عندما يتم تقييد الجرأة، تتأثر الصورة الذاتية للمرأة سلباً وتُسارع بإصدار الأحكام المسبقة على جسدها وتشعر برفض ذاتها وبالفراغ الداخلي.
وأنتِ تعلمين أن الجرأة هي ما يمنحك الشجاعة للإقدام على اقتحام المخاطر؛ ما يسمح بتكوين رؤية تعزّز مركزك والشعور بالقدرة على مواجهة التغيير، إلى جانب سهولة الدخول في علاقة والتعبير عن نفسك دون خوف أو تردد.
الصيف، موسم الجرأة!
بداية فصل الصيف هي اللحظة المثالية بعد فترة طويلة من الكُمون؛ حيث يحين الوقت لالتقاط الأنفاس والاسترخاء من أجل سبر أغوار الذات وربما مواصلة السعي في سبيل الوصول إلى أحد أشكال التنوير واتخاذ خطوات وئيدة نحو السعادة الحقيقية التي تجعلنا نشعر بمعنى الحياة.
يجب أن تعلمي أن الحرمان من الجرأة يرجع في المقام الأول إلى الشعور بعدم امتلاك المشروعية الاجتماعية (أو عدم تلقيها من الغير). ويؤدي هذا بدوره إلى "العجز عن التصرف"، وشك المرأة في كفاءتها وهويتها، ونتعرّض عندئذٍ للحرمان من قدرتنا على التصرف وندخل في دوامة الشعور بالعجز.
وإليكِ بعض الردود المستمدَّة من استقصاءات الرأي التي تعكس صعوبة الشعور بامتلاك المشروعية:
- أشعر بأن آرائي لا تؤخذ على محمل الجد، وبالتالي أشعر بالرفض.
- أخشى مقارنتي بالآخرين وإطلاق الأحكام على رأيي.
- أخشى ألا أعرف كيف أدافع عن أفكاري وألا أملأ مكاني.
- أُخفي نقاط قوتي حتى لا أضطر إلى إبداء أفكاري التي قد تعرّضني للإحراج.
نشوى، نصف موظفة ونصف رائدة أعمال، وتجد صعوبة في تأكيد امتلاكها للمؤهلات التي تتيح لها إجادة مهمات وظيفتها لأنها لا تحب تفاخر المرء أو تباهيه بما يفعل: "أرى من وجهة نظري أن الشخص الثرثار كثير الكلام قليل الفعل، وأن الأفواه الثرثارة تسبِّب لأصحابها خيبة الأمل، ولا أريد أن أكون ثرثارة؛ لكن كيف أعبّر عن مهاراتي دون أن أتكلم"؟
تود نشوى أن تتحلى ببعض الجرأة حتى تتمكّن من التعبير عن مهاراتها، وترجع معاناتها إلى شعورها بأنها حبيسة ما يُعرف بالقيد المزدوج؛ أي أنها إذا لم تتحدث فلن تشعر بالصدق مع نفسها (لأنها ستقلل من قيمة نفسها)، وإذا تحدثت فإنها تخشى أن تُصاب بخيبة الأمل. وفي كلتا الحالتين، ستكون عاجزة عن تحقيق الانسجام مع ذاتها الحقيقية ومن ثم فقد آثرت الصمت خوفاً من الحكم عليها ورفضها.
ويقتضي التصرف على طبيعتكِ أن تمنحي نفسكِ المشروعية من خلال احترام أنوثتكِ بقدر احترامكِ لمهاراتكِ. يجب أن نفهم أن نشوى سجينة طريقة تفكيرها التي تكبّلها وتسبّب لها الكثير من الإحباط، وقد أدى هذا كله إلى تعطيل مسيرتها المهنية وحال دون تطورها وجعلها تقبع في ركن قصيّ منتظرة التحلي بالمزيد من الجرأة التي من شأنها أن تسمح لها بما يلي:
- منح نفسها الإذن باتخاذ خطوة إيجابية.
- إعداد عرضها التقديمي للتعريف بنفسها دون الحكم عليها.
- طلب التقدير من زملائها ورؤسائها.
- الحصول على المشروعية.
وعندها فقط، لن يتسبّب خوفها من خيبة الأمل أو أن يُقال عنها إنها مغرورة في حرمانها من التحلّي بالجرأة الكافية للتعبير عن قدراتها.
5 طرق لإطلاق العنان لجرأتكِ
إليكِ 5 طرائق لتتحلي بمزيد من الجرأة وتصبحي امرأة قوية وواثقة من نفسها بالشكل الذي تريدينه:
- رحبي بالعواطف التي تشل حركتك، وسليها عن الرسالة التي تريد إيصالها إليكِ.
- تخلّصي من الأفكار المزعجة التي قد تدعوكِ إلى الاعتقاد بأن الحديث عن نفسك شيءٌ يدل على الغرور، طارديها كما لو كانت ذبابة مزعجة!
- تحلّي بالجرأة لمواجهة صورتكِ الذاتية والجوانب المجهولة من نفسكِ، وحرريها.
- غيّري نمط ملابسكِ بحيث يتناسب مع مختلَف المواقف والتحديات التي تواجهينها.
- حلّلي عرضكِ التقديمي وطريقة وقوفكِ أمام الآخرين عن طريق تغيير التصورات السائدة لديكِ.
يجب أن تقدّري ذاتكِ الأنثوية في قرارة نفسك، حتى تتمكّني من التواصل بشكل طبيعي مع محيطكِ الخارجي. وقد قررت نشوى زيادة مساحة "جرأتها" من خلال استخدام أسلوب جديد للتواصل، وأسفرت تلك الخطوة عن اكتشاف:
- أن العاطفة حليف وأداة مساعدة، وليست عدواً تجب محاربته.
- جانب أنثوي من شخصيتها كقائدة قررت استغلاله في إنجاز مشروع تطوير مسيرتها المهنية.
- جوانب جديدة من شخصيتها تجعلها تشعر بالثقة في نفسها عند مواجهة المواقف الباعثة على التوتر.
- الوعي بقيمتها من خلال معرفة مَواطن قوتها والنقاط التي تساعدها على التقدم.
- أفكارها السلبية التي تضللها وتجعلها تحيد عن هدفها.
اكتشفي أسلوبكِ في التواصل وابحثي عن التوافق، فعندما تكون صورتكِ الداخلية متسقة مع صورتكِ الخارجية، يصبح التواصل مع الآخرين أكثر انسيابية وطبيعية وأصالة.
وأنتِ، ما الأسلوب الجديد الذي يعبر عن "شخصيتكِ" والذي ستستخدمينه للتحلي بمزيد من الجرأة؟
اقرأ أيضاً: 6 نصائح للتخلص من متلازمة المرأة الخارقة