ملخص: قد تتعامل أحياناً مع شخص تظن أنه يشعر بالتفوق عليك وأنه أفضل منك. لكنك ربما تكون غير متأكد من ذلك. يمكن أن يظهر هذا الشخص في عائلتك أو بين أصدقائك أو زملائك. وحتى تتعرف إليه يجب أن تكون على علم بالصفات الشائعة لهذا النمط من الشخصيات، وأهمها: 1) تقمص دور الضحية وغياب التعاطف: يفتقر هؤلاء الأشخاص إلى التعاطف، ويرفضون تحمل مسؤولية إخفاقاتهم ويلومون الآخرين عليها. 2) الهيمنة على الحديث: يحتكرون الكلام ويقاطعون الآخرين، ويرون أن آراءهم أهم. 3) الرفض الدائم لكل أشكال السلطة: لا يقبلون القيود أو التعرّض إلى الرفض، وهذا يعكس افتقارهم إلى النضج العاطفي. 4) الحاجة الماسة إلى التقدير: يشعرون بالانزعاج والاحتقار عندما لا تحظى أعمالهم بالثناء حتى إن كانت تافهة. 5) رفض النقد: يؤمنون بأنهم دائماً على حق، ويرفضون النقد والآراء المخالفة لآرائهم. 6) التوقعات غير الواقعية: يطلبون الكمال والنجاح دون بذل الجهود الضرورية. 7) الميل إلى التقليل من شأن الآخرين: يتعمّدون ازدراء الآخرين والتقليل من شأن إنجازاتهم.
محتويات المقال
لا أحد يمكن أن يقول لك إنه يشعر بالتفوق على الآخرين. ومع ذلك فإن اعتقاده أنه أفضل منهم قد يتجلى في سمات شخصية محددة، يمكننا كشفها في عمليات التفاعل والتواصل اليومية مع الآخرين. تجدر الإشارة إلى أن هذا السلوك قد يحدث لا شعورياً. فالأشخاص الذين يفكرون بهذه الطريقة المتجذرة يتميزون بالحاجة المستمرة إلى إظهار نجاحاتهم وإبرازها. وعندما يكونون وسط مجموعة من الناس فإنهم يسعون بسرعة إلى الهيمنة على التفاعلات الاجتماعية بين أفرادها. يظهر هذا السلوك بوضوح في البيئات التنافسية مثل أماكن العمل، حيث نلاحظ أن هؤلاء الأشخاص يسعون إلى السيطرة، بل يحاولون أحياناً فرض وجهات نظرهم.
من السهل أن تصادفهم في الدوائر الاجتماعية والعائلية، حيث يحرصون على انتزاع إعجاب الآخرين وإخضاعهم. يتسبب هذا النمط من الشخصيات أحياناً في خلق التوترات والنزاعات. ونظراً إلى حساسيته الشديدة تّجاه النقد فإنه لا يقبل الاعتراف بأخطائه. تكشف هذه السلوكيات شعوراً عميقاً بعدم الأمان. وقد يكون لهذا الشعور صلة بتجارب الرفض والفشل في الماضي. كما أن هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بالتفوق يحتاجون إلى استحسان الآخرين وتأييدهم بقوة، ولا يقبلون الخلاف. وهذا ما يعقّد علاقاتهم مع الآخرين، ويجعلها متوترة بانتظام. وفيما يلي أهم الصفات التي تميز هذا النمط من الشخصيات.
تقمص دور الضحية وغياب التعاطف
التعاطف ضروري لبناء علاقات متناغمة. لكن الأشخاص الذين يشعرون بالتفوق على الآخرين يفتقرون إليه في معظم الأحيان. إذ يجدون صعوبة بالغة في فهم عواطف الآخرين، ويعتقدون أن مشاعرهم وتجاربهم الشخصية يجب أن تحظى بالأولوية. يؤدي هذا السلوك إلى بناء علاقات سطحية وغير متوازنة، لأنهم لا يعيرون إلّا القليل من القيمة والتقدير للاحتياجات العاطفية للآخرين.
كما يعتقد أصحاب هذا السلوك عموماً أنهم ضحايا. يلومون الآخرين على إخفاقاتهم، ويرفضون تحمّل المسؤولية. يخلق هذا السلوك أجواء النزاع وعدم التفاهم، ويعقّد أيّ تعاون أو حلّ للمشكلات.
الهيمنة على الحديث
يميل هؤلاء الأشخاص إلى احتكار الكلام في أثناء المحادثات، فيتحدثون قبل الآخرين ويقاطعونهم. ويرون أن آراءهم أهم وأكثر ملاءمة من أحاديث أيّ شخص آخر. يولّد هذا السلوك إحباطاً لدى مخاطَبيهم، الذين يشعرون بالتجاهل والاحتقار.
الرفض الدائم لكل أشكال السلطة
الأشخاص الذين يشعرون بالتفوق لا يقبلون الرفض بسهولة. ويتصرفون بغضب في مواجهة القيود، أو يسعون إلى التحايل في المواقف المختلفة للوصول إلى غاياتهم. ويكشف هذا العجز عن تقبّل الرفض أنهم غير ناضجين عاطفياً، وأنهم يحملون تصوراً محرّفاً عن جدارتهم وحقوقهم.
الحاجة الماسة إلى التقدير
يقدّر الجميع تلقي الثناء والإطراء، لكن هؤلاء الأشخاص يتميزون بحاجة مفرطة إلى التقدير. يشعرون باستمرار بالانزعاج والاحتقار عندما لا تحظى أفعالهم وأعمالهم بالثناء حتى إن كانت بسيطة أو تافهة. إن سعيهم الدائم إلى الاستحسان والتأييد يمكن أن يرهق الأشخاص المقرّبين منهم، الذين يجدون صعوبة في إرضاء توقعاتهم غير المتناسبة.
عدم تقبل النقد
يؤمن هؤلاء بأنهم دائماً على حق، لذا؛ فإنهم يرفضون النقد والآراء التي لا تتفق مع آرائهم. ويصرّون على أفكارهم على الرغم من الحجج والأدلة المضادة. يعقّد هذا السلوك المحادثات البنّاءة، ويحدّ من تعلّمهم وتطورهم.
التوقعات غير الواقعية
يحمل هؤلاء الأشخاص في معظم الأحيان توقعات غير واقعية، سواء تّجاه أنفسهم أو الآخرين. يطلبون الكمال والنجاح دون بذل الجهود الضرورية. ويرتكز هذا السلوك على تصور خاطئ لقيمتهم، وحقائق الواقع الذي يعيشون فيه.
الميل إلى التقليل من شأن الآخرين
للحفاظ على شعورهم بالتفوق فإنهم يزدرون الأشخاص غيرهم. فينتقدون إنجازاتهم ويسخرون منها ويقللون من قدرها. إن هذا الميل إلى التقليل من شأن الآخرين عمداً للشعور بالأهمية، يلحق ضرراً شديداً بالعلاقات الشخصية والتناغم الاجتماعي.
إن كشف هذه الأنماط في سلوكك الشخصي أو لدى الآخرين خطوة أولى في طريق بناء علاقات صحية أكثر في المستقبل. وقد يتحقق ذلك بالاعتماد على التواصل في مرحلة أولى، أو اللجوء إلى مساعدة مختص نفسي إذا تطلب الأمر ذلك. كما أن التعرف بدقة إلى هذه السمات الشخصية يسمح لك باستيعابها على نحو أفضل.