ما هو سبب الرغبة في تكسير الأشياء عند الغضب؟

ملخص: الغضب شعور طبيعي يصيب معظم الأشخاص، لكن ثمة تفاوتاً بين درجات الغضب، فهناك من يغضب فيلجأ إلى ضرب الحائط أو تكسير شيء ما في يده، وهناك من يغضب ويجرح من حوله بكلام قاله في لحظة غاضبة ولم يكن يقصده، الحقيقة إن هناك اعتقاداً سائداً بأن تكسير الأشياء يهدئ نوبات الغضب، ويمكن القول أن التكسير يهدئ الشخص الغاضب لكن مدة دقائق معدودة فقط، ولهذا تجدر الإشارة إلى أن تكسير الأشياء قد يكون استجابة طبيعية للغضب ولكنه يعد استجابة وسلوكاً غير صحي وإن كان مفهوماً، وثمة الكثير من الطرائق الصحية التي يمكن اللجوء إليها من أجل التحكم في الغضب مثل؛ تغيير طريقة التفكير وممارسة الرياضة من أجل تهدئة الأعصاب والتوقف عن الكلام وأخذ قسط من الراحة بعيداً عن الآخرين.

يلجأ الأشخاص إلى تكسير الأشياء عند الغضب أو لكم الحائط أو غلق الباب بعنف من أجل إفراغ شحنة الغضب، فعندما يكون وجهك شديد الحمرة وقلبك يكاد يقفز من قفصك الصدري لن تستطيع أن تفكر بوضوح وستفقد قدرتك على التحكم بأعصابك المتوترة، وعلى الرغم من أن الغضب شعور طبيعي ويمكن أن يكون عاطفة إيجابية تساعدك في التغلب على مشاكل العمل والحياة الشخصية فإن تكسير الأشياء يعد سلوكاً غير صحياً، وإليكم أهم طرائق التعامل مع الغضب عبر هذا المقال.

لما يلجأ بعض الأشخاص إلى تكسير الأشياء عند الشعور بالغضب؟

في بعض الأحيان قد تلجأ إلى كسر شيء ما قريب منك، اعتقاداً بأن هذا الفعل سيهدئ من غضبك! وتشرح أستاذة علم النفس في جامعة مالقة الإسبانية (University of Malaga) راكيل جوميز ليل (Raquel Gómez Leal) إن الدخول في نوبة الغضب يؤدي إلى زيادة قوة العضلات مثل عضلات الساعد واليد وعضلات المضغ، علاوة على ذلك يزيد الغضب معدل ضربات القلب ويعزز إطلاق هرمون الأدرينالين المرتبط بمعدل الطاقة، ولهذا السبب، عندما تغضب، فإن ما ترغب في فعله أكثر من أي شيء آخر هو تنفيس تلك الطاقة.

ويمكن القول إن الطريقة الغريزية الطبيعية للتعبير عن الغضب هي الاستجابة بعدوانية؛ فالغضب هو استجابة طبيعية تكيفية للتهديدات؛ فهو يلهم مشاعر وسلوكيات قوية وعدوانية غالباً، والتي تسمح بالقتال والدفاع عن النفس عند التعرض للهجوم، وبالتالي، فإن قدراً معيناً من الغضب ضروري لعملية البقاء، وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن بأي حال من الأحوال مهاجمة شخص آخر، علاوة على ذلك، فإن التنفيس عن الغضب عبر تكسير الأشياء يمكن أن يجعلك تشعر بالارتياح ولكن هذا الارتياح لا يدوم سوى بضع دقائق.

اقرأ أيضاً: ما هي أفضل طرق التنفيس عن الغضب؟

كيف تتحكم في غضبك؟

إن الشعور برغبة مفاجئة في كسر الأشياء أو البحث عن شيء لضربه عندما تكون غاضباً لا يعد استجابة صحية للغضب، ولكنه أمر مفهوم، وإليك أهم طرائق التحكم في الغضب:

1. غير طريقة تفكيرك

يميل الأشخاص الغاضبون إلى اللعن أو الشتم أو التحدث بعبارات حدّية تعكس أفكارهم الداخلية، وعندما تغضب، قد يصبح تفكيرك مبالغاً فيه، لهذا حاول استبدال هذه الأفكار الحدية بأفكار أكثر عقلانية، على سبيل المثال، بدلاً من أن تقول لنفسك "كل شيء قد دُمّر"، قل لها: "إنه أمر محبط، وأنا منزعج، لكنه ليس نهاية العالم، والغضب لن يصلح الأمور".

2. اهرب بعقلك بعيداً

اذهب إلى غرفة هادئة، ثم أغمض عينيك، وتصور نفسك في مشهد خيالي مريح؛ ركز على التفاصيل في المشهد الخيالي، لنفرض أنه على الشاطئ: ما هو لون الماء؟ ما هو ارتفاع الجبال؟ كيف يبدو صوت زقزقة الطيور؟ وتأكد أن هذه الممارسة البسيطة للهروب بعقلك يمكن أن تساعدك على إيجاد الهدوء وسط الغضب.

3. توقف عن الكلام

عندما تكون غاضباً، قد تتحدث بعدوانية، وتلفظ كلاماً يمكن أن تندم عليه لاحقاً، لذلك عليك أن تصمت قليلاً، وتتوقف عن الكلام، حيث ستمنحك هذه اللحظات وقتاً من أجل استجماع أفكارك.

4. استرح قليلاً

امنح نفسك استراحة واجلس بعيداً عن الآخرين، وفي أثناء هذا الوقت الهادئ، حاول معالجة الأحداث والنظر إليها مرة أخرى بطريقة موضوعية وأعد مشاعرك إلى حالة الحياد، وقد تجد أن هذا الوقت الذي قضيته وحيداً مفيد لدرجة أنك تريد جدولته في روتينك اليومي.

5. مارس الرياضة

يمكن أن تساعدك التمارين الرياضية في تهدئة أعصابك وتقليل الغضب، ولهذا حاول أن تذهب للمشي أو اركب دراجتك حول المبنى الذي تسكن فيه، ويمكنك الذهاب أيضاً إلى صالة الألعاب الرياضية.