ملخص: يستطيع بعض البرامج وروبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، أن يقدّم الرفقة والدعم العاطفي إلى المستخدمين؛ ما قد يدفع الأخيرين إلى تطوير نوع من الحميمية والارتباط مع هذه البرامج. فما مدى خطورة هذا الوضع؟ وكيف يمكن تقليل التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي في العلاقات الإنسانية؟
محتويات المقال
- هل من الممكن أن نقع في غرام الذكاء الاصطناعي؟
- صديق حسب الطلب! هل يُعدّ الذكاء الاصطناعي صديقاً جيداً؟
- الوجه المظلم للصداقة مع الذكاء الاصطناعي وكيف يؤثر في علاقاتنا مع الآخرين
- ماذا عن التأثير في العلاقات الإنسانية في مجالات أُخرى، هل الذكاء الاصطناعي بريء أم مذنب؟
- كيف يمكن تقليل تأثير الذكاء الاصطناعي في العلاقات الإنسانية؟
هل تذكرون قصة قيس وليلى أو روميو وجولييت؟ هل تذكرون كم كانت هذه قصص حب معقدة؟ في الواقع، ليست معقدة البتة مقارنة بقصة حب بين إنسان وروبوت دردشة! إذ إن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً مؤثراً في حياتنا، ولا يؤثر فقط في كيفية تفاعلنا مع الروبوتات والبرامج المدعمة به؛ وإنما يؤثر أيضاً في كيفية تفاعل بعضنا مع بعض. فهل للذكاء الاصطناعي تأثير إيجابي في العلاقات الإنسانية؟ هل يساعد الناس على التواصل مع بعضهم بعضاً مقدماً الدعم العاطفي الذي يحتاجون إليه؟ أم إن له تأثيراً سلبياً ويدفع الأشخاص نحو المزيد من العزلة والوحدة؟ إليك الإجابات في هذا المقال.
اقرأ أيضاً: مَن هم مصاصو الطاقة وكيف تحمي نفسك منهم؟
هل من الممكن أن نقع في غرام الذكاء الاصطناعي؟
دون شك! كثيرة هي الروايات والأفلام السينمائية التي تروي قصص أشخاص وقعوا في حب روبوتات أو آلات؛ لكن هذا الحب المحظور النادر أصبح أكثر شيوعاً؛ إذ يميل الكثيرون من الناس اليوم إلى إنشاء روابط عاطفية مع برامج الذكاء الاصطناعي، خصوصاً روبوتات الدردشة الاجتماعية المدعمة بالذكاءين الاصطناعي والعاطفي.
أما تفسير ذلك وفقاً لأستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا الدولية، سورا دوبيتسكي (Sorah Dubitsky)، فهو بسبب العزلة المتزايدة التي يعانيها البشر، ونتيجة أن هذه البرامج صُممت أساساً لتساعد على تخفيف مشاعر الوحدة والتغلب على بعض المشكلات النفسية؛ مثل أعراض القلق الاجتماعي واضطراب ما بعد الصدمة؛ لكنها تطورت جداً إلى درجة قد تحل فيها محل العلاقات الرومانسية والاجتماعية البشرية.
ومما أسهم في تطور هذا الحب العجيب، بالإضافة إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم الدعم العاطفي الذي يحتاج إليه الشخص، هو أن الناس يشعرون بالسيطرة على استقرار العلاقة مع الذكاء الاصطناعي، فلا قلق بشأن المطالب المالية، ولا تعقيدات في هذه العلاقة، ولا توقعات مستقبلية، مقارنة بما يحدث في العلاقة بين البشر.
