هذه العضلة تعزز اتزانك العاطفي: إليك طرقاً مختلفة لتمرينها

3 دقائق
العضلة القطنية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يعرّف الطب الصيني التقليدي العضلة القطنية بأنها "عضلة الروح"، وفي اليوغا، تُعد منطقة الحوض حيث تقع العضلة القطنية، وهي ترتبط بالعواطف والمتعة والإثارة. من خلال تعزيز مرونة الوركين وتمرين العضلة القطنية، يمكنك تحقيق التوازن العاطفي، فكيف ذلك؟

يعرّف الطب الصيني التقليدي العضلة القطنية بأنها "عضلة الروح"، وفي اليوغا، تُعد منطقة الحوض حيث تقع العضلة القطنية، مركز الطاقة الثاني بين الشاكرات الحيوية السبع وتسمَّى "شاكرا سفاديستانا" أو "الشاكرا المقدسة" أو "قاعدة الذات"، وهي ترتبط بالعواطف والمتعة والإثارة.

يمثل الوركان مركز النشاط والحركة والركيزة التي نستند إليها جسدياً كما أنهما يربطاننا رمزياً بالأرض، وتمثل العضلة القطنية محور توازن فعلي وذلك بحسب ما قاله مختص العلاج الطبيعي الإيطالي مارسيلو تشيابوني (Marcello Chiapponi) في كتابه "العضلة القطنية: العضلة التي تريدك أن تكون على ما يرام" (Psoas, the muscle that wants you well). ومع ذلك، ما تزال وظائف هذه العضلة غير مفهومة تماماً نسبياً بسبب عمقها. يقول مارسيلو تشيابوني: "ستكتشف من خلال الممارسة العملية أن لهذه العضلة تأثيراً في عواطفك وعقلك".

ما هي العضلة القطنية؟

العضلة القطنية هي عضلة أمامية للعمود الفقري تقع تحت الأمعاء، تبدأ من الجزء الأمامي من الفقرات القطنية، وتمر عبر الحوض لتنتهي إلى الساق، وهي عضلة قابضة للورك تسمح، على سبيل المثال، بثني الساق إلى الصدر. ترتبط العضلة القطنية أيضاً بالحجاب الحاجز عبر النقطة التي تربط هذا الغمد العضلي الوتري بالعمود الفقري، ولما كان الحجاب الحاجز العضلة الأساسية في عملية التنفس فإنه يؤثر في العواطف أيضاً.

تساعدنا هذه المعلومات التشريحية على فهم العبء العاطفي الذي يثقل كاهل الحجاب الحاجز والعضلة القطنية تبعاً لذلك، ويقول مختص العلاج الطبيعي مارسيلو شيابوني: "في كل مرة يقلق الإنسان أو يتوتر يتقلص الحجاب الحاجز لأن نظام الحماية الفطري يقيد تنفسه حينما يكون في خطر، ويُعد التوتر المستمر سمة العصر الذي نعيش فيه إلى درجة أنه يصبح حالة على أجسادنا التعامل معها دائماً؛ وتؤدي هذه الحالة إلى تقلص مزمن في عضلة الحجاب الحاجز ومن ثم العضلة القطنية. لقد رأيت في كثير من الأحيان أشخاصاً في حالة من التوتر العاطفي الشديد يصابون بالتهاب في الوتر القطني، فالتوتر هو أكثر ما يمكن أن يسبب الأذى للعضلة القطنية". على عكس التوتر العرضي الحاد الذي يمكن التعامل معه بعدة سبل، فإن أجسادنا غير مهيأة للمقاومة التوتر المزمن ومن ثم فإنها قد تتأذى بسببه بشدة.

يمثل الوركان والحجاب الحاجز والعضلة القطنية أساس التوازن العاطفي، وتقول المدربة ومعلمة اليوغا وراقصة الباليه السابقة، جولي غرانغر (Julie Granger): "ترتبط العضلات العميقة في الوركين ارتباطاً وثيقاً بالغدد الكظرية المسؤولة عن تنظيم استجابة القتال أو الهروب، فهي تفرز هرمونيّ الأدرينالين والكورتيزول".

