5 طرق علمية لتصبح شخصاً متفائلاً على الرغم من الظروف الصعبة

4 دقيقة
التفاؤل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يظن البعض أنه إما أن يركز الشخص على نصف الكوب الفارغ وإما أن يركز على الممتلئ؛ لكن في الواقع، هناك نقطة متزنة يمكن تحقيقها تسمح بالتفاؤل دون إيجابية سامة، وهذه النقطة لها تقنيات تسهم في تعزيزها؛ أهمها: 1) اليقظة الذهنية الكاملة: إذ يساعدك التأمل في التركيز على ما هو مهم الآن وتجنب القلق بشأن الأحداث المستقبلية. 2) الانتباه إلى مظاهر السعادة الصغيرة: لا بد أن تلزم نفسك برؤية بصيص الضوء المنبعث من أحداث حياتك اليومية. 3) العثور على المعنى: يمكنك إيجاد معنى حياتك بسؤال نفسك: ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله اليوم ويمكن أن يتوافق مع أهدافي ويساعدني على الشعور بالتمكين الكامل؟ 4) تغيير المنظور: عندما نواجه حدثاً سلبياً، غالباً ما نركز على جانبه السيئ فقط ونتجاهل رصد إيجابياته؛ لذا يحدد منظورك للأمور موقعك بين التفاؤل والتشاؤم ومدى اتزان استجابتك. 5) ملاحظة ما هو خارج السيطرة: تقبُّل الأمور التي تقع خارج سيطرتك، يساعدك على التخلص من الشعور بالعجز الذي يكبّل الأشخاص المتشائمين.

هل أنت من الذين يركزون على النصف الممتلئ من الكأس أو النصف الفارغ؟ إذا كانت هذه المقولة تصف المتفائلين والمتشائمين بطريقة كاريكاتورية فإنها تلخص جيداً فلسفتهم في الحياة. التفاؤل هو قدرة بعض الأشخاص على رؤية الجوانب الإيجابية، ولا سيّما أن الصعوبات والمعوقات تمثل تحديات أو دروساً عابرة في الحياة، سرعان ما تسود بعدها الظروف الإيجابية.

هناك عوامل عديدة يمكن أن تتنبأ بتفاؤل شخص ما. وفقاً لدراسات عدّة فإن العامل الوراثي مسؤول عن سمة التفاؤل بنسبة 25%. كما تؤدي عوامل السنّ والدخل والمكانة الاجتماعية والتعليم دوراً في تحديد هذه السمة. إنها عناصر تمثل استعدادات قبلية مطلوبة لأن التفاؤل قد يشكل درعاً واقياً ضد التوتر، وقد يسهم أيضاً في تعزيز الرفاهية. لكن لحسن الحظ هناك حلول يمكن أن تساعدك على أن تصبح متفائلاً بصرف النظر عن العوامل الأخرى ومواقف الحياة.

ممارسة اليقظة الذهنية الكاملة

يساعد تأمل اليقظة الذهنية الكاملة الفرد على الانغماس في الحاضر، علاوة على أنه مفيد لإدارة التوتر والقلق وصعوبات التركيز. ويهدف إلى تعزيز التركيز على تحفيز حواس الفرد والانتباه إلى ما يحيط به.

تقول المؤلفة المختصة في علم النفس الإيجابي إليزابيث سكوت (Elizabeth Scott) في مقال لها على موقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "يمكن أن يكون التأمل تقنية مفيدة تساعدك على التركيز على ما هو مهم الآن، وتجنب القلق بشأن الأحداث المستقبلية والأمور التي هي خارج سيطرتك".

الانغماس الكامل في اللحظة الحاضرة طريقة ذكية لتجنب اجترار الأفكار الناجم عن التجارب السلبية الماضية، والقلق من التجارب المستقبلية. تضيف الخبيرة النفسية: "يسمح لك ذلك بإظهار مزيد من التقدير لما تمتلكه الآن وعدم الاستسلام لمشاعر الندم والمخاوف".

الانتباه إلى مظاهر السعادة الصغيرة

على الرغم من الرؤية السوداوية الناجمة عن التشاؤم أو ضعف التفاؤل على الأقل، من الضروري أن تلزم نفسك برؤية بصيص الضوء في أحداث حياتك اليومية. توضح المختصة النفسية كارين رافيتش (Karen Reivich) ذلك قائلة في تصريح لموقع ويمنز هيلث (Women’s Health): "يشبه التفاؤل آلة تصوير تسمح بمرور أكبر قدر ممكن من الضوء، هكذا تستطيع رؤية المشكلات والصعوبات، لكنك تستطيع أيضاً أن تلاحظ في أركان إطار الصورة وجوانبه الأشياء الجميلة كلها والأشخاص الذين يساعدونك، والنكات المضحكة التي قالها أحدهم، وجمال العالم المحيط بك".