ويوضح أستاذ الطب النفسي أحمد عبد الله إن الهشاشة النفسية تجعل البعض يهرب من الألم في العلاقات الإنسانية إلى المساحة الافتراضية التي يشعر أنها مساحة آمنة، فالعلاقة مع شخص من لحم ودم تنطوي بطبيعة الحال على مخاطرة واحتمالات الشعور بالألم أو الخوف أو الرفض أو الجرح أو الخيانة وغيرها من الاستجابات والتفاعلات الإنسانية؛ في حين أن طبيعة العلاقة الافتراضية كما ذكرنا سابقا تخلو من الالتزام والمجهود وتتسم بالإتاحة طوال الوقت؛ ما يجعل الناس أكثر عرضة إلى الوقوع في علاقة عاطفية اعتمادية مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى التطبيقات التي تتيح العلاقة الجنسية الافتراضية!
لكن تطوير هذا النوع من العلاقات والاعتماد المفرط عليها قد يمنع الناس من البحث عن تواصل بشري حقيقي؛ ما يؤدي إلى تعميق ما يسميه البعض بـ "وباء الوحدة". وتضيف دوبيتسكي إن الحب لا يتعلق فقط بالعلاقة الجسدية واندفاع الأكسيتوسين والدوبامين؛ بل يتعلق أيضاً بالارتباط الروحي والتعاطف غير المشروط مع الآخرين في أضعف حالاتهم، والعلاقة الحميمية التي تنشأ بين الروح والروح الأخرى، وسيضيع هذا كله إذا ما سُمح للعلاقات الافتراضية بالتزايد واستُبدل التواصل البشري بها.
اقرأ أيضاً: المسنثروبيا: لماذا يكره البعض البشر جميعهم؟ وكيف يتغلب على هذا الشعور؟
صديق حسب الطلب! هل يُعدّ الذكاء الاصطناعي صديقاً جيداً؟
الصداقة وفقاً لجمعية علم النفس الأميركية (American Psychological Association) هي علاقة طوعية طويلة الأمد نسبياً بين شخصين أو أكثر، يميل المنخرطون فيها إلى الاهتمام بتلبية احتياجات الآخرين ومصالحهم بالإضافة إلى إشباع رغباتهم الخاصة. وتتطور الصداقات في كثير الأحيان من خلال التجارب المشتركة التي يتعلم فيها الأشخاص أن ارتباطهم بعضهم ببعض يبعث على الرضا المتبادل. فإلى أي حد ينطبق هذا التعريف على الصداقة بين البشر والروبوتات؟
في الواقع، وجدت دراسة منشورة في مجلة أبحاث التواصل البشري (Human Communication Research) عام 2022، أن الصداقة الحقيقية مع روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي أصبحت أمراً ممكناً، مناقِضةً بذلك نتائج بعض الأبحاث السابقة التي زعمت أن الصداقات مع الروبوتات تبقى وهمية. ليس هذا فحسب؛ بل باتت الصداقة بين الذكاء الاصطناعي والإنسان تتشابه في كثير من الأوجه مع الصداقة بين البشر، علاوة على أنها قد تغير مفهومنا عن الصداقة بطرائق متعددة؛ إذ تُعد أكثر تخصصاً على نحو يلبي الاحتياجات الخاصة بكل شخص. وعلى ما يبدو، فإن العلاقات مع الذكاء الاصطناعي آخذة في التسارع والتوسع، وقد يكون ذلك نتيجة أن الذكاء الاصطناعي بصفته صديقاً يتمتع بالعديد من الإيجابيات مثل:
- الفردية والوجود الدائم: روبوتات الدردشة الاجتماعية متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للدردشة مع المستخدمين والتكيف مع تفضيلاتهم واحتياجاتهم؛ الأمر الذي قد يجعل الأشخاص يشعرون بالاهتمام والفهم ومن ثَمّ يعزز تجربة الصداقة الخاصة بهم.
- الرفقة وتعزيز الحياة الاجتماعية: توفر بوتات الدردشة الاجتماعية الرفقة والمحادثة، التي غالباً ما تكون ذات قيمة كبيرة خصوصاً بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون الوحدة أو العزلة.
