ملخص: هل تعودت على التضحية باحتياجاتك الشخصية ورغباتك إرضاء لشريك حياتك؟ لا تعتقد أنك تحسن صنعاً. إذا كنت تمارس هذا السلوك فعليك أن تدرك أن محبّة الشريك لا تعني بالضرورة إهمال نفسك واحتياجاتك الشخصية، إضافة إلى أن الإيثار الذي تتحلى به يجب ألّا يقودك إلى التضحية برغباتك الشخصية. يعود هذا السلوك في معظم الأحيان إلى التربية التي تلقاها الطفل من أبوين غير متاحين عاطفياً، كانا يدفعانك إلى تلبية احتياجات البالغين على حساب احتياجاتك الشخصية. عليك إذاً أن تستعيد التوازن المطلوب بين تكريس نفسك لشريك حياتك والعناية بذاتك. في هذا السياق تنصح المختصة في علاج الأزواج، فيرونيك كون، باتباع الخطوات التالية: 1) الاعتراف أولاً بأنك تنسى نفسك. 2) تحليل مشاعرك وتحديد احتياجاتك بانتظام. 3) تجنّب الاعتماد الكامل على الآخر. 4) التغلب على الخوف من الهجر أو الحرمان من الحب. 5) إعادة الارتباط بالموارد النفسية الشخصية.
محتويات المقال
من السهل في العلاقات العاطفية والزوجية أن تنساق وراء انتظارات شريكك واحتياجاته إلى درجة أنك قد تنسى نفسك، علماً أن تجاهل رغباتك الشخصية قد يدفعك إلى خسارة نفسك، والإضرار بعلاقتك على المدى الطويل.
تقول الخبيرة النفسية المختصة في العلاقات العاطفية، فيرونيك كون (Véronique Kohn)، في مقابلة مع مجلة جورنال دي فام (Journal des Femmes) الفرنسية: "أنْ تحبّ شريكك مثلما تحبّ نفسك قاعدة أساسية، لكن إذا نسيت احتياجاتك الشخصية فإنك تخاطر بخسارة نفسك، ومن ثمّ الإضرار بالعلاقة التي تربطك بهذا الشريك". كيف تجد إذاً التوازن المطلوب بين تكريس نفسك لشريك حياتك واحترام ذاتك؟ إليك بعض الحلول التي تجنّبك نسيان نفسك في علاقتك العاطفية.
الإيثار قد يؤدي إلى التضحية بالاحتياجات الشخصية
يميل بعض الأشخاص إلى تنحية أنفسهم وإهمالها في علاقاتهم العاطفية أو الزوجية، وهذا هو حال الأشخاص الذين يؤثرون شركاءهم على ذواتهم، إذ يميلون إلى تقديم كلّ ما لديهم منذ البداية دون أن يدركوا ذلك. فيضحّون باحتياجاتهم ورغباتهم في معظم الأحيان دون انتظار المقابل، لكنهم يشعرون بمرور السنوات بالإحباط وانعدام التوازن في علاقاتهم.
يمكن أن يكون هذا السلوك نابعاً لدى بعض الأشخاص من صدمات الطفولة، بسبب آباء وأمهات لم يكونوا متاحين عاطفياً، أو ربّوا أطفالهم على تلبية احتياجات البالغين وتجاهل احتياجاتهم الشخصية.
لماذا قد تكرس ذاتك لخدمة الطرف الآخر؟
الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس عرضة أيضاً إلى تكريس أنفسهم لخدمة الآخر من أجل تبديد خوفهم من عدم الحصول على محبّة الآخرين أو شعورهم بعدم استحقاق هذا الحب. كما يدفعهم غياب الوعي بقيمتهم الشخصية إلى التكيف الزائد مع احتياجات شركائهم ورغباتهم.
كيف تتجنّب نسيان نفسك في علاقتك العاطفية؟
الخطوة الأولى في طريق التغيير هي أن ندرك أننا ننسى أنفسنا. قد يبدو هذا المطلب بسيطاً، لكن في الواقع يجد الكثيرون صعوبة في الاعتراف بهذا النمط السلوكي بسبب الخوف من فقدان شركائهم في الغالب. لذا؛ فإن تحليل مشاعرك بانتظام وتحديد احتياجاتك ضروريان للبدء باستعادة التوازن في العلاقة. كما يجب أن تتحقق عملية الوعي الذاتي هذه من خلال التغلب على المخاوف الشخصية مثل الخوف من عدم إرضاء الآخرين أو إظهار الأنانية أو التعرّض إلى الهجر.
للتخلص من هذه المشكلة، من المهم أن تتجنّب الاعتماد على الآخر كي تتمكن من "إصلاح" نفسك وسدّ جوانب القصور في شخصيتك. فوحده العمل على الذات يسمح لك باستعادة التوافق الشخصي. علاوة على أن تعزيز الأمل في بناء علاقة أكثر تناغماً وإرضاءً يتطلب إعادة الارتباط بالموارد النفسية الشخصية. لذا؛ تخلُص فيرونيك كون إلى أن "عدم نسيان الذات يعني تحقيق التناغم مع الشريك والتألق الشخصي" في الوقت نفسه.
اقرأ أيضاً: بالأيام وعدد الرسائل: إليك متوسط المدة التي تستغرقها مشاعر الحب لتنضج