5 نصائح للتعامل مع الشخص المصاب بعقدة النقص

3 دقائق
الشخص المصاب بعقدة النقص
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يصادفنا في الحياة بعض الأشخاص الذين يشعرون بالنقص، ويظهر ذلك في عدم قدرتهم على التكيف مع ظروف حياتهم ونظرتهم الدونية إلى ذواتهم. ولا تُعد عقدة النقص اضطراباً نفسياً مستقلاً؛ إنما هي حالة سلبية تؤثر في رفاهية الشخص، ولها عدة أسباب أهمها العامل الوراثي والتنشئة الخاطئة والضغط المجتمعي. وعادةً، يميل الشخص المصاب بعقدة النقص إلى استعراض ممتلكاته المادية ويبالغ في حديثه وردود أفعاله. وعلى الرغم من تأثيره السلبي في المحيطين به؛ لكن هناك العديد من الإرشادات العملية التي يقدمها المقال للتواصل معه بفعالية.

قد تمر علينا فترات تهتز فيها ثقتنا بأنفسنا أو نشعر بتدني احترامنا لذواتنا أو نشك في قدراتنا؛ لكنّها غالباً تكون مؤقتة، وإذا استمرت فهي ربما تشير إلى المعاناة من عقدة النقص التي تمثل عائقاً في الحياة الشخصية والمهنية.

ولا تقف حدود المعاناة عند الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص إنما تمتد أيضاً إلى المحيطين بهم، فهم قد يجدون صعوبات في التواصل والتفاعل معهم على الصعيد العملي والاجتماعي، لذلك نستعرض في هذا المقال الأبعاد المختلفة المتعلقة بعقدة النقص وكيفية التعامل مع المصاب بها بأسلوب سليم.

ما هي عقدة النقص؟

تعرّف المختصة النفسية سندس دحادحة عقدة النقص بأنها عدم قدرة الشخص على التكيف مع ظروف حياته نتيجة نظرته الدونية إلى ذاته، فيصبح غير قادر على رؤية نفسه بصورة صحيحة لتعامله مع أفكاره ومشاعره بدونية.

وتشير دحادحة إلى أن عقدة النقص تظهر عادةً في مرحلة المراهقة وهي أولى مراحل تشكُّل الشخصية، وتكون غالباً ذات صلة بتجارب الطفولة، وتشبهها بنظارة يرى من خلالها الشخص نفسه بصورة غير حقيقية ومليئة بالدونية، فينتقص من ذاته ولا تكون لديه رؤية كاملة للمواقف إنما يفسرها بشكل يتماشى مع انخفاض تقييمه لنفسه.

ووفقاً للمختص النفسي إريك باترسون (Eric Patterson)؛ لا تُعد عقدة النقص اضطراباً نفسياً مستقلاً إنما هي حالة تؤثر سلباً في رفاهية الشخص وتعرضه لمشكلات طويلة المدى متعلقة بالثقة في النفس واحترام الذات، الأمر الذي يستدعي حصوله على دعم مختص نفسي.

ويقسم باترسون عقدة النقص إلى نوعين؛ الأول يظهر في تجنُّب المواقف الاجتماعية والمهنية نتيجة الإفراط والخجل والخوف، أما الثاني فينتج منه انعدام الأمان أو إخفاء الشعور بانعدام الأمان من خلال الإفراط في المنافسة أو العدوانية تجاه الآخرين والتكبر عليهم.

اقرأ أيضاً: 5 مفاتيح للتوقف عن تدمير الذات

لماذا قد يشعر البعض بالنقص؟

يرى الطبيب السعودي طارق الحبيب أن الشعور بالنقص لا ينطلق من الإمكانيات التي يمتلكها الشخص إنما من تصوره لنفسه الذي يرتبط بعدم تقبُّله لذاته، لذا فمهما امتلك الشخص الذي يشعر بالنقص من ممتلكات فإنه يظل واقعاً تحت سيطرة النظرة الدونية لنفسه.

