كيف تنجح في التواصل مجدداً بصديق قديم؟

2 دقيقة
الأصدقاء القدامى
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يشدّنا الحنين أحياناً إلى أصدقائنا ورفاقنا القدامى؛ لكنّنا قد نتردّد في المبادرة إلى تجديد الاتصال بهم وإحياء العلاقة معهم، حتّى في زمن شبكات التواصل الاجتماعي وتطوّر التكنولوجيا. وقد لا ننتبه إلى الأسباب المحدّدة التي تقف وراء هذا التردّد. معرفة هذه الأسباب هي التي حفّزت باحثتين مرّتا بهذه التجربة على اكتشاف السرّ الذي يجعلنا نتهرّب من الاتصال بأصدقاء الماضي. إليك نتائج الدراسة التي أنجزتها هاتان الباحثتان.

خلال حيواتنا، نقابل العديد من الأشخاص العابرين الذين يغادرون محيط علاقاتنا الشخصية لهذا السبب أو ذاك، حتّى لو كانت لهم بصمة مميّزة في وجودنا خلال فترة من الفترات. ينطبق هذا الأمر مثلاً على رفيق من رفاق الطفولة أو زميل سابق أو صديق انقطع الاتصال به نهائياً.

ما الذي يمنعنا إذاً من إحياء بعض العلاقات القديمة في عصر تسهُل فيه إعادة الاتصال من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بالأشخاص الذين لم نعد نراهم؟ ولماذا نجد صعوبة بالغة في المبادرة إلى إرسال الرسالة الأولى أو التخطيط للّقاء الأول على الرغم من رغبتنا في ذلك؟

هل يصبح الأصدقاء القدامى أشخاصاً غرباء من جديد؟

نظراً إلى أنّهما صديقتان قديمتان نجحتا في تجديد الاتصال بينهما؛ قررت الباحثتان لارا أكنين (Lara Aknin) وجيليان ساندستروم (Gillian Sandstrom) تركيز أبحاثهما على هذا الموضوع. فقد سعت الباحثتان من خلال دراسة نشرتها مجلة مجلة نيتشر كوميونيكيشنز سايكولوجي (Nature Communications Psychology) في أبريل/نيسان 2024 إلى كشف سبب عدم عودة الأصدقاء القدامى إلى تجديد التواصل. وتمكّنت الباحثتان بفضل 7 دراسات شملت نحو 2,500 مشارك من تحليل هذه الصداقات المقطوعة وتحديد صعوبات تجديد اللقاء ومعوّقاته وأسباب إحياء الصلات بين الأصدقاء القدامى.

وبصرف النظر عن الصعوبات اللوجستية والاعتبارات العاطفية، اكتشفت الباحثتان أنّ ثلث المشاركين فقط قرّروا بعث رسائل لتجديد اللقاء مع أصدقائهم القدامى، على الرغم من رغبتهم في إحياء العلاقة واعتقادهم أنّ هؤلاء الأصدقاء سيكونون ممتنّين لذلك، وتوفّر عناوين الاتصال بهم والوقت الكافي لكتابة الرسالة وإرسالها.

وأظهرت الدراسة أنّ المشاركين كانوا متردّدين في إرسال رسالة إلى صديق قديم أكثر من تردّدهم في خوض محادثة مع شخص غريب. وتجلّت أبرز معوّقات إعادة تجديد الصلة فيما يلي: الخوف من عدم رغبة الصديق القديم في ذلك، والخوف من الشعور بالإحراج بعد هذا الوقت الطويل من انقطاع العلاقة، والخوف أيضاً من الشعور بالذنب.

وأجرت الباحثتان أيضاً تجارب أخرى بتدريب المشاركين على طريقة الاتصال بأصدقائهم الحاليين. وبعد فترة من التدريب، شعر المشاركون أنهم أكثر استعداداً لإرسال رسائل حتّى إلى الأصدقاء الذين انقطعت الصلة بهم.

كيف تتواصل مجدداً بصديقك القديم دون إحراج؟

محاولة تجديد الصلة بصديق قديم قد تنتهي بالفشل أو تسبّب على الأقل لحظات من الإحراج. وهذا طبيعي نظراً إلى تقدّم الصديقين في حياتَيهما الشخصيتَين وتغيّر أحوالهما وقلة معرفة أحدهما بالآخر مقارنة بما كان في الماضي. وعلاوة على ذلك، فإنّ مقابلة صديق سابق قد تحيي بعض الجروح والخلافات القديمة التي لم تُحلّ، أو قد تدفع الطرفين إلى المقارنة المتبادلة أو مقارنة حالَيهما حالياً بحياتَيهما الماضيتَين.

لتجنّب هذه اللحظات المحرجة، تنصح المختصّة النفسية، سابرينا رومانوف (Sabrina Romanoff)، في تصريح لموقع فيري ويل مايند (Very Well Mind) بتبنّي السلوكيات التالية:

  • إظهار السعادة بإعادة الاتصال والتعبير عن الدفء الإنساني والودّ.
  • استحضار ذكرى جميلة مشتركة لأنّ ذلك سيسمح بإطلاق محادثة بين الطرفين.
  • إظهار الاهتمام بالآخر وبما وصل إليه لتجديد عملية التعرّف إليه.
  • عدم التركيز على الخلافات القديمة.
  • التخطيط لإعادة اللقاء.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي