ملخص: إذا كنت تشعر بالملل سريعاً في علاقتك العاطفية وتسعى دائماً إلى التغيير والإثارة أو إلى الدخول في علاقة جديدة للتعافي من ألم العلاقة القديمة، فقد يعني هذا أنك عالق في نمط متكرر، وفيما يلي تكشف معالجة نفسية عن 3 أسباب غير متوقعة تحول دون عثورك على شريك حياتك وإنشاء علاقة عاطفية دائمة ومستقرة.
محتويات المقال
يحظى البعض بحياة عاطفية سعيدة ومستقرة، في حين يجد آخرون أنفسهم ينتقلون من علاقة إلى أخرى باستمرار. لا أحد ينكر أهمية أن يأخذ المرء الوقت الكافي ليسأل نفسه عما يريده أو ما لا يريده في شريك الحياة المحتمل ليتمكن من تحديد احتياجاته ورغباته، فحينما يعرف نفسه معرفة أفضل سيعزز فرص بناء علاقة عاطفية تمنحه السعادة.
ومع ذلك، يمكن أن تقوده عملية تأمل النفس هذه أحياناً إلى حالة من التجنب العاطفي بسبب المخاوف التي يشعر بها، وتشير المعالجة النفسية جوردان ترافيرز (Jourdan Travers) إلى أن ذلك يؤدي إلى الانتقال من علاقة إلى أخرى على نحو متكرر ما يمكن أن يفسد حياة المرء العاطفية، وتقول: "لا ضرر في تجاوز العلاقات السابقة والانتقال إلى علاقة أخرى؛ لكن هذا الانتقال قد يشير أحياناً إلى مشكلة نفسية أكثر خطورة".
لذا إذا كنت تشعر بالملل سريعاً في علاقتك العاطفية وتسعى دائماً إلى التغيير والإثارة أو إلى الدخول في علاقة جديدة للتعافي من ألم العلاقة القديمة، فقد يعني هذا أنك عالق في نمط متكرر، وثمة 3 أسباب وراء ذلك.
الخوف من الوحدة
يخاف البعض من الوحدة إلى درجة أنه لا يتقبل حالة العزوبية مطلقاً، ويتسم غالباً بتدني تقدير الذات ويمثل الارتباط بالنسبة إليه طريقة لتعزيز قيمته.
وتوضح المعالجة النفسية جوردان ترافيرز قائلةً: "يُظهر البعض من ذوي الشخصيات القلقة مثل الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب الشخصية الحدية، حاجة مزمنة إلى الاهتمام ما يدفعهم إلى القفز من علاقة إلى أخرى". كما نلاحظ هذا السلوك لدى الأشخاص الذين تعرضوا إلى صدمات نفسية في الطفولة؛ إذ إنهم يطورون نمط تعلق قَلِق في الكبر، ونتيجة لذلك؛ فإنهم يبذلون ما في وسعهم للاحتفاظ بالشريك خوفاً من التعرض إلى الهجر.
لكن هذا الخوف الشديد يخنق الأخير في نهاية الأمر ومن ثم يجد الشخص نفسه وحيداً مجدداً؛ ما يدفعه إلى البحث عن علاقة جديدة دون أخذ وقت للتعافي، فيدخل في حلقة مفرغة.
النظر إلى العلاقات العاطفية بوصفها نقاط انطلاق
حينما ينتقل المرء بسرعة من علاقة إلى أخرى فإن انشغاله بالبحث عن العلاقة المثالية يعميه عن الحب الحقيقي؛ ولذلك فإنه مستعد لإنهاء العلاقة الحالية عند حدوث أدنى مشكلة أو شعوره بأتفه انزعاج، والبدء بأخرى جديدة. تقوم العلاقة الصحيحة على محاولة معرفة الآخر وفهمه بصدق وليس الانتصار عليه في الخلافات أو التحكم فيه.
وتقول المعالجة النفسية جوردان ترافيرز: "لا يهدف هذه النوع من العلاقات إلى تأسيس التزام طويل الأمد بل البحث عن شعور مؤقت بالتقدير والأمان"؛ لذا احذر التنقل بسرعة من علاقة عاطفية إلى أخرى لأن ذلك يمهد الطريق لدخولك في حلقة سامة من العلاقات اللانهائية، ويحول دون إنشاء روابط وعلاقات صادقة.
الخوف من الالتزام الطويل الأمد
قد يتمتع الشخص بالنضج الكافي للدخول في علاقة عاطفية وتقديرها في البداية؛ لكنه لا يتمكن من الحفاظ عليها والالتزام بها على المدى الطويل، ويُطلَق على هذه الحالة اسم "متلازمة بيتر بان"؛ إذ يواجه أصحاب هذا النمط من الشخصية أغلب الأحيان صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية ومتوازنة، والسبب الرئيس لذلك هو افتقارهم إلى المهارات العاطفية الأساسية.
وتقول ترافيرز: "إنهم يحاولون تجنُّب أي شكل من أشكال المسؤولية أو المساءلة عن أفعالهم"، ولأن صراعاً بين الحاجة إلى الحب والنفور اللاواعي من الالتزام ينشب داخلهم؛ فإن بدايات العلاقة تمثل بالنسبة إليهم حلاً مثالياً، وإن لم يكن صحياً، لهذه المعضلة الداخلية.
نصيحة المعالجة النفسية: لإنشاء روابط صادقة ودائمة: واجه مخاوفك، وطور مهاراتك العاطفية وتقبَّل إظهار ضعفك أمام شريك حياتك.