هذه الأمور الصغيرة التي تجلب لك السعادة في حياتك اليومية هي التي "ستمنحك مزيداً من الحيوية كي تواصل مسارك على الرغم من السلبية" وفقاً لكارين رافيتش. هذه الأوقات المعروفة أيضاً باسم "الومضات" (glimmers)، تمثل لحظات الرفاهية القصيرة التي يمكن أن تبعدك أيضاً عن المشكلات التي تواجهها، وتُظهر لك الأمور من منظور مختلف. يمكنك أيضاً أن تخصص وقتاً لتدوين هذه الأمور والاحتفاظ بأثر دال على لحظات السعادة التي تمنحها لك.

العثور على المعنى

تؤكد رافيتش: "الترياق المضاد للعجز هو العمل الهادف". نظراً إلى أن المتشائم يتبنّى نهجاً انهزامياً، ويتخيل دائماً نهاية سلبية، فعلى الذي يريد أن يصبح متفائلاً أن يضفي معنىً وأملاً على ما يفعله.

النزهة التي تستمتع بها في الطبيعة أو جلسة القراءة أو العمل التطوعي كلها مبادرات مهمة سواء كانت شخصية أو لفائدة الآخر، والأهم هو أن تكون مدروسة بعناية. ولمعرفة ما قد يساعدك على إعادة اكتشاف المعنى فيما تفعله، اسأل نفسك: ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله اليوم ويمكن أن يتوافق مع أهدافي ويساعدني على الشعور بالتمكين الكامل؟

اقرأ أيضاً: هل تخشى الندم في المستقبل؟ إذاً تجنب هذه العادات السبع

تغيير المنظور

توضح الطبيبة النفسية أبارنا آير (Aparna Iyer) في تصريح لموقع قناة إن بي سي نيوز (NBC News): "اعتاد المرضى الذي كانوا دائماً يميلون إلى التشاؤم النظر إلى الأمور بنظرة سلبية، وأنا أطلب منهم أن يتحدّوا أنفسهم من خلال التفكير باستمرار في احتمالية وجود منظور آخر".

إذا بدا لك أن هذا المنظور يخالف طبيعة شخصيتك الأصيلة فإن تغييره ليس مستحيلاً. توضح الطبيبة النفسية: "على سبيل المثال إذا أخبرني أحد المرضى بأنه أضاع يوماً كاملاً بسبب الجو المكفهر أو المطر، فإنني أدعوه إلى التركيز على ما كسبه خلال ذلك اليوم، وغالباً ما يجيب بأنه قضى وقته مسترخياً داخل منزله، يقرأ كتاباً أو إلى جانب شخص يحبه". ويتجلى تغيير المنظور في كشف الاستجابات المرتبطة بالتشاؤم والبحث عن الجوانب الإيجابية.

ملاحظة ما هو خارج السيطرة

خلافاً لما يمكن أن نعتقده فإن التفاؤل لا يعني دائماً الإيمان المطلق بالنهاية الإيجابية، بل يعني أساساً مراعاة حدودك ومخاوفك الشخصية.

توضح المختصة النفسية كيمبرلي هيرشنسون (Kimberly Hershenson) ذلك قائلة في تصريح لقناة إن بي سي نيوز: "إذا كان بعض الأشخاص عاجزاً عن مواجهة حالة عدم اليقين فإن الأشخاص الإيجابيين قادرون على التكيف والازدهار في ظلها، لذا؛ عليك أن تتقبّل الجوانب التي تستطيع السيطرة عليها وتلك التي لا تستطيع السيطرة عليها في أيّ موقف".

وتؤكد المختصة النفسية كارين رافيتش أن التفاؤل يتيح لك "التخلص من النظرة الكارثية" دون إنكار عواطفك السلبية أو الوقوع في الإيجابية السامة. كما أن تقبّل ما هو خارج سيطرتك والعمل على ما هو في نطاق سيطرتك يمكن أن يخلصك من الشعور بالعجز الملازم للأشخاص المتشائمين.

اقرأ أيضاً: من الضيق إلى الفرج: تغلب على المواقف الصعبة بهذه الخطوات العملية