ملخص: هل تنتابك مشاعر غريبة أحياناً بعد تلقي عدة رسائل من أحد الأصدقاء؟ ثمة سبب لذلك، إذ قد تكون ضحية لممارسة التواصل الانتهازي دون أن تعي، وهي ممارسة منتشرة على نطاق واسع بين دوائر الصداقة وقد تكون عواقبها أكبر مما نتخيل، فما هي هذه الممارسة؟
محتويات المقال
ما المقصود بالتواصل الانتهازي؟
التواصل الانتهازي هو سلوك يتبعه صديق ما معك، فلا يتصل بك إلا طلباً لنصيحة أو معروف أو خدمة أو معلومات أو مساعدة، سواء كان الأمر يتعلق بالحصول على اسم طبيب أسنانك أو عنوان مطعم جيد، أو معرفة إذا كان بإمكانك إقراضه سيارتك أو رعاية قطته أو أطفاله، أو زيارته بعض الوقت لأنه يشعر بالوحدة. باختصار، هذا الصديق لا يتصل بك إلا عند حاجته إليك، في حين أنك لا تسمع منه أبداً بقية الوقت فهو لا يقدم لك شيئاً ولا يطمئن عليك وفي معظم الأحيان لا يرد على رسائلك أو اتصالاتك، لكنه يظهر مرة في الشهر عندما يحتاج إليك.
قد تكون هذه الممارسة السامة والمزعجة إلى حد ما مشابهة لممارسة الاختفاء نظراً لأن الشخص المقابل لا يتصل بك إلا عندما يريد ذلك، دون الاهتمام بمشاعرك واحتياجاتك. تقول مختصة علم النفس السريري ومؤسسة ومديرة مؤسسة ثيرابي نيست (herapyNest) بولاية كاليفورنيا، آرتي غوبتا (Aarti Gupta) في حديث لموقع هاف بوست (HuffPost): "تصبح العلاقة على هذا النحو علاقة استغلالية بدلاً من أن تبنى على العطاء المتبادل".
التواصل بالرسائل النصية أهم مما نظن
قد يرى البعض أن هذا هو الهدف من الرسائل النصية، وأنك إذا أردت الاطمئنان على الآخر فمن الأفضل أن تقابله. نعم، لكن الرسائل النصية ليست وسيلة اتصال تافهة، ووفقاً لموقع هاف بوست أيضاً، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب نُشر في عام 2014 أن الرسائل النصية أصبحت وسيلة الاتصال الأساسية للأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
كما كشفت دراسة استقصائية أجريت عام 2016 على جيل الألفية أن 75% من الأشخاص يفضلون الهاتف الخلوي الذي لا يمكن استخدامه إلا لإرسال الرسائل النصية على الهاتف الذي لا يمكن استخدامه إلا لإجراء المكالمات، أي إن الرسائل النصية أصبحت من أفضل سبل البقاء على تواصل مع الآخرين.
كيف تتعامل مع هذا السلوك؟
تقول المعالجة النفسية وصاحبة مؤسسة ثيرابي شارلوت (Therapy Charlotte) في ولاية نورث كارولاينا، نيكول ساندرز (Nicole Saunders): "نحن نتبادل الرسائل النصية لنعزز الترابط العاطفي في علاقاتنا الشخصية، عندما تكون الاستجابة من طرفك فقط فلا تتلقى المثل من الطرف المقابل، فقد تشعر أنك تفتقر إلى الدعم الاجتماعي، أو أنك تتعرض إلى الاستغلال، وينبغي ألا تعاني مشاعر الضعف هذه في الصداقة الحقيقة".
لكن إذا لا حظت هذا السلوك من أحد أحبائك فلا تتخلَّ عنه على الفور، ففي معظم الحالات لا يكون هذا الشخص خبيثاً كما أن هذه الممارسة لا إرادية. لمعرفة ذلك، من المهم إجراء مناقشة صادقة معه، اشرح له أنك تشعر بالإهمال، بل والاستغلال، وأنك ترغب في المزيد من الاهتمام منه، وإذا كنت مهماً له حقاً، فسوف يفهم.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع رسائل الأشخاص الذين لا يظهرون إلا عندما يحتاجون إلى المساعدة؟