كيف تتغلب على شعورك بالإنهاك عاطفياً و نفسياً؟

3 دقائق
الإنهاك العاطفي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

هناك بعض العلامات التي ينبئ ظهورها في حياتك على أنك مصاب بالإنهاك؛ مثل فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت مهتماً بها سابقاً أو الشعور بالاستياء تجاه الأشخاص المقربين لك دون سبب وجيه. ولكن أيضاً يمكنك معرفة ما إذا كنت تعاني من الإنهاك العاطفي والنفسي بسهولة، وإليك أفضل الأسئلة التي يجب عليك طرحها:

  • كيف تعرف الوقت المناسب لإجراء تغيير بسبب الإرهاق العاطفي أو الإرهاق العقلي؟
  • ماذا تفعل في الواقع لتشعر بتحسن؟

بعد قراءة هذا المقال، ستعرف ما إذا كنت مستنزفاً عاطفياً ونفسياً، وستخرج بطرق واضحة تماماً لتحسين صحتك العاطفية والنفسية.

إن فهم أعراض الإجهاد وعلامات الإرهاق النفسي والعاطفي يحسن من قدرتك على التغلب عليهما والإمساك بزمام الأمور جيداً لإعادة التحكم في حياتك؛ لكن هناك شيء يجب الإقرار به وهو أن الإرهاق العاطفي والنفسي أمران شديدا الخطورة لكنهما استجابة منطقية تماماً للعالم الذي نعيش فيه اليوم بأحداثه المتغيرة والسريعة.

إنه مجرد عرض بسيط؛ لكنه يستنزف طاقتك ووقتك ويترك بداخلك شعوراً بانعدام الجدوى. عندما تكون مرهقاً عاطفياً، يمكنك أن تشعر بالتعب في كامل جسدك، وقد تفقد القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كنت تستمتع بها من قبل أيضاً.

إن انطبقت عليك أي من الأعراض السابقة فمن المحتمل أنك تعاني من الإرهاق العاطفي والنفسي.

ماذا يعني الاستنزاف أو الإرهاق أو الإنهاك العاطفي والنفسي؟

إنه نوع من التعب الجسدي والنفسي؛ إلا أنك تشعر به في رأسك بدلاً من عضلاتك، وقد يكون في رأسك وعضلاتك في الوقت ذاته. يميل إلى الظهور عندما تركز على مهمة صعبة عقلياً لفترة من الزمن، وقد تشعر بهذا النوع من فقدان القدرة على التركيز إذا كنت في حالة تأهب مستمرة أو متوتراً، أو منهمكاً بالتفكير في وظيفتك ورعاية أطفالك أو والديك المسنين، وأشياء أخرى يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق النفسي والعاطفي.

لإعطائك صورة كاملة؛ دعنا نراجع بعض التجارب الشائعة التي تشير إلى أن الوقت قد حان لإجراء تغيير نحو الأفضل في حياتك.

1. الاحتراق النفسي

يمكن أن يكون سببه الاحتراق الوظيفي أو المشاكل الأسرية، أو الإرهاق الناتج عن رعاية طفلك، أو قضاء الكثير من الوقت مع شخص يستنزف طاقتك.

2. وقتك ليس ملكك

هذا ما يحدث عندما تفقد السيطرة على حياتك. تتسلل حينها أجندات الآخرين إلى عقلك وتفرض عليك ما يجب عليك فعله.

3. أنت لست الشخص الذي تطمح أن تكونه

هذا أمر شاق، فلا يضع الجميع أهدافاً لتطورهم الشخصي؛ لكن دعنا ننظر إلى الأمر بهذه الطريقة: أنت تعرف متى تكون في أفضل حالاتك، وتعرف متى تنحرف عن ذلك في حياتك اليومية. إذا تغيبت عن المسار الذي يجب أن تكون عليه، فقد حان الوقت لإجراء تغيير إذن.

