هذه الكلمة لها مفعول السحر في علاقتك بشريك حياتك، فهل تقولها دائماً؟

الشكر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: كلمة “شكراً”، نطلقها أحياناً دون أن ننتبه إلى آثارها البالغة في النفوس. هذا ما اهتم به الزوجان وعالما النفس غوتمان وشوارتز ليكتشفا أنها كلمة السرّ التي تقف وراء استمرار العلاقة الزوجية ونجاحها. في هذا المقال، يقدّم العالمان الأميركيان نصائح ثمينة لتوظيف الشكر من أجل علاقة زوجية دائمة وسعيدة.

ثمة عبارة تمثل سرّ طول مدة العلاقة الزوجية وفقاً لعالِمَيّ نفس بارزَين، فهل هي حقيقة أم مجرد أسطورة؟ إليك الإجابة في هذا المقال.

يمثّل النجاح في العلاقة الزوجية وبناء علاقة صحية ومُرضية للشريكين معاً رغبة العديد منّا؛ لكن بمجرد انتهاء البدايات الجميلة والوردية، يكتشف الطرفان أن حياتهما معاً تتطلّب جهوداً وتنازلات منهما. وإذا كان لكلّ علاقة زوجية تميزّها وتحدّياتها الخاصة بها، فثمة قاسم مشترك بينها جميعاً. هذا ما اكتشفه عالِما نفس أميركيان مختصّان في العلاقات الزوجية.

في دراسة علمية شملت أكثر من 40,000 زوج، أبرزت عالمة النفس جولي شوارتز (Julie Schwartz) وعالم النفس جون غوتمان (John Gottman)أن الشركاء جميعهم يتمنون أن يحظَوا بالتقدير. لهذا؛ لا ينبغي لنا أن نبخل باستخدام عبارة معينة بصفة يومية لتعزيز الشعور بالرفاهة وإنجاح العلاقة الزوجية. فما هذه العبارة؟ ولماذا تتّصف بهذه الفعالية؟

الشكر مفتاح نجاح العلاقة الزوجية

يُعدّ الدكتور غوتمان والدكتورة شوارتز زوجين وعالما نفس خصّصا حياتهما المهنية لدراسة العلاقات العاطفية والأسرية، وأسّسا “مختبر الحبّ” (Love Lab)؛ وهو معهد أبحاث مختصّ، كما هو ظاهر من اسمه، في قضايا الحبّ والحياة الزوجية. وفقاً لهذين العالمين: “العلاقة الزوجية المزدهرة هي التي نجيد فيها ملاحظة الأشياء الإيجابية التي يفعلها الشريك مثلما نلاحظ الأشياء السلبية”، فالأزواج كلّهم يتفقون على الأمر التالي: الحاجة إلى الاعتراف بانخراطهم في العلاقة وجهودهم وتقديرها.

يوضح عالم النفس غوتمان ذلك: “من السهل الوقوع في فخّ السلبية والتركيز فقط على الأمور التي لا يفعلها شريك حياتك. وللتّخلص من هذه العقلية السامة، يجب بناء عقلية جديدة بفضل الشكر”.

ويعتقد الكثيرون خطأً أنهم يقدمون جهوداً أكثر من شركائهم في علاقاتهم. وللتخلّص من هذا الاعتقاد أيضاً، لا تتردد في البحث عن الجوانب الإيجابية لدى شريكك وشكره ما أمكنك ذلك، فهذا ما يجعل الشكر سلاحاً فعّالاً في تحقيق النجاح والرضا؛ حيث يشعر الشريك كلّما سمع كلمة “شكراً” أنه محبوب ومقدَّر نظراً لما يفعله ويقدمه لهذه العلاقة.

شعور الامتنان حاجة أساسية للإنسان. لذا؛ إذا أردت أن تشكر شريك حياتك فاستخدم العبارة التالية وفقاً لعالمة النفس: “أرى جهودك وأقدّرها ولا أعدّ ما تفعله أمراً مفروغاً منه، وأعتزّ بكلّ ما تقدّمه لعلاقتنا وحياتنا”.

كيف نطبّق هذا الأسلوب في التقدير؟

نستخدم كلمة الشكر في حياتنا اليومية باستمرار ودون تفكير أحياناً، سواء في علاقاتنا بزملائنا أو في المحلات التجارية أو مع الأغراب الذين يقدمون لنا المساعدة؛ لكنّنا ننسى الأهمية والحيوية التي يكتسيها شكر الآخر وتقدير قيمته الحقيقية في علاقاتنا الحميمية. إليك إذاً نصائح عالم النفس غوتمان وعالمة النفس شوارتز “لتعزيز ثقافة تقدير نشِطة في علاقتك الزوجية”:

1. التحقّق من مبادرات شريكك

راقب تصرفات شريكك بلطف واحرص على تدوين أفعاله الإيجابية حتى لو كانت بسيطة؛ مثل غسل الأواني أو تذكيرك بعيد ميلاد والدتك أو ترتيب البهو. عندما ستدوّن هذه المبادرات، ستدرك جيداً ما يفعله شريكك لأجلك ويمرّ أحياناً دون أن تنتبه إليه.

2. التخلّص من النظرة السلبية

حاول ما أمكنك أن تمنع المشاعر السلبية تجاه تصرفات شريك حياتك السابقة، وانسَ أخطاءه الماضية وركّز على اللحظة الحالية. يوضح غوتمان ذلك: “إذا التزمتما معاً بتحسين علاقتكما، فركّزا على هذا الأمر لأنه سيساعدكما على التخلص من المشاعر والعواطف السلبية”.

3. الشكر والمزيد من الشكر

احرص يومياً على شكر شريكك على عمل قام به حتى إن كان عملاً بسيطاً؛ بل لا سيّما إذا كان بسيطاً. لا تكتفِ بكلمة شكر بسيطة وعبّر عن ذلك بتفصيل من خلال شرح أهمية ما قام به بالنسبة إليك؛ كأن تقول له مثلاً: “أشكرك على إعداد القهوة كلّ صباح. أحبّ أن أستيقظ على رائحة القهوة الساخنة التي تعطّر البيت. إنها طريقة رائعة لبدء يومنا معاً وأنا ممتنّ لك”.

نصيحة الطبيب النفسي

تغيير نظرتك الخاصة إلى العالم أمر مؤثر لأنك تستطيع من خلاله كسر دورة السلبية ووقف تعزيزها، ويمكن أن يخلق ذلك فارقاً كبيراً في العلاقة الزوجية لأن الامتنان والتقدير المتبادلَين سيجعلانكما أكثر سعادة ورضاً.