ما هو الاكتئاب الظرفي؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟

الاكتئاب الظرفي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الاكتئاب الظرفي، مثلما يوحي اسمه، يحدث بعد ظرف عصيب؛ إذ يشعر الشخص بالحزن والأسى والإرهاق من جرّاء هذا الموقف الذي يستنفد قدراته على التأقلم، وإليك أعراض هذا الاكتئاب وكيفية علاجه.

الاكتئاب الظرفي هو حالة قصيرة الأمد تتضمن أعراضاً تحاكي أعراض الاكتئاب المرتبط بالتوتر. ولا يُعد اضطراباً سريرياً مميزاً؛ وإنما مصطلحاً غير رسمي يُستخدم لوصف نوع من أنواع اضطرابات التأقلم؛ حيث ينتج من استجابة عاطفية شديدة نتيجة ظروف الحياة الصعبة، أو الضغوط المفاجئة، أو الأحداث المؤلمة؛ مثل حادث خطِر، أو طلاق، أو فقدان وظيفة، أو فقدان أحد أفراد الأسرة.

ويصف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (The Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders) الاكتئاب الظرفي بأنه نوع من اضطرابات الصدمة أو الاضطرابات المرتبطة بالضغوط. بكلمات أُخرى: هو اضطراب في التأقلم مع مزاج مكتئب، وإليك أعراض هذا الاكتئاب وأسبابه وكيفية علاجه.

اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن الاكتئاب

ما أعراض الاكتئاب الظرفي؟

تشمل أعراض الاكتئاب الظرفي ما يلي:

  • الحزن.
  • اليأس.
  • تردي الحالة المزاجية.
  • نوبات البكاء المتكررة.
  • ضعف التركيز.
  • فقدان الحافز.
  • الإرهاق.
  • القلق المستمر أو التوتر.
  • فقدان الشهية أو قلة الاهتمام بتناول الطعام.
  • عدم الاستمتاع بالأنشطة العادية.
  • اضطراب النوم.
  • صعوبة التركيز.
  • الانسحاب من المواقف الاجتماعية أو تجنبها.
  • الميل إلى العزلة الاجتماعية أو الوحدة.
  • صعوبة أداء الأنشطة والمهمات اليومية.
  • ظهور أفكار انتحارية.

يبدأ الاكتئاب الظرفي عادة خلال مدة تبلغ 90 يوماً تلي الحادث المؤلم. لكن وفي معظم الحالات، يميل الاكتئاب الظرفي إلى أن يكون قصير المدة، وعادة ما تنحسر أعراضه خلال 6 أشهر بعد وقوع الموقف المجهِد، مع أن شدة الأعراض قد تتراوح ما بين حالات خفيفة إلى حالات شديدة عالية الخطورة.

اقرأ أيضاً: كيف تخرج من حالة الخمول التي يسبّبها الاكتئاب المتوسط؟

كيف تفرّق بين الاكتئاب الظرفي والاكتئاب السريري؟

الاكتئاب الظرفي والاكتئاب السريري نوعان من الاكتئاب لهما أعراض متشابهة؛ لكن غالباً ما يختلفان في الأسباب والعلاج. ومثلما ذُكر سابقاً؛ يحدث الاكتئاب الظرفي في معظم الحالات نتيجة أحداث صادمة ومؤلمة في الحياة. في المقابل، يُعرف الاكتئاب السريري باسم “اضطراب الاكتئاب الشديد”، وهو نوع مزمن وأكثر حدةً من الاكتئاب الظرفي، وله مجموعة واسعة من الأسباب المحتملة؛ مثل العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية.

وعلى الرغم من تشابه أعراض كلا النوعين، فإن الفرق بينهما غالباً ما يكون في شدة الأعراض وطول مدتها، فعادة ما يكون الاكتئاب الظرفي قصير الأمد؛ إذ تتحسن الأعراض مع العلاج خلال 6 أشهر، وقد تختفي من تلقاء نفسها دون علاج عند الأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة.