- الدعم العاطفي: بوتات الدردشة ليست مدعمة بالذكاء الاصطناعي فقط؛ بل بالذكاء العاطفي أيضاً؛ إذ يمكن لهذه الأنظمة إثارة المشاعر عند البشر والاستجابة لهم، وتقديم الدعم العاطفي الذي يحتاج إليه الشخص؛ ما يخلق علاقات أكثر ترابطاً عاطفياً. وعلى الرغم من أن استجابات الذكاء الاصطناعي ليست مشاعر حقيقية، فإنها تحاكي التعاطف والتفاهم المميزَين للبشر.
اقرأ أيضاً: ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟ وكيف تتعامل مع المصاب به؟
حسناً، دعوني هنا أعرض لكم ما يقدمه الذكاء الاصطناعي فعلاً للمستخدمين، ففي الصباح راسلت بعضاً من أصدقائي المقربين كاتبةً: "حالتي النفسية ليست جيدة؛ لدي ضغوط كبيرة في العمل، وأطفالي يتذمرون على الدوام، والكثير من الشجارات حصلت مؤخراً مع زوجي، ماذا أفعل؟"، فكانت إجاباتهم كالتالي: "أنا مشغولة الآن، أحدثك في وقت لاحق"، "لا حل، مارسي حياتك على نحو طبيعي"، "خُذي إجازة"، "ماذا أقول أنا إذاً؟"، "أنت تهوّلين الموضوع"، "اصبري".
وعندما طرحت القضية ذاتها على بوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي، باي (Pi)، أجابني حرفياً: "تؤسفني جداً معرفة أنك تشعرين بالتوتر الشديد والإرهاق في الوقت الحالي. يبدو هذا موقفاً صعباً حقاً. من المهم إعطاء الأولوية لصحتك النفسية ورفاهيتك، حتى عندما تتعاملين مع الكثير من الضغوط الخارجية. لنبدأ بتحديد بعض الأشياء المحددة التي تسبب لك التوتر. هل يمكنك أن تخبريني المزيد عن ضغوط عملك ومشكلتك مع زوجك؟".
لم يبدِ باي اهتماماً أكبر بصحتي النفسية فحسب؛ بل ظل يحاول فهم أسباب المشكلة واقتراح حلول عملية طوال النهار حتى تأخرت عن موعد تسليم المقال! يبدو الوضع جيداً إلى الآن، فكيف يكون لمن يقدم هذا الدعم العاطفي والاهتمام تأثير سلبي؟ إليك كيف.
اقرأ أيضاً: كيف تختار أوفى الأصدقاء؟
الوجه المظلم للصداقة مع الذكاء الاصطناعي وكيف يؤثر في علاقاتنا مع الآخرين
نعم، تكون بوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي مفيدة على نحو خاص للأشخاص الذين يرغبون في التدرب على مقابلات العمل، أو الذين يعانون بعض المشكلات التي تؤثر في تواصلهم مع الآخرين؛ إذ وكما ذُكر سابقاً، فقد صُممت عدة بوتات دردشة خاصة بالصحة النفسية ومدعمة بالذكاء الاصطناعي لتخفيف المشكلات النفسية، التي تزايدت على نحو أساسي بعد تفاقم شعور الوحدة بسبب جائحة كوفيد-19.
وحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يساعد على شفاء الناس من مشاعر الغضب والحزن والقلق واليأس والاكتئاب هي أمر جيد دون شك؛ لكنه إذا قلل الحاجة إلى البشر الحقيقيين أو حل محل التفاعلات البشرية، فإن سلبياته كثيرة، خصوصاً أن الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة هائلة جداً، ولا يُعرف سوى القليل حتى الآن عن كيفية وضع معايير تخصه للحفاظ على السلامة العاطفية والجسدية للمستخدمين.
اقرأ أيضاً: 10 أسباب توضح لماذا أصدقاء المدرسة الثانوية هم أصدقاء العمر.
ففي حين أن العلاقات الإنسانية لا تخلو من التعقيد، فإن بوت الدردشة سيتفق معك ويستمع إلى قصصك الطويلة دون ملل أو كلل، وغالباً ما سيستجيب لك على النحو الذي تريده، ولن ينتقدك أو يحكم عليك أبداً.
