ملخص: لا يتوقّف العقل البشري عن الهمس والوشوشة بالأفكار السلبية والمضرّة. تدفع هذه الأصوات الإنسان إلى الشك في قدراته والخضوع إلى مشاعر الخوف والقلق. وتمثّل هذه الحالة مدخلاً إلى دورة التدمير الذاتي الخبيثة. كيف يمكننا أن نتخلّص إذاً من أصوات التدمير الذاتي التي تهمس في أذهاننا؟ يقدّم المقال التالي 3 نصائح عملية تساعدك على إسكات هذه الأصوات.
عادة ما يتسلّل التدمير الذاتي إلى حياة الفرد بأساليب خفية، تعوّق طريقه نحو النجاح والازدهار. يقول المختص النفسي مارك ترافرز (Mark Travers) في مقال نشرته مجلة فوربس (Forbes): "التدمير الذاتي ناتج من ذلك الصوت الذي يهمس في عقولنا، ويبثّ فيها الشك والخوف والانتقاد في الأوقات الحرجة، وهذا ما يعوّق طريقنا نحو النجاح".
لكن من حسن الحظ، هناك أساليب ترتكز على الفهم النفسي العصبي يمكن أن تساعدنا على تجاوز هذه الحواجز التي فرضناها على أنفسنا. وفي هذا السياق، نشر مارك ترافرز 3 حلول مفيدة للتوقّف عن التدمير الذاتي.
فهم منطق التدمير الذاتي
يحتوي الدماغ مناطق مسؤولة عن التفاعل مع التحديات. يوضّح المختص النفسي ذلك قائلاً: "إن منطقة النجاة الواقعة في جذع الدماغ والجهاز الحوفي والنصف الأيسر من المخ، هي موطن عوامل التدمير الذاتي؛ أي تلك الأصوات التي لا تهدأ وتولّد المشاعر السلبية في مواجهة الشدائد التي نتعرّض إليها". تكمن عوامل التدمير الذاتي إذاً في منطقة النجاة، وهي التي تغذي هذه العواطف السلبية التي نشعر بها.
يوضّح ترافرز: "في المقابل فإن المنطقة المزدهرة التي تقع في منتصف قشرة الفص الجبهي ودائرة التعاطف في الدماغ، هي موطن صوت الحكمة والصفاء الداخلي". تولّد هذه الحكمة الداخلية التي تنبع من منطقة الازدهار تفاعلات إيجابية.
حدّد عوامل تدميرك الذاتي
تمثّل العوامل الداخلية التي تقف وراء التدمير الذاتي نماذج كونية متأصلة، وهي جزء من منطقة النجاة في أدمغتنا. ومعرفة هذه العوامل هي الخطوة الأولى نحو التغيير.
يوضّح المختص النفسي هذه العوامل قائلاً: "أول عامل من عوامل التدمير الذاتي هو الناقد؛ ذلك الصوت الداخلي العنيد والمنتقد الذي يوبّخنا على إخفاقاتنا ويضخّم مشاعر القلق. يحظى صوت الناقد بمساعدة عوامل التدمير المتواطئة وتشجيعها، وهي تختلف من شخص إلى آخر، وهدفها هو إطالة دورات التدمير الذاتي المختلفة".
وجِّه صوت الحكمة الداخلي
ينصح ترافرز بما يلي:"الثقة في صوت الحكمة الداخلي تسمح لنا بإسكات أصوات عوامل التدمير الذاتي الأخرى واستعادة السيطرة على أفكارنا وعواطفنا، فعلى الرغم من أن هذه الأصوات توحي بأنها تقودنا إلى التحسّن، فإن انتقاداتها التي لا تتوقف تعوّق تقدّمنا وسعادتنا في الحقيقة".
لمكافحة هذا التدمير الذاتي، عليك إذاً أن تعزّز مهارات التعاطف والاستكشاف والابتكار ومراوغة تحدّيات الحياة وتفعيل القيم التي تسمح لك بتجاوز هذه القيود الذاتية التي تفرضها على نفسك.
اقرأ أيضاً: 5 مفاتيح للتوقف عن تدمير الذات.