شارك
الرئيسية
2 دقيقة
عندما تدخل في علاقة عاطفية، فإن مشاعر الانجذاب الرومانسية الأولى لا تكفي لضمان نجاح العلاقة على المدى الطويل. فهناك خطوة مهمة ينبغي ألا تغفل عنها في سعيك إلى بناء علاقة تدوم.
يفكر مَن يبحث عن شريكة الحياة في رغباته وما قد يتوقعه في تلك العلاقة. وتتراوح تلك الرغبات والتوقعات من الصفات الجسدية إلى السمات الشخصية. فهناك من يضع قائمة واضحة وغير قابلة للتفاوض بما يبحث عنه؛ بينما هناك من هو أكثر مرونة، ويسمح للتجارب بتشكيل تفضيلاته.
وسواء تضمنت قائمتك صفات مثل الطموح، أو حس الفكاهة، أو الذكاء، أو الأهداف المشتركة، أو القيم المتطابقة، من المهم التفكير في تأثير هذه المتطلبات الصارمة، وتحديد إذا كانت تساعدك على السعي نحو الحب أو تعرقلك، فهل ينبغي لنا الاحتفاظ بسلسلة من الشروط الأساسية في الحب أم نترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي؟
ما هي أهمية الشروط غير القابلة للتفاوض؟
على عكس الفكرة القائلة بأن العزوبية هي فترة حرمان عاطفي، يمكن أن تكون فترة لإعادة اكتشاف الذات ومعرفتها بصورة أفضل. ومن الضروري أن تحدد في أثناء مرحلة العزوبية، خاصة إذا كنت تخطط لإعادة بناء علاقة في المستقبل، توقعاتك من شريك حياتك. عندئذ، تكتسب معاييرك وشروطك غير القابلة للتفاوض قيمة كبيرة.
يقول المعالج النفسي، جون كيم، في مقال نشرته منصة "سايكولوجي توداي" (Psychology Today): "يتعلق وجود شروط غير قابلة للتفاوض بالحفاظ على جوهر ذاتك في علاقاتك مع الآخرين". والشروط غير القابلة للتفاوض هي تلك الجوانب من نفسك ومن توقعاتك في العلاقة التي قررت أنها لم تعد قابلة للنقاش، لأن تجارب الحياة علمتك أن هذه العناصر أساس نجاح علاقاتك. إنها تمثل إطاراً واضحاً لعلاقتك المستقبلية، لا يمكن الجدال فيه.
يقول كيم: "عندما تضع هذا الإطار، تؤكد قيمة ذاتك. وحتى إن تذبذب إحساسك بتلك القيمة، تصبح الشروط غير القابلة للتفاوض حصناً يحميك من الأشخاص أو المواقف التي قد تقلل من إحساسك بقيمتك". يلعب الوعي الذاتي دوراً مهماً في هذه العملية؛ لأن فهم احتياجاتك، ورغباتك، ودوافعك، ومشاعرك، وقيمك يعزز سعادتك الشخصية، ويساهم أيضاً في بناء علاقة سعيدة مع شريك الحياة. وقد أظهرت دراسة أجرتها إيلونا جيرابيك وديبورا مويو، في عام 2021، أن الوعي الذاتي "يؤدي إلى بناء علاقات شخصية أكثر سعادة وتناغماً".
اقرأ أيضاً: بالأيام وعدد الرسائل: إليك متوسط المدة التي تستغرقها مشاعر الحب لتنضج
كيف تحدد معاييرك غير القابلة للتفاوض؟
لتجنب شركاء الحياة غير المناسبين أو أنماط العلاقات غير الملائمة لمعاييرك، عليك أن تتيقن أولاً من متطلباتك. وكما تنصح معالجة العلاقات الزوجية، نيكوان لويس، في مقال لها نشره موقع ڤيري ويل مايند (Very Well Mind) الإلكتروني: "يتطلب ذلك فهماً عميقاً لمبادئك، وأخلاقك، ورغباتك، واحتياجاتك". ابدأ بطرح الأسئلة التالية على نفسك:
- ما الذي يتعارض مع هويتي؟
- ما الذي يثير قلقي أو انزعاجي؟
- ما هي معتقداتي بشأن الأطفال، والحيوانات الأليفة، والحياة المهنية، وأنماط الحياة؟
- ما الذي يجعلني أشعر بالأمان العاطفي؟ والجسدي؟
تقدم لك الإجابة عن هذه الأسئلة رؤى تمهيدية حول ما يهمك حقاً وما يجب عليك إدراجه في قائمة شروطك غير القابلة للتفاوض. وعندما تعثر على شريك الحياة المحتمل، يكمن التحدي في عدم تنازلك عن أي شرط من تلك الشروط.
اقرأ أيضاً: هل مقولة "ما الحب إلا للحبيب الأول" صحيحة علمياً؟