ما أسباب إدمان العادة السرية؟ وكيف يمكن التعافي منه؟

3 دقائق
إدمان العادة السرية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يصل إدمان الإباحية في درجة خطورته إلى مُشابهة إدمان المواد المخدرة؛ حيث يقع إدمان العادة السرية على رأس هرم السلوكيات المرتبطة بالإباحية. فما مخاطر هذه العادة؟ وكيف يمكن التعافي منها؟ الإجابات في هذا المقال.

يوضّح استشاري الطب النفسي والإدمان، محمد المقهوي إن العادة السرية هي ممارسة للإشباع الذاتي، وقد يمارسها الأفراد بهدف التخلّص من القلق والتوتّر، أو بسبب شعورهم بالملل أو الفراغ، وقد تتحوّل عند بعض الأشخاص إلى المتنفّس الوحيد للخروج من حالة الضيق النفسي، ومن آثارها النفسية المباشرة؛ الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.

يمكن أن يشكّل التعافي من أيّ نوع من الإدمان عقبة في أوجُه الأشخاص الذي يدركون سيطرة هذا السلوك عليهم ويحاولون التوقّف ولا ينجحون. لذلك؛ يقدّم هذا المقال مزيداً من الوعي الذي يمكن أن يمهّد الطريق نحو التدخلات والإرشادات الفعّالة لأولئك الذين يعانون إدمان العادة السرية.

ما هو إدمان العادة السرية؟ وما علاقته بالإباحية؟

يشير إدمان العادة السرية إلى حالة الانخراط في ممارسة الإمتاع الجنسي الذاتي على نحو مفرط أو قهري، وهو ليس تشخيصاً رسمياً لاضطرابٍ في الصحة النفسية أو العقلية؛ إلا أن هذا السلوك يمكن أن يعطّل الأداء اليومي للأفراد الذين يواجهون صعوبة في إدارة رغباتهم الجنسية على نحو كبير.

وبينما يعتبر خبراء كُثُر هذه العادة نشاطاً طبيعياً وصحياً في حالة عدم وجود شريك، وله العديد من الفوائد الصحية نظراً لأنه يمكن أن يخفّف التوتّر ويساعد على النوم ويعزّز المزاج الإيجابي، فهم يحذّرون أيضاً من احتمالية الإدمان عليها؛ إذ إنها يمكن أن تتحوّل إلى سلوك قهري أو عادة تَصعُب السيطرة عليها.

وتندرج هذه الحالة، إلى جانب الإدمان الجنسي والإدمان على المواد الإباحية، ضمن النطاق الأوسع للإدمان السلوكي أو إدمان أنماط السلوك القهري الذي يشترك في العديد من سماته مع إدمان المواد المخدّرة.

أما عن علاقة هذا الإدمان بالإباحية، فيشير استشاري الطب النفسي والإدمان محمد المقهوي، إلى إمكانية الإدمان على العادة السرية نتيجة الإدمان على مشاهدة الإباحية؛ بحيث تكون نتيجة نهاية الاستثارة التي تحدث بعد فعل المشاهدة، أو يمكن أن تُمارَس دون مشاهدة المحتوى الإباحي وبالاعتماد على التخيّل الجنسي فقط، وفي كلتا الحالتين، تُعد سلوكاً قابلاً لأن يتحوّل إلى إدمان.

اقرأ أيضاً: ما تأثير إدمان مشاهدة الإباحية على العلاقة الزوجية؟ وكيف يمكن التعافي منه؟

ما الأسباب المحتمَلة لإدمان العادة السرية؟

قد تظهر ممارسة العادة السرية على نحو مفرط لدى الأفراد الذين يعانون حالات طبية معينة مثل داء باركنسون، وآلزهايمر، واضطراب ثنائي القطب، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل تعاطي المخدرات. ويمكن أن تؤدّي أسباب أخرى إلى الممارسة المزمنة لهذا السلوك؛ ونلخّصها كالتالي:

  • وجود تاريخ من الاعتداء الجنسي أو الجسدي في الماضي.
  • وجود أفراد في العائلة يعانون أحد أنواع الإدمان السلوكي.
  • سهولة الوصول إلى المواد الإباحية.

