ملخص: يعد التحدث في أثناء النوم إحدى المشكلات المؤرقة لمن يعانونها، فهي تجعل استفادتهم من نومهم ناقصة؛ ما يؤدي تباعاً إلى تراجع جودة حيواتهم اليومية، فما أسباب هذه المشكلة؟ وكيف يمكن علاجها؟ هذا المقال يجيبك.
محتويات المقال
منذ فترة طويلة، كنت أبيت في منزل أحد أقربائي. وفي المساء بعدما خلدت إلى النوم، استيقظت فزِعاً على صوت صاخب، وعندما تحققت من مصدره وجدته قريبي يتحدث إلى نفسه أثناء نومه، ومنذ ذلك الحين يدور في ذهني تساؤل عن الأسباب المؤدية إلى حدوث هذه المشكلة.
وقبل قُرابة أسبوع كنت أتصفح منصة إكس (تويتر سابقاً)، ووجدت تغريدة للطبيب النفسي إبراهيم حمدي يشير فيها إلى أن الكلام في أثناء النوم المعروف بـ "السومنيلوكوي" (Somniloquy) هو حالة تظهر عندما يتحدث الأشخاص في أثناء نومهم دون وعي.
ويمكن أن يكون هذا الحديث همساً أو حديثاً واضحاً وأحياناً صراخاً. وفي بعض الأوقات، يكون الحديث مفهوماً؛ بينما في أوقات أخرى قد يستعصي على الفهم، فما الأسباب المؤدية إلى هذا الاضطراب؟ وما علاماته؟ وكيف يمكن علاجه؟ الإجابة يقدمها هذا المقال.
6 أسباب محتملة للحديث في أثناء النوم
تتعدد الأسباب التي تقف وراء تحدث الشخص في أثناء نومه؛ لكن أهمها:
- التاريخ العائلي: تشير الطبيبة النفسية شيلبي هاريس (Shelby Harris) إلى أنه يمكن أن يكون التحدث في أثناء النوم وراثياً؛ لذا إذا كان أحد أفراد الأسرة أو الأقرباء يتحدث خلال نومه، فذلك يزيد احتمال معاناة المشكلة نفسها.
- قلة النوم: عندما تقل ساعات النوم، تزيد احتمالية تقطعه؛ ما يجعل الشخص لا يصل إلى مرحلة النوم العميق؛ وهذا يرجح احتمالية حديثه في أثناء نومه.
- الضغوط النفسية: قد تؤدي أحداث الحياة الصادمة والمؤلمة والتوتر اليومي إلى حديث الشخص في أثناء نومه، فأحياناً يكون هذا الحديث مرتبطاً بتجارب نهارية مرت لكن أثرها ما زال مستمراً.
- تناول بعض الأدوية: يسبب بعض الأدوية مثل المهدئات ومضادات الهيستامين الحديث في أثناء النوم نتيجة تأثيرها في جعل الشخص أكثر ميلاً إلى النعاس؛ وهذا يجعله يدخل كثيراً في مراحل النوم الخفيفة التي قد تترافق مع حديثه.
- الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية: يعد الحديث في أثناء النوم أحد أعراض بعض الاضطرابات النفسية مثل الفصام والهوس والاكتئاب؛ نظراً إلى تأثيرها في استقرار جودة النوم وجعله أكثر تقطعاً.
- معاناة اضطرابات النوم: لوحظ أن الحديث خلال النوم مرتبط باضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس في أثناء النوم، وكذلك متلازمة تململ الساقين.
اقرأ أيضاً: ما الأسباب النفسية لاضطراب النوم في رمضان؟ وكيف تعالجها؟
ما العلامات التي تدل على معاناة التحدث في أثناء النوم؟
يبدأ الحديث في أثناء النوم من التلفظ ببعض الكلمات إلى إجراء محادثات كاملة، وقد يحدث في أثناء الانتقال من اليقظة إلى النوم أو العكس، ويمكن أن يظهر أيضاً خلال مرحلة النوم العميق. وثمة العديد من العلامات التي تميزه؛ مثل:
- يكون الحديث دون وعي الشخص تماماً أو علمه.
- أحياناً قد يتحول الحديث إلى الصراخ أو التلفظ بالشتائم بصوت عالٍ.
- لا يتذكر الشخص الحديث الذي قاله في أثناء نومه.
اقرأ أيضاً: التحكم في الأحلام: هل هذه الفكرة قابلة للتحقق علمياً؟
كيف يمكن تشخيص التحدث في أثناء النوم وعلاجه؟
لا توجد طريقة رسمية معتمدة لتشخيص التحدث في أثناء النوم، وعادةً ما يعتمد الطبيب النفسي في تقريره على الأشخاص الذين يبيتون بالقرب من الشخص الذي يعاني هذه المشكلة. ومن أجل استيضاح السبب، قد يسأله الطبيب عن الأدوية التي يتناولها أو الأمراض التي يعانيها، وحالة صحته النفسية، وما إذا كان تعرض إلى أي ضغوط في الفترة الأخيرة.
وأحياناً قد يُطلب منه إجراء مخطط نوم (Polysomnogram) باستخدام أجهزة استشعار تستهدف رصد مشكلات النوم مثل الأرق أو توقف التنفس في أثناء النوم، ليضع الطبيب الخطة العلاجية المناسبة للشخص وفقاً لحالته. وقد تتضمن الخطة غالباً نصائح مثل:
- نم ما يكفيك: قد يُفاقم الحرمان من النوم مشكلة الحديث في أثنائه؛ لذا احرص على أن تصل إلى معدل النوم الصحي كل ليلة ومتوسطه 7 ساعات.
- تجنب التوتر: أحياناً تكون الضغوط الحياتية وما ينتج عنها من توتر، السبب وراء حديثك في أثناء نومك. وفي هذه الحالة، سيفيدك أن تبحث عن جذورها وتعالجها، وأيضاً أن تمارس تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التأمل والتنفس العميق.
- عالج الاضطرابات المرافقة للحديث في أثناء النوم: يتشابك بعض الحالات الطبية مع الحديث في أثناء النوم مثل الأرق وانقطاع التنفس في أثناء النوم، وفي هذه الحالة، سيكون من الضروري علاجها لرفع جودة نومك.
اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين النوم والصحة النفسية؟