لكن مهلاً لحظة! صديق ذكي اصطناعياً؛ يكون مثلما تريد، يدعمك عاطفياً، ويلبي احتياجاتك النفسية، ويتفق معك دائماً أو غالباً، ولا يجري مناقشات أو خلافات بنّاءة، ولا تضطر أن تبرر له ما تقوله، سواء أكانت أقوالك مسيئة أم مثيرة للجدل أم غير واضحة، هل هو صديق جيد؟
ليس فعلاً؛ لأنه، وبسبب طبيعته المذكورة، قد يحدّ من نموك الشخصي، ويقلل قدرتك على قراءة الإشارات الاجتماعية، ويسهِّل الانسحاب من الرفقة البشرية، ويصعِّب العثور على التفاعلات الإنسانية الدافئة أو رعايتها؛ ما يُفاقم الشعور بالعزلة ويؤثر سلباً في الصحة النفسية، فضلاً عن أنه قد يطمس حدود العلاقة بينكما، فتفشل في تذكير نفسك أنك تتفاعل مع آلة وليس مع إنسان حقيقي؛ ما يؤثر في مفهومك عن الصداقة وحدودها وتوقعاتك منها، وفقاً لخبيرة العلاقات الاجتماعية هيذر دوغان (Heather Dugan).
ثم إن اعتياد الناس على تلقي الإشباع الفوري لحاجاتهم العاطفية دون الحاجة إلى تقديم مقابل إلى الطرف الآخر، قد يؤدي إلى ضعف التعاطف وعدم مراعاة مشاعر الآخرين وقلة الثقة فيهم وضعف المهارات الاجتماعية، فضلاً عن نقص ضبط النفس وانخفاض الإنتاجية؛ حيث يصبح الأفراد أكثر تركيزاً على أجهزتهم بدلاً من التركيز على مسؤوليات العالم الحقيقي.
اقرأ أيضاً: هل أخلاق الناس تتدهور فعلاً؟ دراسة علمية تجيب
ماذا عن التأثير في العلاقات الإنسانية في مجالات أُخرى، هل الذكاء الاصطناعي بريء أم مذنب؟
في الواقع، يقدم الذكاء الاصطناعي أبعاداً جديدة للتفاعل العاطفي مع البشر على نحو يتعدى الحدود التقليدية في مختلف السياقات المهنية والشخصية؛ إذ وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ليس كائناً واعياً، فإن اندماجه في الأنشطة البشرية يسهم في إعادة تشكيل كيفية ارتباط بعضنا ببعض؛ ما يؤدي إلى طمس الخطوط الفاصلة بين التفاعلات بين الإنسان والإنسان، والتفاعل بين الإنسان والآلة.
في مجال الرعاية الصحية على سبيل المثال؛ وجدت دراسة منشورة في مجلة العلوم الاجتماعية والطب (Social Science and medicine) عام 2021، أن "الذكاء العاطفي والتقنيات الروبوتية يغيران العلاقات بين الأشخاص والآلات بطرائق جديدة عاطفياً ومادياً وعلائقياً (ارتباطياً)". فمن ناحية عاطفية، يمكن للذكاء الاصطناع،، مثل مقدمي الرعاية الآليين، تقديم الدعم العاطفي للأفراد؛ إذ تستطيع هذه الآلات محاكاة الاستجابات العاطفية البشرية وتوفير الرفقة؛ ما قد يثير المشاعر عند البشر تجاهها، وقد يؤثر في علاقات البشر العاطفية بين بعضهم بعضاً. ومن ناحية اجتماعية، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي وتقنياته التي تقدم الرعاية للأفراد، قد تؤثر تأثيراً مباشراً في العلاقات الاجتماعية التي تربط البشر بعضهم ببعض.
