هل وصلتك من قبل رسالة على بريدك الإلكتروني من مديرك يسألك فيها عن مهمة لم تنجزها بعد؟ معظمنا مر بهذا الموقف وغالباً ما تكون استجابتنا تجاهه متشابهة، إذ تتسارع نبضات قلبنا وأنفاسنا وتتوتر عضلاتنا، وربما تفترض أدمغتنا أسوأ السيناريوهات فنظن أننا سنطرد من الوظيفة، أو نتعرض لخصم الكثير من الأموال من راتبنا، وقد يجعلنا ذلك ننفذ حلولاً تضع علينا المزيد من العبء مثل أن نعمل حتى وقت متأخر من الليل لإنجاز تلك المهمة.
محتويات المقال
تعكس التفاصيل السابقة التعرض للتوتر في العمل وهو مقبول إذا كان يحدث على نحو عرضي، لكن عندما يتحول إلى سمة تلازم عملنا، ففي هذه الحالة يدق ناقوس الخطر ويخبرنا أن صحتنا النفسية والجسدية على المحك، إذ ليس من المنطقي أن نعيش دوماً استجابة القتال أو الهروب التي تستنزف طاقاتنا، لذا سنتعرف في هذا المقال إلى علامات التوتر المزمن في العمل وكيفية التعامل معه.
هذه العلامات تؤكد معاناتك التوتر المزمن في العمل
يسهم فهم التوتر المزمن في العمل وعلاماته في الوقاية المبكرة منه، لذا إليك مجموعة من العلامات التي تؤكد الإصابة به:
- تغيرات في العواطف قد تشمل:
- الشعور بالرغبة في الانسحاب وفقدان الدافع والحافز.
- انخفاض الثقة بالنفس.
- ردود الفعل العاطفية الحادة مثل البكاء أو العدوانية.
- معاناة الاكتئاب أو القلق، والميل إلى التشاؤم.
- تغيرات في الأفكار، من أهمها:
- القفز إلى الاستنتاجات دون التمهل للنظر في الحقائق.
- التقليل من النجاحات نتيجة التركيز المفرط على التحديات.
- تضخيم المشكلات.
- التفكير دائماً في أسوأ السيناريوهات.
- تحميل النفس مسؤولية النتائج السلبية.
- تغييرات في نمط العمل، مثل:
- تجنب بعض المهام.
- العمل ساعات أطول.
- العمل خلال العطلات.
- أخذ إجازات إضافية من العمل.
- أعراض جسدية، منها:
- التوتر العضلي.
- الصداع.
- خفقان القلب.
- الأرق.
- اضطراب الجهاز الهضمي.
- الإصابة بأمراض جلدية.
اقرأ أيضاً: كيف تكون لبقاً في العمل دون أن تتنازل عن حدودك؟
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى معاناتك التوتر المزمن في العمل؟
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى معاناة التوتر المزمن في العمل، لكن أكثرها شيوعاً:
- عدم القدرة على التحكم في حجم العمل، وخروج إيقاعه دوماً عن السيطرة.
- التوقعات الكبيرة التي لا تتناسب مع وقتك وطاقتك.
- عدم وضوح المسؤوليات.
- سوء إدارة المشكلات ونقص الدعم الإداري خلالها.
- مواجهة صعوبات في العلاقات مع الزملاء أو المدراء.
- التعرض للتنمر أو التحرش أو التمييز في مكان العمل.
اقرأ أيضاً: ما هو الاحتراق الوظيفي؟ وما الفرق بينه وبين الانتحار الوظيفي؟
كيف تنجح في التغلب على التوتر المزمن في عملك؟
حتى نكون واقعيين ينبغي أن نعترف بأنه لا يمكن هزيمة التوتر المزمن في العمل بين يوم وليلة، لكن السبيل إلى ذلك هو اتباع مجموعة من الخطوات العملية التي تسهم في التخلص منه، وأهمها:
- حدد بالضبط مصدر التوتر المزمن في عملك: هل هو كثرة المسؤوليات مع محدودية الوقت؟ أم سوء علاقتك بزملائك، أم سبب آخر؟ وحينها ستكون قد وضعت يدك على الخلل الذي ستعمل على معالجته.
- ركز على ما يمكنك تغييره فقد لا يكون بإمكانك السيطرة على جميع المجريات في عملك، لكن ربما توجد لديك مساحة لإعادة تنظيمها بطريقة تخفف عنك الضغط، أو في أسوأ الأحوال إيجاد متنفس يسهم في تخفيف تأثيرها فيك، مثل تجديد مكتبك وإضافة لمسات إليه تجعل عملك أكثر متعة، أو التنزه قبل العمل أو بعده، أو تنمية علاقاتك الاجتماعية.
- تعرف إلى آليات التعامل مع الضغط النفسي، فهناك تمارين التنفس العميق، وكذلك تمارين التأمل التي ستساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة التي تشعر فيها بأن الوضع لم يعد محتملاً.
- تجنب إفراغ التوتر الذي تواجهه في عملك على المحيطين بك، والأجدى من ذلك أن تتحدث إليهم حول ما تواجهه بصراحة، كي يتفهموا وضعك الحالي أو يساعدوك على أن تتغلب عليه.
- فكر في زيادة مرونتك ومقدرتك على التكيف بتعلم مهارات مثل إعادة صياغة الأفكار السلبية، والنظر للأمور على نحو مختلف، وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات، وهذا سيجعلك أكثر قدرة على مواجهة التحديات داخل العمل وخارجه.
- ضع حدوداً واضحة للعمل، سواء كان ذلك في الوقت الذي يأخذه منك أم حجم الضغط الذهني أو الجسدي الذي يمكنك تحمله، وحاول ألا تكمل يوم عملك في المنزل فهذا سيجعلك تدور في دوامة لا تنتهي تستنزف صحتك النفسية والجسدية.
- احرص على الاعتناء بصحتك بخطوات عملية مثل ممارسة رياضة تحبها، وتناول غذاء صحي وشرب كميات كافية من الماء.
أخيراً ينصحك المعالج النفسي أسامة الجامع إذا كنت تستثقل الذهاب للعمل وبالكاد تغادر سريرك للذهاب إليه، وأصبحت المهام ثقيلة عليك على غير العادة وتراجع حماسك تجاهه، أن تستشير مختصاً نفسياً يساعدك على تنظيم طريقة تعاملك مع ضغوط عملك وعلاقاتك، مع تجنب اتخاذ أي قرار تندم عليه في هذه الحالة مثل الغياب أو ترك العمل.
اقرأ أيضاً: لماذا قد يصيبك الاكتئاب بعد الإجازة؟ وكيف تتعامل معه؟