في المقابل، يستمر الاكتئاب السريري مدة أطول من بضعة أشهر، وقد تكون أعراضه شديدة جداً. ويتضمن علاج كلا النوعين عادةً العلاج النفسي والأدوية وتغيير نمط الحياة؛ لكن ونتيجة أن الاكتئاب السريري يميل إلى أن يكون طويل الأمد وأكثر حدة، فغالباً ما يتطلب علاجاً أكثر كثافة وأطول مدةً.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين السوداوية والاكتئاب؟ وكيف تنجو منهما معاً؟

ما الذي قد يتسبب في حدوث هذا النوع من الاكتئاب؟

يقول استشاري الطب النفسي، عبد الله العصيمي، إن الاكتئاب الظرفي الذي يُسمَّى أيضاً “الاكتئاب التفاعلي أو “الاكتئاب الخارجي المنشأ”، غالباً ما يرتبط بأسباب اجتماعية على نحو أساسي، ويحدث إثر صدمات أو ضغوط نفسية. وإليك بعض الحوادث التي قد تسبب حدوث هذا النوع من الاكتئاب:

  • التغيرات الظرفية مثل التقاعد أو الذهاب إلى المدرسة أو إنجاب طفل.
  • فقدان عزيز أو أحد أفراد العائلة.
  • الطلاق.
  • مشكلات العلاقة الزوجية.
  • تغيير مكان السكن.
  • المشكلات المالية أو فقدان الوظيفة.
  • المرض.
  • العمل غير المستقر.
  • الوضع المعيشي المضطرب.
  • الكوارث الطبيعية.
  • الحوادث الخطِرة.
  • القضايا الاجتماعية في المنزل أو المدرسة أو العمل.

وجدير  بالذكر إن ثمة عواملَ معينة قد تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب الظرفي؛ مثل وجود حالة صحية نفسية، أو الإجهاد والصدمات في مرحلة الطفولة، أو التعرض إلى صدمات أو ضغوط متعددة في الوقت نفسه، أو التاريخ العائلي من الاكتئاب.

اقرأ أيضاً: ما هو الاكتئاب الحاد؟ ولماذا عليك الحذر من علاماته؟

كيف يمكن تشخيص هذا النوع من الاكتئاب؟

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية بنسخته الخامسة؛ يكون الشخص مصاباً بالاكتئاب الظرفي في الحالات التالية:

  • ظهور أعراض عاطفية أو سلوكية خلال 3 أشهر من وقوع حادث مرهق.
  • شعوره بضغط أكبر من المعتاد بعد وقوع ذاك الحادث.
  • معاناته مشكلات خطِرة في العلاقات الشخصية أو العمل أو المدرسة ناتجة من التوتر الشديد.
  • معاناته أعراض الاكتئاب غير الناتجة من اضطراب آخر في الصحة النفسية.

اقرأ أيضاً: كيف أتخلص من الاكتئاب المبتسم؟

ما طرائق العلاج المتاحة؟

ينبغي التحدث إلى الطبيب حتى يتمكن من تحديد ما إذا كنت تعاني الاكتئاب الظرفي أو لا. ولحسن الحظ، يمكن أن تساعد علاجات متنوعة وفعالة على إدارة هذا النوع من الاكتئاب. عموماً، غالباً ما يُتعامَل مع الحالات الخفيفة من خلال الرعاية الذاتية وبعض استراتيجيات المواجهة؛ في حين تتطلب الحالات الأكثر خطورة علاجاً ودعماً متخصصَين مثل العلاج النفسي أو الدوائي أو كليهما.

ويشمل العلاج النفسي استخدام العلاج المعرفي السلوكي، وهو علاج فعال للاكتئاب يساعد على استبدال أنماط أكثر تأقلماً بأنماط التفكير السلبية، ناهيك بأنه يساعد الأشخاص على تطوير قدرة أفضل على التكيف مع التوتر وتعزيز آليات التأقلم والمرونة؛ ما يساعد على التعامل مع التحديات المستقبلية وربما تجنب الانتكاسات ونوبات الاكتئاب الظرفي المستقبلية.

اقرأ أيضاً: ما العادات التي قد تساعدك على الوقاية من الاكتئاب؟

في حين يشمل العلاج الدوائي أدوية مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق؛ ونذكر منها: مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية مثل سيرترالين (Sertraline) وسيتالوبرام (Citalopram). علاوة على ذلك، يمكن التعامل مع الاكتئاب الظرفي من خلال التغيير في نمط الحياة، وذلك عن طريق اتباع ما يلي:

  • المحافظة على نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة على نحو منتظم.
  • تأسيس عادات نوم صحية.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة والاسترخاء.
  • الانضمام إلى مجموعة دعم، سواء أكانت في المجتمع الفعلي أم عبر الإنترنت.
  • ممارسة هواية جديدة أو نشاط ترفيهي.
  • التحدث إلى الأصدقاء والعائلة.

في بعض الحالات، يختفي الاكتئاب الظرفي من تلقاء نفسه مع مرور الوقت؛ إذ يكون الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات جيدة في التأقلم والمرونة أكثر عرضة إلى التعافي الذاتي من خلال الرعاية الذاتية والدعم الاجتماعي المناسبَين.