ملخص: أصبح العلاج بالعناق وصفة سحرية لمواجهة ضغوط الحياة وآثارها النفسية، وتحوّل العناق إلى مطلب يرفعه بعض النشطاء في الشوارع وهم يحملون لافتات كُتب عليها "عناق مجاني" ليُظهروا أهميته في تخفيف معاناة الكثيرين. هذا المقال يبرز أهم فوائد العلاج بالعناق، وانعكاساته الإيجابية على الصحة النفسية.
محتويات المقال
ما أهمية العناق؟
ثمة وصفة واحدة تجنّبك الآثار النفسية لقدوم فصل الشتاء وتزايد الأخبار المقلقة: العلاج بالعناق.
العلاج بالعناق أو فن الارتماء في الأحضان وسيلة من وسائل العناية بالصحة. قد يبدو هذا الأمر بديهياً لكن من الضروري أن تدرك أنه مفيد لك فعلاً؛ إنه مفيد لسعادتك وصحتك أيضاً.
يعاني كثير من الناس اليوم حالة الحرمان من الاتصال الجسدي ولمسة الحنان، ويرسخ الطابع الافتراضي الذي يهيمن في وقتنا الحالي على التواصل بين بني البشر مفارقة تتمثل في القرب الدائم مع التباعد الجسدي حتّى بين أقرب الأصدقاء.
هذا الواقع هو الذي دفع بعض النشطاء الذين يدافعون عن الحقّ في العناق إلى حمل لافتات في الشوارع كُتب عليها "عناق مجاني". ترتكز هذه الفكرة على مبدأ بسيط: معانقة الآخرين أو طلب عناقهم بصفة يومية. يمكن أن يستفيد الجميع من ذلك، سواء أكان من الأطفال أم الأزواج أم الأشقاء أم الشقيقات أم الآباء أم الأمهات أم الأصدقاء أم الزملاء. إنها الطريقة الأسهل لإعادة الاتصال بينك وبين مناطق دماغك العاطفي وتحقيق قدر من الإشباع.
كيف يؤثر العناق في صحتنا النفسية؟
يساعد العناق ولمسة الحنان على إفراز هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن الشعور بالراحة النفسية، ويقلّلان في الوقت نفسه إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر. إليك إذاً أحد أسرار العناية بالصحة النفسية والعضوية.
لا داعي للتذكير هنا بالممارسة التي يحرص عليها الأطباء عندما يولد طفل جديد؛ حيث يلحّون على ضرورة اتصال "بشرته ببشرة" أمّه. فالعناق له أثر علاجي حقيقي في الأشخاص الذين يعانون مشكلة ما؛ إذ يمكنه في الواقع تعزيز الثقة في النفس وحبّ الذات وتبديد المخاوف.
وقد أنجز عالم نفس بجامعة ديباو في ولاية إنديانا الأميركية دراسة تسلط الضوء على قوة اللمسة التي تسمح باستقبال عواطف الآخرين. شملت الدراسة 250 شخصاً بالغاً حظوا بعناق من طرف أشخاص مجهولين. تمكّن 75% منهم من الشعور بالعواطف التي تنتاب الأشخاص الآخرين (مخاوف أو قلق أو حزن أو غير ذلك) فقط من خلال اللمسة.
يؤدي هرمون الأوكسيتوسين دوراً أساسياً في الشعور بالراحة النفسية لأنه يولّد عند إفرازه هدوءاً فورياً وشعوراً بالسعادة الغامرة والرضا. إنه هرمون الأمن العاطفي. ويُظهر بعض الدراسات أيضاً أن لمسة الحنان تؤدي دور مضاد الاكتئاب وتحسّن المناعة وتعزز إفراز هرمون الدوبامين.
لديك إذاً وصفة بسيطة ومحدّدة: عانق شخصاً معيناً مرة واحدة في اليوم على الأقل لمدة 20 ثانية للسماح بحدوث هذا التأثير السحري. تبدأ صلاحية هذه الوصفة من الآن وهي صالحة الفصول كلّها.