ملخص: عالمنا مليء بالمآسي والكوارث والأحزان؛ حروب ومجاعات واحتباس حراري وآفات لا تنتهي. تترك هذه الصورة القاتمة آثارها في نفوسنا، وتدفع بعضنا إلى التفكير في الحلول والبدائل؛ لكنّ العجز عن ذلك قد يسيطر عليه أحياناً فتتحوّل رغبته في إنقاذ العالم إلى مصدر تعاسة ومعاناة. فما الحلّ الأمثل في مواجهة هذا الشعور المرير بالعجز عن إنقاذ البشرية؟ إليك اقتراح الفيلسوف الفرنسي فابغيس ميدال (Fabrice Midal).
تشعر بالعجز في مواجهة التحدّيات العالمية وتحسّ بالذنب بسبب عدم قدرتك على فعل الكثير لفائدة البيئة، أو القضاء على الاحتباس الحراري أو الحروب أو العنف أو المجاعات، أو الحدّ من معاناة الحيوانات أو المهاجرين إلى غير ذلك من المآسي. ترجو أن تفعل شيئاً لتغيّر الواقع لكنّ رغبتك تصطدم باستمرار بمحدودية قدراتك.
يحزنك هذا العجز دون أن تشعر، ويدفعك دون أن تلاحظ ذلك إلى احتقار نفسك والشعور بأنك شخص جبان ومذنب، بل يائس أو غاضب جدّاً.
الحلول الخاطئة
- الخلوص إلى استنتاج مفاده أنّك لا تقدر إلّا على فعلٍ هامشي لن يغيّر صلب المشكلة ثم الاستسلام في النهاية، وعدم فعل أيّ شيء مع الاستمرار في التساؤل ولوم الذات كثيراً على ذلك.
- التحوّل إلى مناضل عدواني وغاضب من المجتمع والآخرين بمن فيهم الأصدقاء وأفراد العائلة الذين لا يتصورون خطورة المشكلة مثلك؛ الأمر الذي يؤدي إلى توتّر علاقاتك. وفي كلتا الحالتين: حالة الاستسلام والهروب، أو حالة النهج العدواني، ستفشل وستتذكّر باستمرار شعورك بالعجز.
شعاري: "إذا لم تتصالح مع مشاعرك فهذا يعني أنك لم تربح شيئاً بل خسرت كلّ شيء".
توقّف عن لوم نفسك وتقبّل شعورك بالضيق والمعاناة!
لقد نسيتَ أنّ هناك عالماً فسيحاً بين خياريك المتطرّفين؛ وَهْمُ القوة الخارقة وشعور العجز. عندما تتوقّف عن لوم نفسك، فإنّك تتقبّل تأثير هذه المشكلات فيك، وتتقبّل عواطفك وغضبك وشعورك بالضيق، وتعترف بعدم وجود العصا السحرية التي يمكنها محو ما تحسّ به.
إنّ عواطفك ومشاعرك علامة على عزّة نفسك ونبلك الإنساني. بمجرّد أن تتقبّل ذلك، ستعترف بمساحة قوتك الشخصية التي ليست قوة خارقة ولا عجزاً. بهذا الأسلوب، ستتمكّن من استعادة رغبتك الحقيقية في التغيير. لذا؛ تقبّل أن يكون فعلك محدوداً ومفيداً في الوقت نفسه.
اقرأ أيضاً: