كيف تزيد جاذبية شخصيتك وهيبتها؟

3 دقائق
الشخصية الجذابة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن الجاذبية لا تتعلق فقط بالمظهر؛ بل هي هالة من الثقة والسحر تحيط ببعض الأشخاص. لكن هل يمكن اكتسابها؟

الجاذبية بأبسط معاني الكلمة هي ما يجعلنا وسيمين في عيون الآخرين؛ لكن خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن الجاذبية لا تتعلق بالمظهر فقط؛ إنها ما يجعل الآخرين يريدون أن يكونوا بالقرب منا أو يهربون بمجرد رؤيتنا قادمين، بغض النظر عما نرتديه أو تصفيفة الشعر أو لون العيون. إذاً سواء كنت تبحث عن شريك أو وظيفة، من المهم أن تتمتع بجاذبية خاصة. لكن ما هي الجاذبية فعلاً؟ وما الذي يجعل الشخص جذاباً؟ لنكتشف المعايير التي تؤدي دوراً في اقتناء الجاذبية.

الكاريزما: الشخصية الجذابة

ربما تعرف ذلك الشخص الذي ما إن يحضر حتى تعلو وجهك ابتسامة، وتتوق لمحادثته والاستماع إليه. إنه يمنحك شعوراً بالراحة للحديث معه في أي وقت ويدعو الجميع للمشاركة؛ إذ لديه القدرة على بث الحيوية في الأجواء.

يبدو وكأن ذخيرته من الكلمات لا تنضب أبداً، فيجد دائماً المناسبَ لقوله وتصرفه؛ كما أنه لا يشعر بالإحراج أبداً، حتى في أكثر المواقف إحراجاً. إنه الشخصية الكاريزماتية.

عرّف الدكتور مجد بن جعفر الغامدي الكاريزما في كتابه "كاريزما الظهور الإعلامي" بأنها الحضور الطاغي أو الهيبة التي تدفعنا إلى الانجذاب لأفكار الشخص ومعرفة سماته وتوجهاته.

عادة ما يتمتع بهذه الشخصية القادةُ السياسيون، ورواد الأعمال، ونجوم الفن، والذين تجمع بينهم صفة أساسية هي القدرة على التأثير في الآخرين ودفعهم نحو الأهداف المشتركة.

مَن هو الشخص الجذاب؟

في محاولة لتحديد الخصائص الأساسية للشخص الجذاب، أجرى باحثون في جامعة تورنتو دراسة واسعة النطاق حول الكاريزما، نُشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology). ووجد الباحثون أن الشخص الجذاب يتسم بصفتين رئيستَين:

  • التأثير: ويُقصد به الحضور والقدرة على القيادة.
  • الود: ويُقصد به اللطف.

مقياس الشخصية الجذابة

لتقيم نفسك فيما إذا كنت شخصية جذابة أو لا، حدد الباحثون 6 أسئلة لتجيب عنها، يمكنك الإجابة عنها بوضع علامة ما بين 1 و5 حيث العلامة 5 هي الأعلى:

  1. هل لديك حضور قوي في الغرفة؟
  2. هل لديك القدرة على التأثير في الناس؟
  3. هل يمكنك قيادة مجموعة؟
  4. هل تمنح الآخرين شعوراً بالراحة؟
  5. هل تبتسم للآخرين في معظم الأحيان؟
  6. هل يمكنك التعايش مع أي شخص؟

اجمع العلامات واقسمها على 6، فإذا كانت النتيجة أكثر من 3.7 فأنت تتمتع بشخصية جذابة فوق المستوى المتوسط.

كيف تجعل شخصيتك جذابة؟

لحسن الحظ، فإن الكاريزما أو الشخصية الجذابة ليست شيئاً تمتلكه او لا تمتلكه؛ بل هي مجموعة من المهارات التي من الممكن بتعلمها وتطويرها أن تصبح شخصية أكثر جاذبية. وتتضمن:

1. تطوير مهارات التأثير

لتطوير مهارات التأثير يمكنك اتباع ما يلي:

  • الحضور الذهني الفعلي: بتركيز الانتباه على الشخص الذي تتعامل معه، ولضمان ذلك:
    • تأكد من أنك مرتاح جسدياً.
    • ضع أجهزتك على الوضع الصامت وأبعِدها عن الأنظار.
    • انظر في عينَيّ الشخص عندما يتحدث.
    • أومئ برأسك لتُظهر أنك تستمع بإنصات.
    • اطرح أسئلة توضيحية لتُظهر للشخص الآخر أنك موجود معه تماماً.
    • تجنَّب التململ لأنه علامة على العصبية والتوتر.
  • عزز ثقتك بنفسك: ولتحقيق ذلك عليك التمكن من مهاراتك وخبراتك فذلك سيزيد ثقتك بنفسك تلقائياً.
  • وسّع معارفك ونوّعها: كلما زاد عدد المحادثات التي يمكنك الدخول فيها بثقة وإضافتها ستبدو أكثر ثقة وجاذبية. لكن من المفارقات أن هذا لا يعني أنك يجب أن تتحدث مطولاً؛ إذ يميل الأشخاص الجذابون عادة إلى أن تكون كلماتهم قليلة ما يزيد قيمة التواصل معهم.
  • الاهتمام بالهيئة العامة: من حيث اللباس والمظهر الخارجي؛ لأنهما أول ما يلاحظه الشخص الآخر عنك، ويتأثر به.
  • الاهتمام بلغة الجسد: الإشارات غير اللفظية هي ثاني ما يلفت انتباه الشخص الآخر لك؛ إذ يشغل الأشخاص الأقوياء مساحة أكبر من الآخرين. ووفقاً لأستاذ السلوك التنظيمي ديبوراه غروينفيلد (Deborah Gruenfeld): "يجلس الأشخاص الأقوياء على الكراسي بشكل جانبي، أو يلفون أذرعهم على الظهر، أو يستخدمون كرسيين من خلال وضع ذراع على ظهر كرسي مجاور، أو الجلوس على المكتب".

2. تطوير مهارات الود

إن الاهتمام والتعاطف مع الآخرين يمنحهم الشعور بالأمان والراحة، فالود هو وسيلة التواصل الأولى معهم. ومع ذلك، لا بدّ للود أن يكون حقيقياً وليس بهدف التأثير فقط. ولتطوير مهارات الود والتعاطف يمكن اتباع النصائح التالية:

  • تفاعَل مع الناس وجهاً لوجه: إن رؤية تعابير أوجه بعضنا بعضاً شخصياً هو ما يمكنه إثارة التعاطف في أدمغتنا على نحو أساسي، وفي غياب هذه الإشارات قد يُبدي الآخرون الشك في دوافعنا ويشعرون بالغضب. وجد باحثون في دراسة نُشرت في مجلة فرونتيرز إن سايكولوجي (Frontiers in Psychology) أن النظر إلى شخص ما ينشط جزء الدماغ المرتبط بالمكافآت والاندماج الاجتماعي مباشرةً.
  • كن فضولياً: حاول التعرف إلى الآخرين؛ اسأل عن طريقة تفكيرهم وعن مصاعب الحياة التي تواجههم.
  • امدَح بصدق: يمكن للإطراء الصادق أن يذيب الجليد من أي علاقة، ويشكّل بداية تفاعل إيجابي بين الطرفين.
  • نبرة الصوت الدافئة: يمكن لنغمة الصوت أن تحمل تأثيراً مشابهاً لتأثير للكلمات؛ إذ كما نتواصل في الغضب بنبرة عالية يمكن إيصال الدفء بنبرة أكثر نعومة ودفئاً.
  • اعكس لغة جسد الطرف الآخر: إذ يمكن للشخص المقابل لك أن يشعر بمزيد من الراحة معك والثقة بك عندما يرى انعكاساً لمشاعره عليك. على سبيل المثال؛ إذا تحدث بهدوء فاخفض مستوى صوتك، أو إذا اتكأ على كرسيه فاسترخِ قليلاً أيضاً.
  • ابتسم: الابتسام طريقة سهلة لنقل الود والتعاطف للآخرين.
  • توقَّع الاحتياجات: أي أعطِ الشخص ما قد يكون بحاجة إليه دون أن يضطر إلى السؤال.
  • استخدم الأسماء: يحب الناس سماع أسمائهم؛ إذ بيّن فحص الرنين المغناطيسي لأدمغة مجموعة من الأشخاص في أثناء سماع أسمائهم تنبُّه مجموعة أجزاء منها.

تذكّر، قد تتمكن من تطوير شخصية جذابة باتباع النصائح السابقة إلا أنها تستغرق وقتاً لتطويرها؛ لذا عليك التحلي بالصبر والثبات، وقبل ذلك كله عليك بقبول ذاتك كما هي، ومن هنا يمكنك العمل على نفسك.

المحتوى محمي