ما هو الاكتئاب الحاد؟ ولماذا عليك الحذر من علاماته؟

3 دقيقة
الاكتئاب الحاد
shutterstock.com/Lightspring
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تقول اختصاصية علم النفس السريري الأميركية أليكسيس مينكين: “يلقي الناس عبارة الاكتئاب كثيراً في المحادثات اليومية، غالباً لوصف الشعور بالحزن أو الإحباط. يمكن أن يكون الحزن بالتأكيد أحد أعراض الاكتئاب؛ ولكن هناك عدة علامات وأعراض تسهم في التشخيص السريري”. بالتأكيد هناك أنواع ودرجات مختلفة من الأعراض التي يعاني منها مريض الاكتئاب؛ لكن الاكتئاب الحاد يمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة بما في ذلك الاضطراب الذهاني (Psychosis) والتفكير الانتحاري أيضاً.

لهذا لا ينبغي التسرّع في تشخيص حالتك أو حالة شخص قريب منك، فالطبيب المختص وحده يملك القدرة لتحديد نوع الاضطراب الاكتئابي؛ ما يجعل من هذا المقال حول الاكتئاب الحاد وأعراضه وطرق علاجه، خطوة للتوعية بالمرض والحثّ على طلب الاستشارة المتخصصة.

أعراض الإصابة بالاكتئاب الحاد

يؤكّد الخبراء من ويب إم دي (WebMD) أن أبرز العلامات للإصابة بالاكتئاب الحاد (Severe Depression) قابلة للعلاج بمساعد الطبيب المختص، ويحدّدونها في الأعراض التالية:

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
  • توقّع الأحداث السيئة.
  • الأرق أو كثرة النوم.
  • الانفعالات.
  • خواطر الموت كالحديث عن الرغبة في الموت أو التخطيط و محاولة الانتحار.
  • الأعراض الذهانية كالهلوسة أو الأوهام في الحالات الشديدة، حيث ينفصل المريض عن الواقع.
  • السوداوِيّة، وهي مشاعر اليأس والحزن العميق التي قد تكون مستمرة وشديدة، وغالباً ما تكون أسوأ في ساعات الصباح، ومصحوبة ببطء الحركة وصعوبة في التركيز وفقدان الشهية.

لا يوجد تشخيص رسمي للاكتئاب الحاد في مجال الصحة النفسية والعقلية؛ لكنّه يشير إلى الاكتئاب الأكثر تسبّباً للضعف للمصاب به إذ تتداخل أعراضه مع حياته اليومية، فقد يتسبب مرضه في التغيب عن الدراسة أو العمل.

كما يمكن لعلامات الاكتئاب الحاد أن تظهر على شكل أعراض جسدية كالتعب الشديد والألم المزمن أو مشكلات في الجهاز الهضمي، إضافةً إلى تباطؤ ملحوظ في النشاط العقلي والجسدي (Psychomotor) كالضعف في السلوك الحركي الدقيق والكلام وتعبيرات الوجه.

أسباب الاكتئاب الحاد

يشير الخبراء من مايو كلينيك (Mayo Clinic) إلى أن الاكتئاب حالة طبية معقدة ليس لها سبب واحد؛ ما يعني أن تفاعل العوامل البيولوجية والاجتماعية والنفسية إضافة إلى الاستعداد البيولوجي للشخص قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض، وهو ما يعرّفه الأطباء بالنموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي.

لكنهم يؤكدّون في مقابل ذلك وجود عوامل خطر تزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب الحاد، وتشمل الآتي:

  • الأحداث الصادمة مثل التعرض لسوء المعاملة أو الاعتداء.
  • الإجهاد نتيجة العيش في بيئة عنيفة أو غير مستقرة.
  • العامل الوراثي حيث تزيد بعض الجينات من مخاطر الإصابة.
  • وجود اختلافات في المواد الكيميائية في الدماغ.
  • التاريخ العائلي كإصابة أحد أفراد الأسرة.
  • تعاطي الكحول أو المخدرات.
  • الإصابة بحالات طبية كالأمراض المزمنة والخطيرة.
  • تأثيرات بعض الأدوية.

