الرجل قوي دائماً ولا يبكي: كيف تغير هذه الصورة النمطية عند تربية أبنائك؟

2 دقيقة
الرجل لا يبكي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الرجل لا يبكي ولا يضعُف. هذه الصورة النمطية هي التي تتربّى عليها أجيال عريضة من الأولاد وتفرض عليهم إخفاء عواطفهم ومشاعرهم وإبراز مظاهر قوتهم. قيود المجتمع والصور النمطية تضع الأولاد تحت هذا الضغط النفسي الرهيب وتحرمهم من التعبير عن أحاسيسهم، فهل هذا من مصلحتهم؟ يقدّم المقال التالي أسباب هذه الظاهرة وأسلوب التربية البديل الذي يتيح للأولاد التعبير عن حسّهم الإنساني الدفين.

في استقصاء أجرته جمعية بلان يو إس أيه الأميركية (Plan USA)، قال ثلث الأولاد المستجوَبين إنهم يعتقدون أن المجتمع يتوقع منهم إخفاء مشاعرهم عندما يشعرون بالحزن أو الخوف، وقال ثلث آخر إنه يعتقد أن المجتمع يتوقع من الأولاد أن يكونوا أقوياء عندما يواجهون أحداثاً صعبة أو يشعرون بعواطف مؤلمة.

تطرح هاتان الإجابتان قضية مهمة: كيف نربّي أولاداً لا يخشون التعبير عن عواطفهم؟ يستحق هذا السؤال الدراسة والتمحيص ولا سيّما في ظل تزايد الصور النمطية المرتبطة بالنوع، وحصر الأولاد في أدوار “تمنعهم” من إظهار حساسيتهم.

ما إملاءات المجتمع على الأولاد؟

يفرض المجتمع على الأولاد منذ زمن طويل إخفاء حساسيتهم و”إظهار القوة” في مواجهة التحدّيات، علماً أن تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم منذ سنّ مبكرة أمر ضروري لنموّهم العاطفي.

تقول مؤلفة كتاب “تربية الولد: من الفصول الدراسية وغرف تبديل الملابس إلى غرف النوم وكفاح الفتوة الأميركية” (To Raise a Boy – Classrooms, Locker Rooms, Bedrooms, and the Hidden Struggles of American Boyhood) إيما براون (Emma Brown) في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost) : “يتوقع المجتمع منذ زمن طويل من الأولاد أن يتخلّصوا من الجوانب المتعلّقة بالأحاسيس والعواطف والارتباط بالآخرين في شخصياتهم”.

كيف تعلم أولادك تسمية عواطفهم؟

توضّح طبيبة الأطفال الدكتورة كارا ناترسون (Cara Natterson): “من أفيد الأمور التي يمكن أن يفعلها الآباء والأمهات لمساعدة أبنائهم في الحفاظ على الحسّ العاطفي الفطري الذي ولدوا به تعليمُهم تسمية الأحاسيس التي يشعرون بها”. من الضروري أن نتيح للأولاد مساحة يعبّرون فيها عن مشاعرهم دون خوف من الانتقاد. قد يكون ذلك من خلال الأنشطة المشتركة مثل النزهات أو عبر تعلّم تسمية العواطف، وفي كلتا الحالتين يؤدي الوالدان دوراً مهماً. كما تساعدهم هذه الأنشطة على تطوير ذكائهم العاطفي الضروري لمواجهة تحدّيات الحياة.

كن قدوتهم بتعبيرك عن عواطفك أمامهم

من المهمّ أيضاً أن نشرع في هذه التربية مبكراً قبل أن يبدأ الأطفال باللجوء إلى أقرانهم بحثاً عن الدعم والنصح. كما يمكن أن تؤدي مؤسساتٌ مثل المدارس والأندية الرياضية دوراً مهماً من خلال مراجعة قيود معايير النوع النمطية. وعلاوة على ذلك يتعيّن على الآباء أن يقدّموا القدوة الحسنة لأبنائهم من خلال التعبير عن عواطفهم الشخصية أمامهم، وإظهار الحسّ العاطفي باعتباره قوة وليس ضعفاً.

اقرأ أيضاً:

error: المحتوى محمي !!