مفتاح السعادة هو تحقيق التوازن بين الاهتمام بنفسك وبالآخرين

1 دقيقة
تحقيق السعادة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تحقيق السعادة حلم يراود الجميع ويشغل بال الكثير من المختصّين. الحلول والمقترحات لا حصر لها، لكن صوت العلم يكشف باستمرار عن أبعاد بسيطة ومتاحة يمكنها أن تعزّز هذا الشعور الجميل في النفوس. أحدث الدراسات العلمية تربط بين تحقيق السعادة وضرورة خلق التوازن بين الاهتمام بالذات والآخرين. إليك التفاصيل.

السعي إلى السعادة رغبة نشترك بها جميعاً، لكنّنا ننسى أحياناً أن تحقيقها قد يتطلّب منّا أموراً وتعديلات بسيطة. في هذا السياق اهتمّت دراستان حديثتان بأهمية تحقيق نوع من التوازن بين المصلحة الشخصية والاهتمام بالآخرين لتعزيز حالة الرفاهية الدائمة.

السعادة في الجمع بين الاهتمام بالذات والآخرين

درس الباحث المختصّ في العلوم يونشيانغ تشين (Yunxiang Chen) العلاقة بين التركيز على الذات والتركيز على الآخرين في سياق التنشئة الاجتماعية والرفاهية. وقد ميّز في دراسته التي نشرتها مجلة علم النفس العام (Journal of General Psychology) بين 4 مجموعات وفقاً لمعيار التركيز على الذات أو الآخرين: مجموعة المستقلين (تركيز شديد على الذات ومحدود على الآخرين)، ومجموعة الإيجابيين (تركيز محدود على الذات وشديد على الآخرين)، ومجموعة السعداء (تركيز شديد على الذات والآخرين)، ومجموعة اللّامبالين (تركيز محدود على الذات والآخرين).

كشفت نتائج هذه الدراسة أن الأفراد السعداء يجمعون بين الاهتمام بأنفسهم والاهتمام بالآخرين، ويحقّقون مستويات من السعادة والرضا عن الحياة أعلى من الآخرين.

التركيز على الذات يعزّز ممارسة التوجيه

درس الباحث يونغمي ليو (Yongmei Liu) وزملاؤه في دراسة نشرتها المجلة الدولية لتنمية الموارد البشرية (Human Resources Development International) تأثير دافع التركيز على الذات مقارنة بدافع التركيز على الآخرين في سياق التوجيه. يشير التوجيه هنا إلى علاقة تفاعلية بين شخصين ترتكز على المساعدة والتبادل والتعلّم، يقدم فيها شخص ذو خبرة يسمّى “الموجّه” الحكمة أو المعرفة التي اكتسبها لمساعدة شخص آخر على التطوّر.

وتشير هذه الدراسة إلى أن الدافع الذي يركز على الذات يولّد سلوكيات في مصلحة الموجه، بينما يؤدي الدافع الذي يركّز على الآخرين إلى نتائج مفيدة للفرد أو المؤسسة. نستنتج إذاً أن الطريق إلى السعادة الدائمة لا تقتصر على الاهتمام بالاحتياجات والرغبات الشخصية فقط، بل تشمل أيضاً القدرة على الاهتمام برفاهية الآخرين.

error: المحتوى محمي !!