تشعرنا الكثير من الروائح بالراحة وتحسن حالتنا المزاجية دون أن نتمكن من تفسير الأمر، وعلى الرغم من ذلك فقد خلصت العديد من الدراسات إلى أن ذلك يرجع لتأثير بعض الروائح الطبيعية تأثيراً مباشراً في عواطفنا.
لكل منا تفضيلاته فيما يخص الروائح، فقد تحيي رائحة معينة ذكرى ما في نفسك من مرحلة الطفولة أو قد تذكّرك بشخص عزيز على قلبك ولكن بصرف النظر عن هذا الارتباط العاطفي، فإن لبعض الروائح الطبيعية تأثيراً إيجابياً فعلياً في صحتنا النفسية، وقد بحثت عدة دراسات حول هذا التأثير وخلصت إلى أن ثمة روائح معينة لها القدرة على منحنا الراحة النفسية وتحسين حالتنا المزاجية بشكل كبير.
روائح طبيعية تحسّن الحالة النفسية
روائح الحمضيات
تتميز روائح الحمضيات بتأثيرها المخفف للقلق والتوتر وهو ما أكدته دراسة أجراها باحثون برازيليون في يوليو/تموز من عام 2012 ونُشرت في مجلة الطب البديل والتكميلي (Journal of Alternative and Complementary Medicine). وركزت الدراسة على التأثير المهدئ الذي يتميز به الزيت الأساسي للبرتقال الحلو.
رائحة زهور الخزامى (اللافندر)
وفقاً لدراسة يابانية نُشرت في مجلة أبحاث حديثة في علم الأعصاب السلوكي (Frontiers in Behavioral Neuroscience) في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018، فإن لاستنشاق أريج أزهار الخزامى أو اللافندر تأثير الأدوية المضادة للقلق، حتى أن الدراسة تقارن فعاليته بفعالية عقار الفاليوم، وهو من أقوى مضادات للقلق. ويُنصح باستنشاق أريج الخزامى في حالات الأرق والقلق والتوتر.
حبوب القهوة
إضافةً إلى تأثيرها الإيجابي في الحالة المزاجية، تحسّن رائحة القهوة الأداء المعرفي وتعزز ثقة الفرد بنفسه، وهو ما خلصت إليه دراسة نُشرت في مجلة علم النفس البيئي (Journal of Environmental Psychology) في يونيو/حزيران من عام 2018 ويرجع ذلك إلى تأثير رائحة القهوة المحفز المعروف للجميع.
ماء الورد
أظهرت دراسة أجراها باحثون إيرانيون في يوليو/تموز من عام 2016، ونُشرت في المكتبة الوطنية للطب (National Library of Medicine)، التأثير المهدئ لرائحة ماء الورد في أنفسنا. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد دراسة مستوى القلق لدى مرضى غسيل الكلى الذين استنشقوا عطر ماء الورد؛ إذ أثبت العلماء أنه يساعد على إبطاء جزء من خلايا الدماغ ما يسبب شعوراً فورياً بالهدوء والاسترخاء.
تنامي استخدام العلاج بالروائح
وفقاً لمقال نُشر في موقع توب سانتي (Top Santé) الفرنسي؛ يتنامى استخدام الروائح في تخفيف القلق والتوتر فيما يسمى "العلاج الشمي".
تستهدف الروائح، ولا سيما عند استخدامها في شكل زيوت عطرية، مناطق العواطف في الدماغ ومن ثم فهي تساعد على تنظيم بعض المشاعر السلبية مثل التوتر والقلق، وعلى الرغم أنه يمكن استخدام هذه الزيوت بصورة يومية لإدارة الاضطرابات العاطفية، فإنه من المستحسَن استشارة أحد المختصين قبل ذلك.