كيف أُميز بين الاكتئاب الخفيف واضطراب الاكتئاب الحاد؟

يتشارك كلّ من الاكتئاب الحاد والاكتئاب الخفيف بفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تحقّق الاستمتاع سابقاً، وتدني الحالة المزاجية في معظم الأوقات؛ غير أن الذي يميّز الاكتئاب الحاد هو وجود خمسة أعراض على الأقل لكي يتمكّن المختص النفسي من تشخيصه كذلك، بينما يحتاج الاكتئاب الخفيف إلى عرَضَين فقط وهو الفرق الرئيس الذي يؤكده خبراء الصحة العقلية من برينز وي (BrainsWay).

الخيارات العلاجية المتوفرة

هناك خيارات علاجية متاحة يستخدمها الأطباء لعلاج الاكتئاب الحاد، وينصح بها الخبراء من فيري ويل مايند (VeryWell mind)؛ وهي كالتالي:

  • العلاج النفسي: يتعلّق بما يُعرف أيضاً بالعلاج بالكلام، ويشمل ثلاثة أنواع وهي: العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، العلاج الشخصي (IPT)، والعلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic)، وجميعها يمكن أن تساعد المريض على تخفيف أعراض اكتئابه.
  • علاج تحفيز الدماغ: يُقصد بهذا النوع العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) التي تُستخدم بهدف تنشيط أو تثبيط مناطق معينة في الدماغ.
  • دخول المستشفى: يوصى بعلاج المرضى داخل مستشفى بالنسبة لبعض الحالات الشديدة؛ إذ يسمح علاج المريض داخلياً للأطباء بمراقبة مدى استجابته لبروتوكول العلاج عن كثب، والقيام بإجراء أي تغييرات ضرورية في حالة تطوّر الأعراض؛ وبالتالي الحفاظ على سلامته وضمان علاج أكثر فعاليةً.
  • العلاجات التكميلية: لا يعوّض بعض الخيارات العلاجية الأخرى العلاجات الطبية الأساسية؛ لكنّه يساعد -جنباً إلى جنب معها- على تخفيف أعراض الاكتئاب الحاد. وقد أثبت بعض العلاجات التكميلية مثل التأمل واليوغا والتدليك والعلاج بالإبر والاسترخاء الموجه (Guided Relaxation) فعاليته؛ ولكن من الأفضل استشارة الطبيب المعالج لتقييم الخيار الأنسب للحالة.

أدوية الاضطراب الاكتئابي الحاد

تدخل الأدوية في قائمة الخيارات العلاجية المتوفرة لعلاج الاكتئاب الحاد. وتُعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) من أكثر ما يصفه الأطباء لعلاج هذه الحالة، ويشمل ذلك مضادات الاكتئاب مثل بروزاك “فلوكستين” (Fluoxetine)، وزولوفت “سيرترالين” (Sertraline)، وباكسيل “باروكستين” (Paroxetine).

بينما تتمثّل باقي أنواع الأدوية المستخدمة في:

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs).
  • مثبطات امتصاص النورابنفرين والدوبامين (NDRIs).
  • مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs).

تعد أعراض الاكتئاب الحاد من أكثر الأعراض الاكتئابية حدّةً، فالشعور الشديد باليأس والعجز عن تذوق طعم المتعة في أي نشاط حياتيّ مهما كان نوعه أو طبيعته، غالباً ما يُفقد الشخص توازنه ويرمي به في دائرة متوحشة من التفكير السلبي الذي قد يصل إلى الأفكار والخواطر الانتحارية؛ لكن يمكن أن يوقف التدخّل الطبي السريع هذه الدائرة من خلال مجموعة الخيارات العلاجية المتوفرة ليستطيع المريض استرجاع حياته الطبيعية تدريجياً.

المحتوى محمي !!