الامتناع عن تناول الحلوى قد يضر بصحتك النفسية، فإليك الحل

2 دقائق
التحلية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: بمجرد شروعنا في اتباع حمية غذائية نضحي بطبق التحلية اللذيذ اعتقاداً منّا أنه غذاء زائد ومُضرّ. لكن الظاهر أن التحلية ليست ذات فوائد لصحتنا النفسية فقط؛ بل يمكن أن تحتوي عناصر مغذية يجب ألّا نُحرم منها بسبب الحمية، وإليك ما يثبت ذلك.

مع مرور السنوات وتعاقب الحميات الغذائية، يميل المجتمع إلى حثّ أفراده على استبعاد أنواع معينة من الغذاء مثل النشويات واللحوم الحمراء والسكر وغير ذلك. وإذا كان أسلوب الطهو أو اختيار بعض المكونات الغذائية أمران قد يختلفان باختلاف الحميات الغذائية، فإن هذا التنويع يكون مرفوضاً تماماً عندما يتعلق الأمر بالتحليات اللذيذة. لهذا السبب يتوقف الكثير من الناس تماماً عن الاستمتاع بهذه الملذات الحلوة، على الرغم من أن التحليات يمكن أن تكون ذات فوائد أكثر مما يظنون.

كيف يمكن أن تفسد الحمية علاقتك بالطعام؟

تقول المختصة في التغذية، باتريسيا كوليسا (Patricia Kolesa) في تصريح لموقع "ويل آند غود" (Well and Good): "تدفعك ثقافة الحميات إلى لوم نفسك على استطابة لذة بسيطة من ملذات الحياة، فتفقد الثقة في اختياراتك الغذائية وفي كل ما تستطيع أكله أو يجب عليك أكله".

ويمكن أن تؤدي المراقبة المفرطة للغذاء على المدى البعيد إلى ظهور اضطرابات في السلوك الغذائي. وذكلك، فإن تطبيق قواعد صارمة في التغذية لا يسمح لنا بالانتباه الدائم إلى أجسامنا واحتياجاتها. ويولّد الحرمان من غذاء معين شعوراً وهمياً بالتعلّق به، وخوفاً من الإفراط في تناوله عندما يُتاح لنا. لكن العكس هو الذي يمكن أن يحدث وفقاً للمختصة في التغذية التي تؤكد: "عندما نسمح لأنفسنا بتناول تحلية، فإننا نفعل ذلك وننصرف إلى فعل شي آخر، مدركين أننا سنجدها متوفرة متى ما اشتهيناها".

ووفقاً للطبيب المتخصص في البحث العلمي السريري وصحة الأمعاء، سوني باتيل (Sunni Patel)؛ فإن انعكاسات هذا السلوك قد تكون أبعد من ذلك. يقول باتيل في تصريح لمجلة "ستايلست" (Stylist): "عندما تسمح لنفسك بتذوق الأغذية التي تحبها؛ بما فيها التحليات، فإنك تسترجع تحكمك بثقافتك وحميتك في الوقت نفسه، وتبني علاقة صحية أكثر مع الطعام".

ما الفوائد الغذائية للتحلية؟

إذا كان المجتمع يميل إلى تقديم التحلية باعتبارها طبقاً لا فائدة منه؛ بل مُضرّاً على المستوى الغذائي، فإن هذا الأمر ليس صحيحاً بالضرورة. فعلاوة على اللذة التي تتميز بها، فإن بعض المكونات الغذائية التي تحتوي عليها يمكن أن يكون ذا فائدة معينة.

وما عليك سوى أن تضيف إلى تحليتك بعض الحبوب كي تغنيها بالألياف، أو بعض المكسرات للحصول على أحماض أوميغا 3 الدهنية، أو بعض الفواكه أو الشوكولاتة للاستفادة من المغنيزيوم. وهذا يعني أن التحليات ليست مفيدة فقط للصحة النفسية؛ بل قد تكون لها أيضاً فوائد غذائية لا يمكن تجاهلها.

جرب أن تسترجع متعة الأكل

تؤكد المختصة في التغذية، كريستي روث ( Kristi Ruth) في تصريح لموقع "ويل آند غود" إن: "الطعام ليس مجرد سعرات حرارية أو مكونات غذائية؛ إنه يجسد العلاقات الاجتماعية، ويساعد على مواجهة العواطف التي تعترينا؛ إنه يمثل المتعة ببساطة".

إن مشاركة الطعام مع الآخرين تمثل أيضاً مصدر متعة؛ حيث إن الحصول على قطعة من كعكة أُعدّت لمجموعة من الضيوف يمكن أن يؤثر في شعورنا بالسعادة وفقاً لدراسة حديثة. وقد كشف باحثون في جامعة أوكسفورد إنه كلما تناول الناس الطعام برفقة الآخرين، أصبحوا أكثر قابلية للشعور بالسعادة والرضا عن حياتهم.