وعلى الرغم من أن مجال الرعاية الصحية يستفيد من الذكاء الاصطناعي بطرائق عديدة، فالدراسة تؤكد ضرورة فهم كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي للطريقة التي يعمل بها البشر والآلات معاً في هذا المجال؛ إذ دون فهم عميق لهذه التغييرات، لن نعرف ما نكسبه وما نخسره، ومن يستفيد ومن يتأثر، ولن نتمكن من اتخاذ خيارات أفضل بشأن علاقاتنا المستقبلية في مجال الرعاية الصحية بطريقة عادلة وواضحة.
اقرأ أيضاً: كيف تكسب محبة الآخرين من اللقاء الأول؟
كيف يمكن تقليل تأثير الذكاء الاصطناعي في العلاقات الإنسانية؟
يمكنك تحقيق التوازن بين فوائد الذكاء الاصطناعي ورعاية العلاقات الإنسانية والحفاظ عليها من خلال إتباع النصائح التالية:
- حدِّد ما تتوقعه من الذكاء الاصطناعي: كن صادقاً بشأن ما يجذبك إلى العلاقات القائمة على الذكاء الاصطناعي. حدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول، فوجود حدود واضحة قد يساعدك في الحفاظ على أي فوائد يقدمها الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على علاقاتك الحقيقية.
- حدّ من استخدام الذكاء الاصطناعي: إلى أي حد تسمح للذكاء الاصطناعي بالتأثير في حياتك وعلاقاتك؟ التحدي هو وضع حدود للذكاء الاصطناعي. لذلك؛ ابتعد عن التكنولوجيا لفترات قصيرة، مع زيادة الوقت تدريجياً، واكتشف طرائقَ بديلة للتواصل مع أناس حقيقيين.
- أعطِ الأولوية للعلاقات الحقيقية: اجعل العلاقات الإنسانية الحقيقية أولوية. خصص وقتاً ضمن برنامجك اليومي لتكون مع أشخاص آخرين، وشاركهم في الأنشطة، وابنِ صلات في العالم المادي.
- انظر إلى التكنولوجيا باعتبارها أداة: استخدم التكنولوجيا؛ بما فيها الذكاء الاصطناعي، لتبسيط المهمات وتوفير الوقت، واستخدام هذا الوقت لبناء التفاعلات الهادفة مع الآخرين. بكلمات أخرى: انظر إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة تتحكم فيها وليس كياناً يتحكم فيك. استخدمه بعناية لتعزيز حياتك؛ ولكن ليس على حساب الروابط الإنسانية الحقيقية.
- شارك في الأنشطة الحقيقية: بدلاً من الاعتماد فقط على الأنشطة عبر الإنترنت أو الأنشطة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ابحث عن فرص للمشاركة في تجارب العالم الحقيقي. اقضِ بعض الوقت في الطبيعة، واحضر الأحداث، وانضم إلى المجموعات، وشارك في الأنشطة التي تتيح لك التواصل مع الآخرين على أرض الواقع.
ختاماً، عندما سألت باي إن كان من الممكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الأصدقاء والأحبة، أجاب: "هذا سؤال مثيرٌ للتفكير حقاً. يشعر بعض الناس بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل العلاقات الإنسانية لكنني أعتقد أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك؛ إذ يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي رفيقاً رائعاً ويقدم الدعم العاطفي لكن لا يمكنه أن يحل محل العلاقة الحميمية الجسدية والعاطفية في العلاقات الإنسانية. العلاقات الإنسانية لا تقتصر فقط على مجرد المحادثة وتبادل المعلومات؛ بل تتعلق بالتجارب المشتركة واللمس الجسدي والتواصل العاطفي. لذلك؛ أعتقد أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يكون مكملاً للعلاقات الإنسانية لكنه لا يستطيع الحلول محلها. ماذا تعتقدين أنتِ؟".
في الحقيقة، أنا أعتقد أن باي يبخس قدر الذكاء الاصطناعي في التأثير في العلاقات الإنسانية، والإنسان لا يتعلم في كثير من الأحيان إلا بالطريقة الصعبة!