كيف تؤثّر العادة السرية في حياة المدمن عليها؟

تشير استشارية الطب الجنسي للزوجين، طرفة المعمر، إلى أحد الانعكاسات السلبية للتعوّد على ممارسة العادة السرّية قبل الزواج عند الرجال على وجه الخصوص؛ إذ توضّح إنها تؤدّي إلى صعوبة الانتصاب أو القذف المبكّر بسبب التعوّد على بلوغ النشوة من دون شريك جنسي؛ ما يؤثّر أيضاً في مستوى الرضا في العلاقة الجنسية بين الزوجين.

وبصفة عامة، تُعد التأثيرات التالية من أبرز ما قد يشعر به الشخص الذي يمارس العادة السرية على نحو متكرّر أو قهري:

  • انخفاض مستوى الرضا الجنسي.
  • تدنّي احترام الذات.
  • تداخل ممارسة العادة السرية مع مجالات الحياة الأخرى مثل العلاقات الشخصية أو العمل.
  • تهيّج الجلد المحيط بالأعضاء التناسلية.
  • مواجهة مشكلات في الأداء الجنسي مع الشريك، وصعوبات في العلاقة معه.

كيف يمكن التعافي من إدمان العادة السرية؟

يوضّح الكاتب ومختص الصحة النفسية، عماد رشاد إن أول خطوة في التعافي من الإدمان تتمثّل في الاعتراف بالعجز عوضاً عن الاعتراف بالإدمان؛ أي أن يُقرّ الشخص أنه حاول كثيراً التوقّف ولكنّه لم يستطع؛ ولذلك وصل إلى مرحلة الاستسلام والاعتراف بعجزه التام.

وذلك يعني أن قوة الإرادة وحدها غير كافية للتغلب على أيّ نوعٍ من الإدمان؛ ما يفتح الباب للبدء في معالجة مشكلات البنية النفسية الأصلية التي أودت بالشخص إلى تبنّي سلوك إدماني. ويقترح رشاد باقي خطوات التعافي كالآتي:

  • البحث عن المساعدة لأن لا أحد يتعافى وحيداً، سواء كانت مساعدة صديق، أو مساعدة مجموعة من الأشخاص الذين يمرّون بالمعاناة نفسها، أو مساعدة مختص.
  • المشاركة المبنية على التعاطف مع شخص أو أشخاص لديهم المسعى ذاته نحو التعافي.

علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد العلاج النفسي بدعم من طبيب أو معالج نفسي، على التعرّف إلى السبب الكامن وراء هذا النوع من الإدمان، فإن كان نتيجة صدمة سابقة، يمكن للشخص المعنيّ أن يتعلّم مهارات أفضل للتعامل مع الألم العاطفي ومن ثَمّ تقليل سلوكه الإدماني.

ويمكن للأشخاص الذين يدمنون على العادة السرية بوصفها وسيلة للتعامل مع ضغوط الحياة، أن يستفيدوا من العلاج النفسي. ومن المهم معرفة أن العلاج قد يحتاج إلى أسابيع أو شهور لتحقيق نتائج ملحوظة.

وقد يساعد العلاج الدوائي الأشخاص الذين يعانون اضطراباً نفسياً آخر مثل الاكتئاب الحاد أو اضطراب الوسواس القهري، وتساعد الاستشارة المتخصصة على تحديد الخطة العلاجية المناسبة.

اقرأ أيضاً: ما الأسباب النفسية التي تؤدي إلى ضعف الانتصاب وكيف يمكن علاجه؟

وأخيراً، يمكن أن تمتدّ آثار إدمان العادة السرية إلى ما هو أبعد من مجال الإشباع الجنسي الذاتي؛ إذ قد يؤثّر تأثيراً كبيراً في جوانب مختلفة من حياة الفرد بدءاً من تدني احترام الذات إلى تدهور العلاقة الزوجية. ويكمن مفتاح التعافي في فهم مخاطر هذا السلوك والاعتراف بعدم القدرة على التغلّب عليه ذاتياً؛ ما يتيح الفرصة لطلب دعم الأصدقاء أو المساعدة المتخصصة.

المحتوى محمي