ملخص: هل تقدّمت بك السنّ قليلاً وبدأت تشعر بالوحدة والملل؟ من المفروض ألّا تشعر بذلك وفقاً للأبحاث العلمية التي تؤكد أن التقدّم في السنّ مصدر من مصادر السعادة إذا حرصت على عادات يومية إيجابية مستلهمة من تجارب المسنّين. إليك إذاً 3 عادات قد تحوّل تقدّمك في السنّ إلى لحظات فرح وسرور.
محتويات المقال
لا أحد يحبّ أن يتقدم في السن؛ّ لكنها مسألة لا مفر منها علماً أنها تجلب معها الحكمة. هذا ما يكشفه لنا الباحثون الذين يؤكدون إمكانية تعلّم الكثير من الأشخاص المسنين حول موضوع السعادة. كلما تقدّمنا في السن أصبحنا أكثر سعادة.
هل التقدم بالسن هو مصدر السعادة؟
وفقاً لأستاذة علم النفس ومديرة مركز ستانفورد لطول العمر، لورا كارستنسن (Laura Carstensen)؛ فإن الحكمة العاطفية التي تتطوّر مع التقدم في السن تؤدي دوراً مهماً في هذا التحوّل الإيجابي.
تقول في إحدى محاضراتها بعنوان: "كبار السن أكثر سعادة" (Older People Are Happier) بمؤتمر تيد (TED): "كلما تقدّمنا في السن، تتراجع آفاقنا الزمنية وتتغير أهدافنا. عندما ندرك أننا لم نعد نمتلك وقتاً كبيراً فإن أولوياتنا تتّضح، فيتراجع اهتمامنا بالأشياء التافهة ونستمتع بطعم الحياة أكثر، ونصبح أكثر عرفاناً وانفتاحاً على التّصالح، ونهتم بالجوانب الأهم في الحياة على المستوى العاطفي؛ وهكذا تتحسّن حياتنا، ونصبح أكثر سعادة يوماً بعد يوم".
إليك إذاً 3 عادات من عادات المسنّين التي تساعد على زرع الشعور بالسعادة.
1. التركيز على "العلاقات الجيدة" فقط
أبرزت دراسات عديدة؛ من بينها دراسة لجامعة هارفارد حول موضوع السعادة، أهمية العلاقات في رفاهتنا العامة. يركّز كبار السن على جودة العلاقات بدلاً من عددها، ويسمح الارتباط بشبكة متنوعة من الأصدقاء تشمل أفراداً أصغر سناً أو أكبر، أو من السن نفسها، بتطوير إيجابي للعلاقات. تصبح الصداقات ابتداء من سن معينة أكثر أهمية من العلاقات الأسرية، وتسهم هذه العلاقات الصادقة على نحو كبير في شعورك بالسعادة كلما تقدّمت في السن. وينصح الخبراء ببناء صداقات مختلفة والانسجام مع الجيران والارتباط بأصدقاء مؤتَمَنين وآخرين يمكن اللهو معهم.
2. طلب المساعدة
تقديم المساعدة أسهل من طلبها في الغالب، ومع ذلك، فإن الأشخاص المسنّين الذين يحافظون على تواصل منفتح مع أصدقائهم وأقربائهم فيما يتعلّق بقضايا تقاعدهم أو أهدافهم أو تطلعاتهم، يخلقون بيئة مواتية للمساعدة المتبادلة. علاوة على ذلك، يقوّي هذا التشارك العلاقة التي تُمكن لأطرافها الاستفادة من دعم الآخرين وأفكارهم. تعلُّم طلب المساعدة وتقديمها يمكن أن يعزز إذاً الروابط الاجتماعية ويسهم في شعورك بالأمان والدعم في حياتك اليومية.
3. تحمّل مسؤولياتك
كلّما تقدمنا في السن قلّت مسؤولياتنا المهنية والشخصية. هذا امتياز؛ لأن هذه الطريقة الجديدة في التعامل مع الحياة تسمح لنا بالاستمتاع بالوقت والتركيز على ذواتنا وعلى الأهم بالنسبة إلينا. لكن وفقاً للأبحاث العلمية؛ فإن تحمّل المسؤوليات التي تروقك يُعدّ مفتاح السعادة، ويجب في المقابل أن تتخلّص من المسؤوليات التي لا تثير حماسك.
هكذا تصبح مهمة جلب الأطفال من المدرسة بعد حصولك على التقاعد على سبيل المثال مهمة ممتعة بعد أن كانت في الماضي عملاً شاقاً بسبب اضطرارك لمغادرة عملك مبكراً. سيمنحك إذاً تخصيص يوم في الأسبوع لجلب أحفادك من المدرسة مسؤوليات ممتعة ستنتظر موعدها بفارغ الصبر.