السابق لسبب أو لآخر، فما الذي عليك مراعاته من أجل بناء علاقة مستقرة وصحية تدوم طويلاً؟ إليك بعض النصائح:

1. احرص على البدء من جديد

قد يكون من المغري تجاهل وقت الانفصال واستئناف العلاقة من حيث توقفت؛ لكنه ليس أمراً صائباً في كثير من الأحيان؛ إذ من المهم النظر إلى العلاقة الآن بوصفها مرحلة جديدة تنبغي إعادة بنائها من جديد، وليس استمراراً للعلاقة القديمة. لماذا؟ لأنه من المحتمل أن يكون كل من الشريكين قد نما وتغيّر في أثناء الانفصال، ويعد التعرف إلى هذه التغييرات أمراً مهماً. كما أن أخذ الأمور برويّة يساعد على إعادة بناء العلاقة على نحو مدروس، ومعالجة مشكلات الماضي، وتعزيز تواصل أقوى وأكثر مرونة.

اقرأ أيضاً: كيف تتغلب على التعلق القلق وتتجاوز شريك حياتك السابق؟

2. ناقشا سبب الانفصال وحُلّاه

قد يكون صعباً؛ لكنه أمر لا بُد ولا مفر منه؛ لأن تجاهل المشكلات السابقة قد يسهم في ظهورها مرة أخرى؛ بل ومن المحتمل أن تتفاقم بمرور الوقت. يساعد الحوار المفتوح والصادق كلا الشريكين على فهم الأخطاء التي حدثت وكيفية منع ظهورها مرة أخرى.

3. كن على استعداد للمغفرة والنسيان

التسامح والنسيان أمران ضروريان، فالتخلي عن مظالم الماضي يساعدانك على المضي قدماً وبناء علاقة أكثر صحة. تذكَّر أن التمسك بالقضايا القديمة لا يؤدي إلا إلى إطالة الألم وإعاقة التقدم. ومع ذلك، إذا كانت بعض المشكلات لا تزال تثقل كاهلك، فمن المهم مناقشتها على نحو مفتوح مع شريك حياتك؛ لأن معالجة المشاعر غير المحلولة، كما ذُكر آنفاً، تُعدُ أمراً مهماً لنيل الغفران الحقيقي وضمان عدم استمرار هذه المشكلات في التأثير على العلاقة. وفي نهاية المطاف، الهدف الأساسي هو تعزيز بداية جديدة ترتكز على التفاهم والاحترام المتبادل.

اقرأ أيضاً: ماذا تفعل إذا شعرت بالندم بعد الطلاق؟

4. ضع حدوداً صحية للعلاقة

يعد وضع الحدود الصحية في العلاقات أمراً حيوياً للحفاظ على الشعور بالهوية والاحترام المتبادل والتواصل الصحي؛ إذ تعمل الحدود مثل مبادئ توجيهية واضحة للسلوك المقبول وغير المقبول؛ ما يساعد كلا الشريكين على فهم احتياجات بعضهما وتلبيتها؛ ما يضمن أن يشعر كل منهما بالتقدير والدعم، وبأن العلاقة نفسها محط احترام.

لوضع الحدود، استغل العودة بعد الانفصال وابدأ مبكراً، بأن تنخرط في محادثات مفتوحة باستخدام الضمير المتكلم "أنا" وتحديد احتياجاتك بوضوح. كن محدداً بشأن السلوكيات المقبولة، ولا تتردد في طلب المساحة الشخصية عند الحاجة، مع احترام حاجة الشريك وحدوده أيضاً. تأكد من أن الحدود تعزز الاحترام المتبادل ولا تستخدَم للسيطرة أو التلاعب. وتذكّر أن تعالج أي انتهاكات للحدود على الفور لمنع تفاقم الاستياء.

اقرأ أيضاً: نصائح عملية تُجنّبك الجدال مع شريك حياتك

5. عبِّر عن احتياجاتك وتوقعاتك

تحدث بصدق وصراحة عن احتياجاتك وتوقعاتك، واستمع في المقابل إلى ما يريده شريكك من العلاقة. فمناقشة ما فات، وتوضيح التغييرات المرغوبة والأهداف المستقبلية وطرائق التحسين كلها خطوات من شأنها أن تسهم في نجاح العلاقة.

6. قوِّ الرابطة بينكما

اسال شريك حياتك عن الطريقة التي تجعله يشعر بالحب والتقدير، سواءٌ كانت قضاء الوقت معه أو تلقي الهدايا، أو المساعدة في أعمال المنزل أو غير ذلك، وحاول أن تقدم له الحب بالطريقة التي يريدها، فهذه إحدى أهم الطرائق لإصلاح العلاقة المكسورة.

علاوة على ذلك، احرص على أن تجربا معاً بعض الأنشطة المشتركة. قد يشمل ذلك تجربة مطاعم جديدة أو حضور الحفلات الموسيقية أو زيارة أماكن فريدة؛ إذ يمكنك تقوية علاقتكما وإنشاء ذكريات مشتركة وتعميق اتصالك من خلال الانخراط في هذه الأنشطة. في الواقع، لقد وُجد أن انخراط الأزواج في أنشطة ترفيهية مشتركة قد يحفز إفراز الأكسيتوسين؛ وهو هرمون الألفة والترابط.

اقرأ أيضاً: مارس هذا النشاط مع شريك حياتك لإحياء شغف البدايات

تذكر أن كل شخص يستحق أن يكون في علاقة صحية قائمة على الثقة والمودة والتواصل الجيد والحميمية. فإذا كنت تشعر بالحنين للأوقات الجيدة مع شريكك السابق، فأمضِ بعض الوقت مع نفسك، وراجع أسبابك، فربما لا ترغب فعلياً في العودة؛ وإنما تشعر بالوحدة فقط. تذكر أن حسرة القلب تحتاج إلى بعض الوقت للشفاء، وخلال هذا الوقت، تعاطف مع نفسك، ومارس الأنشطة التي تُسعدك، وعد إلى هواياتك وشغفك، ولا تحرم نفسك من أصدقائك والأشخاص الذين يحبونك.

المحتوى محمي