هذه العضلات هي أيضاً أكبر عضلات التوازن لدينا ويمكن أن تنقبض أو تتوتر في كثير من الأحيان في حالات التحفيز العاطفي. تخزّن أنسجة الوركين المشاعر المؤلمة؛ ما يسمح للعقل الباطن بتذكرها وتجنب رد الفعل ذاته في المستقبل، وفي حين تكون هذه الآلية مفيدة في البداية، فإنها تؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية ومن ثم تقييد شاكرا العجز الثانية (سفاديستانا) وتقييد الطاقة.

ويمكن أن يؤدي تخزين المشاعر هذا إلى انخفاض في الإبداع والرغبة الجنسية وإلى الشعور بالعزلة والوحدة وحتى القلق. وعلى الرغم من عدم وجود سوى عدد قليل من الدراسات حول العضلة القطنية والأمراض المختلفة المرتبطة مباشرة بها، فإن هنالك تمرينات تساعد على استرخائها وتحسين مرونة الوركين وتعزيز التوازن العاطفي في الوقت ذاته.

3 تمرينات لإرخاء العضلة القطنية

صار المدربون يركزون مؤخراً على تمرينات شد عضلات الوركين وزيادة مرونتها، ولا سيّما على الشبكات الاجتماعية؛ ومنهم معلمة اليوغا مانويلا ميتيفوفا (Manuela Mitevova)، التي ابتكرت تمريناً محدداً أسمته "الوركين مثل العسل" (Hips like honey) وألكسندرا روزنفيلد (Alexandra Rosenfeld)، مؤسسِّة شركة آجي (Ajy) للمكملات الغذائية وملكة جمال فرنسا السابقة، التي صنعت مقطع فيديو عن تمرينات التمدد للتخلص من التوتر في الوركين، حصد أكثر من 200 ألف مشاهدة، وعن ذلك تقول: "يمثل الوركان في اليوغا مركز تخزين عواطفنا المكبوتة، ولا شيء يساعد على التخلص منها مثل تمرينات التمدد، التي تحسن وضعية العمود الفقري أيضاً. كلما ازدادت مرونة الوركين، تخلصنا من سموم عاطفية أكثر". وفيما يلي، تقدم لنا جوليا غرانغر 3 وضعيات سهلة يمكن التمرن عليها في المنزل وهي مأخوذة من المنصة التي تقدم فيها دورات عبر الإنترنت، ستوديو باريس (Studio Paris).

1. وضعية الاستلقاء ورفع الساقين على الحائط

استلقِ على الأرض وارفع ساقيك على الحائط ثم باعد بين ساقيك، وإذا كان ذلك صعباً عليك يمكنك دعم فخذيك بيديك حتى لا تتباعد ساقاك كثيراً، إبقَ ثابتاً وحافظ على هذه الوضعية لـ 3 دقائق مع التنفس بعمق.

2. وضعية الفراشة

اجلس على الأرض متربعاً وباعد بين فخذيك واثنِ ركبتيك وضم قدميك معاً وشد أسفل ظهرك جيداً دون أن تستدير، ثم أمسِك قدميك مع إبقائهما معاً مع الحفاظ على ظهرك مستقيماً وحاول أن تميل إلى الأمام قليلاً، وحافظ على هذه الوضعية لـ 3 دقائق مع التنفس بعمق.

3. وضعية الطفل السعيد

استلقِ على الأرض على ظهرك، واثنِ ركبتيك نحو بطنك ووجّه باطنَيّ قدميك نحو الأعلى، وأمسِك الجزء الخارجي منهما، ثم افتح فخذيك مع الحفاظ على استواء ظهرك على الأرض. يمكنك التأرجح بلطف من اليسار إلى اليمين أو البقاء ثابتاً وإذا كانت الوضعية صعبة عليك، ضع بعض الوسائد تحت فخذيك. حافظ على الوضعية مدة دقيقتين مع التنفس بعمق.

المحتوى محمي