الذكاء العاطفي فطري أم مكتسب؟ أول إماراتية تحصل على الدكتوراة في الذكاء العاطفي تجيب

3 دقيقة
الذكاء العاطفي فطري
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الذكاء العاطفي هو العنصر الحاسم الذي يحوّل العلاقات من مجرّد الاستمرارية إلى الازدهار الحقيقي. إنه الإكسير الأساسي الذي يبثّ الحياة في عمر العلاقات؛ ما يجعله ليس مجرّد مفهومٍ مبتذل؛ بل رحلة من التعلّم الدائم. وفي هذا المقال، تشاركنا أول دكتورة إماراتية في الذكاء العاطفي خلاصة خبراتها وأبحاثها حول الذكاء العاطفي.

حتى وإن بدت عبارة الذكاء العاطفي مبتذلةً لكثرة استخدامها، فلا يعني ذلك أننا لا نحتاج إلى فهم المزيد عن هذا المفهوم الذي لا يمكن الحديث عنه دون الإشارة إلى مؤسسه، المؤلف الأميركي وعالم النفس الشهير، دانيال غولمان (Daniel Goleman). فهو الذي أحدثت نظريته تحولات كبرى في الطرائق التي ننظر بها إلى العواطف، وكيفية إدارتنا لها.

لكننا سنركز حديثنا في هذه المرة على شخصية نسائية عربية ملهمة متخصصة وخبيرة في هذا المجال وهي مايا الهواري؛ أول إماراتية تحمل درجة الدكتوراة في القيادة الذكية التربوية والذكاء العاطفي. تعرّف في هذا المقال إلى آرائها وخلاصة خبرتها.

ما هو الذكاء العاطفي؟ وما أهميته في العلاقات؟

يُشار بمفهوم الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) إلى القدرة على إدارة عواطفك وفهم مشاعر الآخرين. يمكن للأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي التعرّف إلى عواطفهم، وفهمها، وفهم كيفية تأثيرها في سلوكياتهم. ويتطلّب ذلك في الأغلب امتلاكهم مهارات الوعي والتنظيم الذاتي، والتحفيز، والتعاطف، والمهارات الاجتماعية.

يفيد الذكاء العاطفي الأشخاص في أماكن العمل، وبخاصة في إدارة الصراعات والتواصل؛ حيث يجنّبهم التنظيم الذاتي القرارات المتهوّرة، ويمنحهم التعاطف قدرة عالية على العمل الجماعي. كما يتمتّع القادة الفعّالون بالذكاء العاطفي؛ فهم يوازنون بين الوعي الذاتي والتواضع والتعاطف، ويسهم تقديرهم للموظفين في تعزيز السعادة والإنتاجية.

وفي سياق العلاقات العاطفية والزوجية، يبرز التعاطف والقدرة على التواصل بشأن المشاعر بطريقة ذكية وبناءة كجوانب متكاملة للذكاء العاطفي. ولا يقتصر هذا على فهم المشاعر فحسب؛ بل يمتد إلى التعبير الماهر عنها، وإنشاء مساحة آمنة للشريك ليقوم بالأمر نفسه؛ ما يسهم في تعزيز بيئة حيث تُحتضن القابلية للضعف، ويقابل التعبير العاطفي بالتعاطف. وتلك بيئة مثالية لازدهار العلاقات الصحية واستدامتها.

ووفقاً للدكتورة مايا الهواري؛ يجعلك الذكاء العاطفي تنظر إلى ذاتك الحقيقية من الداخل، وتواجه أناك العليا، فتعرف مصدر تلك المشاعر السلبية التي قد تجتاحك أحياناً مثل الغيرة أو الحقد؛ بمعنى أن يتكوّن لديك وعيٌ ذاتي بصدمات الطفولة وطبقات الذكريات المتشكّلة لديك التي امتصّها لا وعيك.

اقرأ أيضاً: 8 علامات تشير إلى انخفاض الذكاء العاطفي: تجنّبها لتنجح اجتماعياً!