كما يسهم العامل الوراثي في الشعور بالنقص، وذلك ما أثبتته دراسة علمية أجرتها جامعة كاليفورنيا الأميركية (University of California) وجدت أن الأشخاص الذين ورثوا اختلافاً في مستقبلات هرمون الأوكسيتوسين شعروا بأنهم أقل تفاؤلاً وكان تقديرهم لذواتهم منخفضاً.

وتؤثر النشأة كذلك في ظهور الشعور بالنقص عند الكبر؛ حيث تؤكد المختصة النفسية إيلين آرون (Elaine Aron) إنه عندما يتعرض الطفل للانتقادات المستمرة فإنه يشعر بالعجز وانعدام القيمة والخجل؛ ما قد يجعله يقلل من قيمة نفسه مع تقدمه في العمر.

وأحياناً يكون المجتمع مصدر الشعور بالنقص عندما يضع معاييرَ غير واقعية للشخص تؤدي إلى تشكيكه في قدراته وتدني نقديره لذاته؛ كما توضح المختصة النفسية كارين شابيرو (Caren Shapiro) بأن من يشعرون بالنقص يميلون إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين دائماً.

اقرأ أيضاً: تشعر بالذنب دون سبب؟ تعرّف إلى الأسباب والعلاج

ما الذي يؤكد الشعور بالنقص؟

توجد عدة علامات إذا ما ظهرت فإنها تؤكد معاناة الشخص من عقدة النقص؛ وأهمها بحسب الاستشاري الاجتماعي السعودي شجاع القحطاني التكلف وحب المظاهر الخارجية والتصنع في الحديث وفي ردود الأفعال، وكذلك الفرح بفشل الآخرين ومصائبهم والتركيز على أخطائهم والجوانب السيئة من حيواتهم بغية أن يُظهر نفسه وكأنه أفضل منهم.

ومن علامات عقدة النقص الأخرى بحسب الطبيبة النفسية سوزان ويتبورن (Susan Whitbourne): المبالغة في استعراض الإنجازات، والشكوى الدائمة من أن الأحوال ليست على ما يرام أو ادعاء المرض في بعض الأحيان، والحساسية الشديدة تجاه الإطراءات أو الانتقادات.

كيف تتعامل مع الشخص الذي يشعر بالنقص؟

تؤدي عقدة النقص إلى ظهور مشكلات مختلفة لدى الشخص في علاقاته مع المحيطين به، فإذا كنت محتاراً بشأن كيفية التعامل معه بالشكل الصحيح، توجد إرشادات عملية قد تسهّل عليك ذلك وأهمها:

  1. تعرَّف إلى السبب الذي جعله يعاني من عقدة النقص لتصبح أكثر دراية بالأساليب التي يستخدمها معك.
  2. ساعده على إصلاح نفسه ومواجهة المشكلة التي جعلته يشعر بالنقص، فمثلاً إذا كانت تلك المشكلة تنشئته الخاطئة، جرّب أن تهديه مجموعة كتب تتحدث عن التعافي من جروح الطفولة.
  3. لا تستسلم لمحاولاته في تثبيط عزيمتك وتركيزه المستمر على سلبياتك، ولا تجعل آراءَه تؤثر فيك سلباً.
  4. حاول أن تدعمه ليعزز اتصاله بذاته ويحبها ويقدر صفاتها الجيدة، فهذا سيقلل نظرته الدونية إليها ويزيد ثقته في نفسه.
  5. اقترح عليه اللجوء إلى مختص نفسي يساعده في التغلب على الشعور بالنقص.

اقرأ أيضاً: 8 تمارين تعزّز احترام الذات

أخيراً، على الرغم من أن الشخص المصاب بعقدة النقص قد يُلحق الضرر بمن حوله؛ لكنه يستحق توجيهه إلى الطريق الصحيحة نحو التخلص من هذا الشعور، فلا تجعل تأثيره السلبي فيك يقودك إلى ردود أفعال عدائية تجاهه لأن ذلك لن يزيد المشكلة إلا تعقيداً.

المحتوى محمي