كيف تدمر هذه العبارات السبعة ثقتك بنفسك دون أن تلاحظ؟

3 دقيقة
الثقة بالنفس
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

يفتقر إليها الكثيرون لكن غيابها ليس حتمياً، لأننا نستطيع تقويتها مثل عضلة؛ إنها الثقة بالنفس التي تشكل عنصراً حاسماً يسهم في تحسين رفاهيتنا. تسمح لنا الثقة في النفس بالنأي عن مشكلات الحياة وإدارة التوتر الذي نواجهه يومياً، علاوة على أنها تتيح لنا بناء علاقات صحية ودية أو عاطفية أو مهنية.

يقدم الكاتب والمختص في علم النفس ستيفان فالك (Stefan Falk) توضيحات تساعدنا على فهم هذا الموضوع، في مقال نشره موقع قناة سي إن بي سي (CNBC). يحدد الكاتب في هذا المقال 7 عبارات سامة تكشف غياباً واضحاً للثقة بالنفس لدى مستخدميها. يساعدنا كشف هذه العبارات على إعادة النظر في مضامينها، وفهم أفضل السبل لتجاوزها، والتوقف عن استخدامها.

وتمثل هذه الخطوة تذكيراً مفيداً لاستعادة الثقة بالنفس. عندما تقل ثقتنا بأنفسنا واختياراتنا في الحياة فإن أبسط تغيير قد يبدو لنا خطراً حقيقياً؛ لأنه قد يربك روتين حيواتنا اليومية الهادئة والآمنة. للتمكن من التعايش مع طفرات الحياة المختلفة وتحوّلاتها، إليك إذاً 7 عبارات تحتاج إلى تحديدها وفهم ما تعكسه عن شخصيتك.

"ليس لدي وقت لهذا الأمر"

يرى المختص النفسي ستيفان فالك أن هذه العبارة مجرد عذر شائع، يستخدمه الأشخاص الذين لا يُحسنون إدارة الوقت. إنهم يشعرون بالإرهاق ويجدون صعوبة في فرز المهام المختلفة التي يتعين عليهم إنجازها، بالإضافة إلى أن قوائم مهامهم، إن وجدت، تكون طويلة، ويولون الدرجة ذاتها من الأهمية للمهام كلّها.

لكننا نستطيع في الواقع تصنيف مهامنا كلها وترتيبها وفقاً لدرجة أولويتها؛ بعضها "مهم" والآخر "عاجل" ويجب أن يحظى بالأولوية؛ بينما هناك مهام أخرى ليست مهمة ولا عاجلة، على الرغم من أنها قد توحي بخلاف ذلك. لذا؛ يجب أن نبدأ بتحديد هذه المهام وفقاً لدرجة أهميتها ثم ترتيبها، ولا سيّما أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه العبارة يشعرون بالإرهاق بسبب المهام التي تنتظرهم. ويميلون إلى البحث عن ذرائع في بعض الأولويات الوهمية.

اقرأ أيضاً: لماذا تزيد الثقة بالنفس جمالك في عيون الآخرين؟

"لقد حاولتُ مسبقاً ولم ينجح الأمر"

وفقاً للمختص في علم النفس؛ فإن هذه العبارة مجرد مغالطة. فالأشخاص الذين تنقصهم الثقة بالنفس لا يجربون الأشياء الجديدة؛ لأن خوفهم من المستجدات والتغيير الذي تقتضيه يمنعهم من ذلك.

تعكس هذه العبارة إذاً في المقام الأول مشكلة شخصية مع الذات تتعلق بالمبادرة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ وهذا ما يمنع هؤلاء الأشخاص من مغادرة منطقة الراحة التي يعيشون فيها بسبب الخوف من الفشل في تحقيق ذلك وغياب الثقة بالنفس وفقاً لما توحي به.

"إنها خدعة من الإدارة لحذف بعض الوظائف"

عندما تنقصنا الثقة بالنفس، فإننا نميل إلى تبني هذا الاعتقاد الخاطئ بأن عملنا غير مقدَّر، وأننا لا نحظى بالقيمة التي نستحقها. يمكن أن يؤدي هذا التوجه المؤسف إلى أحد أنواع جنون الارتياب الذي يدفع صاحبه إلى الاعتقاد أن المدراء والمسؤولين في العمل يحاولون التخلص منه بالوسائل الممكنة كافة.

