6 خطوات فعالة لتتمكن من التفاهم مع الآخرين بأفضل صورة

ذكاء العلاقات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: التفاهم مع الآخرين والتواصل معهم بفعالية ونجاح ليس مهمة سهلة بالمرة. ثمة حاجة ضرورية إلى ما يُعرف بـ “ذكاء العلاقات” الذي يمكّننا من توضيح الرسائل وتجنّب سوء الفهم وكسر الحواجز النفسية بيننا وبين الآخر. لاكتساب ذكاء العلاقات في 6 خطوات واضحة ومحدّدة، اقرأ هذا المقال بتركيز وانتباه.

تقترح المحللة النفسية باربرا ماتيسون (Barbara Mattison) 6 حلول للتفاهم مع الذات ومع الآخرين بالمعنيين الحقيقي والمجازي بالاعتماد على مفهوم ذكاء العلاقات.

مراعاة الموقف

لا ذكاء دون قدرة على التكيّف، ولا سيّما أن أيّ تفاعل لا يعني فقط فردين أو مجموعة من الأفراد؛ بل يندرج في إطار بيئة وسياق زمني معينين. “يتعلق الأمر هنا بذكاء المواقف الذي يُعدّ، إلى جانب الذكاء العاطفي، الدعامة الأساسية لذكاء العلاقات؛ أي هذه القدرة على فهم التفاعلات الدائرة بين الأطراف داخل منظومة يتفاعلون فيها”.

لتحقيق التقدّم في التّفاهم مع الآخر: احرص على اختيار الظروف المواتية “قبل أن تحاور الآخر، حاول باستمرار أن تأخذ السياق بعين الاعتبار: أي اختيار التوقيت والمكان المناسبين. احرص كذلك على التحدّث إلى الشخص المناسب لأنّنا قد نهاجم أحياناً زميلاً أو ابناً بينما نقصد في قرارة أنفسنا توجيه الانتقادات إلى ربّ العمل”.

الإصغاء الجيد

عادة ما لا نعطي في عالم اليوم مكانة لائقة للآخر؛ بينما يمكننا أن نكسب الكثير من وراء الإصغاء إليه أو متابعته قبل أن نوجّه إليه قولاً أو فعلاً. “الآخر مختلف عنك بالضرورة وليست لديه وجهة النظر نفسها. قصة حياته واحتياجاته أيضاً متفردة، وقد تكون معتقداته وقيمه بعيدة تماماً عن قيمك ومعتقداتك”.

لتحقيق التقدم: تجنّب إسقاط مشاعرك على نوايا الآخر، فأنت لا تستطيع قراءة أفكاره أو فرض عواطفك على عواطفه. عندما تتحدّث إلى الآخر، “تجنّب الاتهامات الجاهزة (إنه كثير الشكوى، أعرف ما ستقوله). ثم حاول اتخاذ وضعية الإصغاء الفعّال وألجِم حوارك الداخلي وتعامل معه دون أحكام مسبقة. وتعوّد في النهاية على إعادة صياغة أقواله كأن تقول: “ما أفهمه من كلامك هو كذا”.

التعبير

إثبات الذات مفتاح أساسي أيضاً. يجب أن تنفتح على الآخر “لكن ليس كيفما اتفق لأنك قد تقع في فخ منطق السيطرة عليه، فالتعبير الشخصي يعني قول شيء عن النفس بناء على ما ندركه من الواقع”. ولا تنسَ أن لدينا جميعاً مِصفاة معرفية وعاطفية.

لتحقيق التقدّم: تحدّث من منظور شخصي. إذا شعرت بالغضب أو الانزعاج “تجنّب أن تقول للآخر: أنت تزعجني! بدلاً من ذلك، تحدّث بضميرك الشخصي وقل: “أنا منزعج”. فالتواصل غير العنيف (CNV) فعّال جداً في إطلاق حوار بنّاء: ابدأ بإثارة ما وقع بينكما دون انتقاد أو رأي أو تعليق ثم عبّر عن عواطفك (الغضب والإحباط وغيرهما) ثم واصل حديثك بالتطرّق إلى احتياجاتك (الشعور بالأمان والامتنان إلى غير ذلك) واختم كلامك باقتراح حلّ عمليّ يبقى مخاطَبك مخيراً بين قبوله أو رفضه”، وقد يقدم مقترحاً لينطلق الحوار الحقيقي.

خذ سوء الفهم بعين الاعتبار

عندما يلتقي شخصان مختلفان للغاية في طبيعتهما تتولّد المشكلات، فلا أحد منهما يجرؤ على التحدث بصراحة خوفاً من ردّ فعل الآخر “فلا وجود لرسالة مثالية، ولا نملك إلا بعض الكلمات التي نستخدمها في وصف الواقع والتفاهم؛ لذا يجب ألّا ننتظر تفاهماً مثالياً”.

لتحقيق التقدّم: افترض أن الآخر يتحدث معك بلغة أجنبية. “إذا كنت تتحدث إلى إنجليزية أو هندي، ستحاول فهم معنى كلامهما دون أن تركّز على هذا اللفظ أو ذاك. إذا قال لك مخاطَبك إنك تزعجه، حاول أن تتعمّق في الموضوع واسأله: “ما معنى الإزعاج في نظرك؟”. من الأفضل إذاً أن تدرك أن سوء الفهم لا يمكن تجنّبه ولا بدّ من تحديد مصدره”؛ وهكذا نتقدم نحو بناء فهم مشترك.

كُن سخياً

من حسن الحظ أن العلاقات الإنسانية لا تقتصر على الصراعات وسوء الفهم. هدفنا أن نلتزم بمسار الاحترام؛ ولكننا يجب أن نسعى أولاً وقبل أيّ شيء إلى بناء أسس الثقة مع الآخر وإثارة متعته وحماسه. “لنسمي ذلك الكاريزما! يعتقد البعض أنها فطرية؛ لكن من الممكن أيضاً تطويرها وتنميتها”.

لتحقيق التقدّم: يرتكز ذكاء العلاقات على حوار مستمر على المدى البعيد. إنه مبادرة مزدوجة: العطاء والأخذ. “يمكنك تعلّم الأخذ لكن يتعين عليك أساساً أن تتعلّم العطاء بأريحية دون انتظار المقابل حتّى لا يتحوّل عطاؤك إلى متاجرة. تذكّر ما تحبّه لدى الآخر عندما ترتبط به، وبادر إلى إخباره بذلك والتعبير عنه بابتسامة ونظرة ونعومة في الصوت، فالتواصل لا يقتصر على الجانب اللفظي فقط”.

معرفة كيفية الابتعاد عن الآخر

أحياناً عندما يحدث سوء تفاهم، فإننا نلحّ بشدة على إيجاد حل للمحافظة على العلاقة. “هذا طبيعي لكنه ليس ممكناً دائماً، عندما يتعامل الآخر بعدوانية وسوء نية وخبث فعليك أن تتذكر حدودك وتعرف كيف تحمي نفسك”.

لتحقيق التقدّم: تخلّص من وهم الانسجام مع الجميع. “التطلّع إلى العيش في انسجام تامّ مع الآخرين مجرد وهم، والاعتقاد بأنه بإمكانك دفع الآخر إلى التعبير عن عواطف مثالية مسار غير مجدٍ، لا يمكنك أبداً أن تتفاهم مع الجميع، ويجب أن تقبل أن الانفصال عن الآخر قد يكون الحلّ الأمثل، المؤقت أو النهائي”، فذكاء العلاقات يعني أيضاً القدرة على اتخاذ مسافة بينك وبين الآخر والابتعاد عنه.