هل الذكاء العاطفي فطري أم مكتسب؟ الدكتورة مايا الهواري تُجيب

تؤكد الدكتورة مايا الهواري، إن الذكاء العاطفي عضلة موجودة عند الجميع بالفطرة. وهو مختلف عن الذكاء الأكاديمي وضروري جدّاً في النجاح المهني. وتشير إلى أن الأشخاص ذوي الذكاء العالي من هذا النوع، تكون لديهم حساسية وحدس كبير يكاد يكون أشبه بالفراسة تجاه مشاعر الناس حيث يتألمون لألمهم.

كما توضّح إن المرأة أذكى عاطفياً من الرجل لكنه أكثر قدرة منها على إدارة مشاعره من خلال المنطق. أما المرأة قد تخذل نفسها بعدم معرفتها كيفية التحكّم في عواطفها. وتشير إلى مثلثٍ ذهبي يتكون من الحوار، والاحتواء والحب؛ 3 عناصر غاية في الأهمية تنصح بها الهواري كلّاً من الرجل والمرأة لتعزيز ذكائهم العاطفي.

9 سمات تميز الشخص الذكي عاطفياً

يمكن اعتبار الذكاء العاطفي خزاناً يدوم مدى الحياة ليحافظ على مدّ العلاقات الإنسانية والاجتماعية وجزرها مع مرور الوقت. وفي العلاقات العاطفية والزوجية، يمكن لهذه القدرة أن تصبح المرساة التي تثبّت سفينة العلاقة خلال المراحل المتطورة منها؛ ما يضمن أن الحب لا يبقى على قيد الحياة فحسب بل يزدهر أيضاً. ويلخّص الخبراء سمات الشخص الذكي عاطفياً كالتالي:

  • القدرة على تحديد ووصف ما يشعر به الناس.
  • الوعي بنقاط القوة والمحدودية الشخصية.
  • الثقة بالنفس وتقبّل الذات.
  • القدرة على التخلي عن الأخطاء.
  • القدرة على تقبّل التغيير واحتضانه.
  • امتلاك مشاعر التعاطف والاهتمام بالآخرين.
  • إظهار الحساسية لمشاعر الآخرين.
  • قبول المسؤولية عن الأخطاء.
  • القدرة على إدارة العواطف في المواقف الصعبة.

كيف تنمّي مهاراتك في الذكاء العاطفي وفقاً للدكتورة مايا الهواري؟

تحكي الدكتورة مايا الهواري في إحدى مقابلاتها إن تجربة اكتئاب سابقة مرّت بها، إضافة إلى قصة مرض طفلتها من ذوي الهمم نمّت شعور التعاطف والرحمة لديها تجاه نفسها وأطفالها والغرباء. كما أكّدت إن التخصص المهني والتجربة الطويلة في مجال التربية والتعليم صقلا شخصيتها على نحوٍ كبير. وكلّها عوامل أسهمت في تنمية حسّها العالي بأمومتها وذكائها العاطفي. تتحدّث الدكتورة عن العناصر الأساسية في تنمية الذكاء عاطفياً كالتالي:

  • مواجهة الذات وفهمها من خلال الدقة في التفصيل في الإيجابيات ومناطق التحسين.
  • التوقّف عن مقارنة نفسك بالآخرين.
  • التركيز في نية التغيير إلى الأفضل بالنسبة إلى الطباع الشخصية التي تحتاج إلى ذلك.
  • تعلّم كيفية السيطرة على أعصابك ومشاعرك السلبية دون لوم أو جلد للنفس، وتحويل تركيزك نحو الداخل.
  • إيجاد المعنى والهدف لحياتك.
  • فهم المجتمع، وكيفية التعامل مع الآخرين.

اقرأ أيضاً: هل أنت ذكي عاطفياً؟ 15 صفة تجيبك

وختاماً، الدكتورة مايا الهواري هي شخصية إماراتية ملهمة، تعطي خير مثال للنساء الفعالات في مجتمعاتهن اللواتي يقهرن المستحيل ويبرزن خارج محدوديتهن. وبخبرتها وبحثها في الذكاء العاطفي، وأكثر من 900 ساعة تدريب حول الإمارات في مجالات مختلفة مثل القيادة الإيجابية ولغة التخاطب والجسد، استطاعت أن تلقي الضوء في سياقٍ عربي خليجي على مفهوم الذكاء العاطفي وأهميته الكبرى في تحفيز الأشخاص ليكونوا أفضل نسخٍ عن أنفسهم.