"هذا هراء، فكل شيء يسير على ما يرام بهذه الطريقة"

عندما يتعامل شخص قليل الثقة بالنفس بطريقة سلبية جداً مع مبادرة جديدة يقترحها الآخرون، فهذا يعني أنه يشعر بالتهديد. يوضح المعالج النفسي: "إنه يدرك أن عليه مضاعفة الجهود في العمل وقد يزعجه ذلك لأنه لا يشعر أنه في المستوى المطلوب".

"ربما نجح الأمر بالنسبة إلى الآخرين؛ لكنه مختلف بالنسبة إليّ"

إنها طريقة أخرى للبحث عن الأعذار والمبررات بسبب الخوف من التغيير. عندما تكون ثقتك بنفسك محدودة جداً فقد تميل إلى تضخيم فكرة مفادها أنك شخص فريد، وتحرص على تأكيد ظروف عملك الخاصة. إنها طريقة فعالة للاختباء وراء المكتسبات والقيم الراسخة دون المغامرة خارج منطقة الراحة.

"لست متفقاً مع هذا الخيار، هل يمكننا أن نجد بديلاً آخر؟"

يضيف المختص في علم النفس: "هذه العبارة تمثل في الغالب محاولة لتجنب أيّ تغيير أو تعديل حقيقي". البديل الذي يقترحه شخص قليل الثقة بالنفس يكون إلى حد ما مجرد استمرارية لما كان يفعله في السابق. تؤكد هذه العبارة مجدداً أن فكرة المغامرة بتبني مسار جديد تطرح مشكلة للشخص المعني بمشكلة قلة الثقة بالنفس؛ لأنه لا يشعر بالاطمئنان تجاه هذا الأفق والعمل خارج قواعده الراسخة التي اعتاد التحرك فيها.

"الشخص الذي اقترح هذا البديل لا يفهم شيئاً في طبيعة عملي"

عندما يدّعي شخص ما أن عمله صعب جداً ولا يمكن لشخص آخر أن يستوعبه، فهذا يعني أنه لا يفهم جيداً ما يفعله، أو أنه يخفي شيئاً وفقاً للمختص في علم النفس. إنها سمة أخرى تمثل مؤشراً يكشف الشخص الذي تنقصه الثقة بالنفس إلى حد كبير.

يمكننا أن نلاحظ عموماً أن هذه العبارات كلها تعكس مشكلة في الحركة والتغيير. يجد الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس صعوبة أكثر من غيره في المغامرة بالانفتاح على أيّ خيارات أو اقتراحات أو توجيهات جديدة في العمل على سبيل المثال. ويفضل بدلاً من ذلك التشبث بالعادات أو الروتين الذي يُشعره بالأمان والطمأنينة. يدرك أنه قادر على إنجاز بعض المهام المحددة؛ لكنه يشك في الوقت نفسه في قدرته على إنجاز مهام جديدة قد تبدو له في البداية مخيفة.

اقرأ أيضاً: أسباب انتشار عمليات التجميل وعلاقتها بالثقة بالنفس

3 نصائح من الخبير النفسي للتخلص من هذه العبارات

إذا كشفت استخدامك لهذه العبارات في حياتك اليومية، فلا داعي للوقوع في فخ جلد الذات لأن المطلوب هو العكس. يجب أن ترفق بذاتك كي تتقبّل هذا الواقع وتتخذ الإجراءات التي ستساعدك على تنمية ثقتك بنفسك. ولمساعدتك على ذلك، إليك 3 نصائح من الخبير النفسي ستيفان فالك:

  • احرص على تنمية الشعور بالتعاطف مع الذات إذا كانت تنقصك الثقة بالنفس؛ لكن تذكّر أن الحصول على هذا الشعور بالأمان يتطلب الوقت وبذل الجهد اليومي.
  • شجع نفسك وحاول إدخال بعض العناصر الجديدة عبر لمسات تغيير بسيطة يوماً بعد يوم.
  • اطرح الأسئلة العميقة على نفسك كي تتمكن من التمييز بين الحقائق والأعذار.