لماذا تعوق عبارة “يوماً ما” نجاحك؟ وكيف تتخلص منها؟

1 دقيقة
متلازمة "يوماً ما"
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

كم مرة قلت في نفسك "سأفعل هذا الأمر أو ذاك لاحقاً"، وأنت تنتظر الوقت المثالي للبدء بتنفيذ مشروع أو هدف جديد؟ يدفع هذا السلوك المعروف باسم "متلازمة يوماً ما" (Someday Syndrome) إلى تأجيل أعمال مهمة وتبرير ذلك بانتظار الوقت المناسب.

ترى المختصة النفسية سارة سركيس (Sarah Sarkis) في مقال لها على موقع ويمنز هيلث (Women's Health)، أن هذا الميل إلى التأجيل المستمر يخلق وهم السيطرة لكنه يقوّض في النهاية رفاهتنا النفسية. لنحلل إذاً كيفية عمل هذه الآلية، وطريقة التحرر منها للوصول إلى السعادة:

متلازمة تعتمد على فكرة مغرية

ترتكز متلازمة "يوماً ما" على فكرة مغرية مفادها أن الظروف المثالية ستتوافر يوماً ما لتنفيذ ما نرغب فيه. لكن هذا اليوم قد لا يأتي أبداً في الحقيقة. تؤدي هذه المشكلة إلى تراكم الأحلام والأهداف غير المحققة، والحد من الازدهار الشخصي. وتوضح سركيس أن هذا النمط من التفكير يخلق شعوراً زائفاً بالأمان، ويدفعنا إلى الاقتناع بأن تطلعاتنا تظل ممكنة التحقق، لكن يتمثل العائق الحقيقي الذي يمنع ذلك في ميلنا إلى تأجيل العمل أو التنفيذ.

كيف تأخذ الخطوة الأولى للتخلص من متلازمة "يوماً ما"؟

الخطوة الأولى للتخلص من متلازمة "يوماً ما" هي الوعي بالمشاريع التي نؤجلها باستمرار. يجب أن تحدد بدقة الأعمال والطموحات التي تؤجلها باستمرار إلى الغد، وتسجل الأسباب التي تبرر هذا التأجيل. ربما يكون السبب هو أنك تنتظر توافر الوقت الكافي أو الثقة الكافية بالنفس، لكن عليك أن تدرك أن هذا التفكير يخلق دورة سلبية تحدّ من قدرتك على الإنجاز.

توقف عن انتظار اللحظات المثالية

بعد تحديد الموانع، من الضروري تحديد الأهداف الملموسة، والخطوات التدريجية لتحقيقها. بدلاً من تحديد أهداف كبيرة تنصح الخبيرة بتقسيم كل مشروع إلى خطوات صغيرة فورية وقابلة للإنجاز. يصنع هذا الأسلوب شعوراً بالإنجاز يعزز الحافز، ويقلّل القلق من الفشل المحتمل.

على سبيل المثال إذا كان هدفك هو تغيير مسارك المهني فابدأ بالبحث عن الوظائف، ثم أرسل الطلبات بدلاً من انتظار الفرصة "المثالية". فكل خطوة تنجزها تقرّبك من تحقيق تطلعاتك وتبعدك عن ذلك الخوف من مستقبل غير مؤكد؛ أي ذلك الخوف الذي يشلّك.

المحتوى محمي