كيف يمكن التغلب على الإرهاق العاطفي والنفسي؟

قد تعلم أنه لا توجد إجابات سهلة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحتك العاطفية والنفسية؛ لكن هناك أخبار جيدة! نحن نتحكم في حياتنا عن طريق ما نقوم به بشكل متكرر، وإذا اتخذنا إجراءات تؤدي إلى الإرهاق العاطفي والنفسي، فيمكننا الإمساك بزمام الأمور واتخاذ إجراءات لتحرير أنفسنا من هذا الإرهاق

إذا كنت تعاني من الإرهاق العاطفي والنفسي، فالحلول الآتية ستلهمك لاتخاذ إجراءات جديدة تساعدك على التعامل مع الإرهاق العاطفي والنفسي والتعافي منه:

1. قم بعمل قائمة بأهم أسباب التوتر لديك

قد يكون هذا بسيطاً مثل قضاء خمس دقائق في تدوين كل ما يستنزف طاقتك. قد يكون من المفيد التفكير في الأعراض الشائعة مثل أعراض الاكتئاب أو الأعراض السلوكية، أو أعراض الأداء في مكان العمل أو حياتك الأسرية.

2. انظر إلى قائمة العوامل المسببة للتوتر

حدد الأسباب الكبرى التي تسبب لك أكبر قدر من المتاعب. إحدى أفضل الطرق لإجراء تغييرات كبيرة في فترة زمنية قصيرة؛ إجراء تحليل 80/20 لحياتك، وهو أمر مبني على حقيقة مبدأ باريتو. إن هذا المبدأ هو ظاهرة طبيعية تظهر مراراً وتكراراً في العديد من مجالات الحياة، وهو ينص على أن 20% من القرارات التي تتخذها مسؤولة عن 80% من النتائج. بالنسبة لتحديات الصحة النفسية؛ هذا يعني أنه عادة ما تكون مجموعة من المشكلات هي التي تسبب معظم المشكلات. اكتشف ما مشكلاتك وحاول إيجاد حلول لها.

3. اتخاذ الإجراءات اللازمة

للتغلب على الشعور بالإرهاق العاطفي والإرهاق النفسي؛ لا يمكنك الاستمرار في فعل ما كنت تفعله. أنت بحاجة إلى اتخاذ إجراء جديد. إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع اتخاذ إجراءات جذرية، فقسِّم هذه الإجراءات إلى أصغر أجزاء ممكنة. إن تغيير حياتك لن يحدث في يوم واحد؛ لكن التغييرات تبدأ صغيرة وتتحسن بنسبة طفيفة كل يوم. وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة إضافية، فقد يكون التحدث إلى مختص نفسي حلاً مناسباً.

 4. احتفظ بمجلة امتنان

عند الشعور بالإرهاق، قد تبدو الأفكار السلبية أو المزعجة أكثر إرباكاً من شعور الإرهاق نفسه. لتحدي المشاعر والأفكار غير المرغوب فيها وإعادة التركيز على الأشياء التي تستمتع بها في الحياة؛ حاول الاحتفاظ بمفكرة تدون فيها بعض الأشياء التي تشعر بالامتنان لها كل يوم. بالتناوب؛ فكر أو قل شيئاً واحداً تشعر بالامتنان له كل يوم.

إن الأشخاص الذين يمارسون تمارين الامتنان يميلون إلى الاستمتاع بما يلي:

  • عافية نفسية أفضل بشكل عام.
  • أعراض أقل للمرض الجسدي.
  • توتر أقل.
  • سعادة أكبر.
  • المزيد من الرضا عن العلاقات.
  • تحسن في النوم.
  • صحة بدنية أفضل.

إذا كنت تكافح من أجل قضاء يومك أو إذا كانت مهامك اليومية ترهقك، فقد حان الوقت لإجراء تغيير. ليس المزيد من التحفيز أو الذهاب لمختص في العلاج النفسي هما الحلان الوحيدان، على الرغم من أن السعي وراء كليهما يمكن أن يساعد. خذ هذه الموارد السابق ذكرها واستخدمها.

ليس عليك أن تشعر بالتعب والإرهاق طوال الوقت؛ لديك القدرة على الشعور بالتحسن والتخلص من الإنهاك العاطفي والنفسي.

المحتوى محمي