ربما يميل الكثير من الأشخاص إلى حب الاستقرار والراحة الناتجة عن الاستمرارية على حال واحدة دون تغيير، لكن هذه الفكرة غير واقعية إلى حد كبير، فمثلما يقولون: "دوام الحال من المحال"، وذلك مثل عام يمكن أن يكون حاضراً في نطاق الحياة المهنية؛ فالشركات يمكن أن تغير سياستها من حين إلى آخر حتى تواكب تطورات السوق، وتلك التغييرات تطال بالطبع موظفيها، وهنا يأتي دور الموظف: هل سيواكب التغيير أم يعارضه؟
محتويات المقال
وبالطبع يكون الموقف الرابح بتقبل التغيير، إذ يشير المعالج النفسي أسامة الجامع إلى أن الفرد كلما كان لديه قدرة على التكيف مع المتغيرات التي تحدث حوله ستزداد قدرته على تجاوز العقبات، وفي الوقت نفسه سينعم بصحة نفسية أفضل، وذلك يرجع إلى أن متغيرات الحياة أقوى من الشخص ما يجعل المرونة هي التي تضمن له بقاءه واستمراريته، وحتى تكون أكثر قدرة على التأقلم مع التغيير المؤسسي سنعرفك في هذا المقال إلى أهم الإرشادات اللازمة.
1. خذ دائماً خطوة استباقية
أحياناً لا يحدث التغيير المؤسسي بين عشية وضحاها، إنما تسبقه عدة مؤشرات تنذر بالتحول المستقبلي، وفي هذه الحالة عليك أن تكون مراقباً جيداً لحال مؤسستك حتى تتمكن من أخذ خطوات استباقية مثل الحصول على دورات تدريبية تتناسب مع تطور مجال عملك، أو جمع المعلومات حول أحدث ما وصل إليه مجال مؤسستك، أو حتى تعديل توقعاتك من وظيفتك وفقاً للمتغيرات من حولك.
2. كن إيجابياً
تعد العقلية الإيجابية أحد أهم المرتكزات للتفاعل مع التغيير المؤسسي؛ إذ إنها تساعدك على إدارة توترك ورؤية التحديات فرصاً، ما يعزز ثقتك في قدرتك على التكيف، وفي الوقت نفسه يتراجع قلقك وخوفك من عواقب ذلك التغيير والتركيز على فوائده المحتملة للنمو الشخصي والمهني.
اقرأ أيضاً: إلى أي مدى يمكنك تغيير شخصيتك؟ وكيف تنجح في ذلك؟
3. تخل عن طريقتك القديمة
أحد العناصر الأساسية للتأقلم مع التغيير المؤسسي هي أن تتنازل عن طريقتك القديمة في أداء وظيفتك وتبحث عن آليات جديدة تكون أكثر تناسباً مع المرحلة الراهنة، لأنه ببساطة في حال وقفت أمام رياح التغيير فبنسبة كبيرة لن يكون لك مكان في مستقبل الشركة. أيضاً احرص على خوض نقاشات مثمرة مع زملائك حول الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها ليتوافق نمط عملكم مع الرؤية الجديدة لمؤسستكم.
4. اجعل رؤيتك متسعة
أحد السلوكيات التي قد تجعل شركتك ترى أنك غير متعاون مع التغيير الذي طرأ عليها هو أن تكون منغلقاً وترى أن أفضل طريقة تسير بها الأمور هي التي كانت في الماضي، فالنظرة الضيقة للتغيير لن تسهم سوى في تأخير مواكبتك للركب، وحتى في حال رغبت في الانتقال إلى شركة أخرى ستجد أن مهاراتك أصبحت قديمة، وغالباً لن تحظى بخطاب يشيد فيه مدراؤك بمستواك المهني.
اقرأ أيضاً: كيف تتأقلم مع المتغيرات الحياتية التي لا تنتهي؟
5. اسأل عن أدق التفاصيل
من الطبيعي أن يشوب مرحلة التغيير المؤسسي بعض الارتباك والضبابية، لكن الوضع سيكون أسوأ في حال ترددت في أن تسأل عما يلزمك من معلومات، لذا تحدث إلى المشرفين في شركتك حول الهدف المبتغى تحقيقه من وراء التغييرات، وكذلك التحديثات المتعلقة بوظيفتك والمدى الزمني الموضوع لتطبيقها، والمراحل التدريجية للتغيير عموماً، المهم ألا تترك مساحة لأي معلومات مجهولة تجعل أداءك الوظيفي متراجعاً.
6. لا تستعجل النتائج
عندما تبدأ عملية التغيير في مؤسستك يجب عليك أن تتحلى بالصبر وتكون واعياً بأن أي شيء جديد يستغرق وقتاً، ومن الطبيعي خلال هذا الوقت أن تنخفض إنتاجيتك قليلاً أو ترتكب بعض الأخطاء، لذا لا تكن كمالياً إنما منفتحاً على التجربة والتعلم.
أخيراً يقدم لك المعالج النفسي أسامة الجامع نصيحة ثمينة وهي أن تتقبل التغيير فلا شيء يدوم، وهذا التغيير قد يقودك لفتح أبواب تورث نمواً في حياتك، لأنه لا حياة دون ألم، ولا راحة دون تعب.
اقرأ أيضاً: 7 نصائح تجعلك شخصية مرنة تجذب الأنظار