ما الاستقلال النفسي؟ وكيف تحققه لتنعم بالراحة النفسية

2 دقيقة
الاستقلالية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الاستقلالية صفة دالّة على النّضج العاطفي والنّفسي. يؤدي ضعف الاستقلالية إلى الإفراط في الاعتماد على الآخرين والتعلّق بهم؛ لكنّه يعكس أيضاً نقصاً في مقومات الصحّة النفسية. وفقاً لعالمة النفس كارول ريف؛ فإن الاستقلالية تمثّل مقوماً من مقومات الصحّة النفسية. هذا المقال يقدّم لك 3 نصائح ثمينة تساعدك على تعزيز استقلاليتك، وإليك التفاصيل.

إذا أردنا الاعتناء بصحّتنا النفسية، من المهم أن نتساءل عن علاقاتنا بالآخرين وأن نركّز على مدى استقلاليّتنا في التفكير واتّخاذ القرارات.

نشر موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) مقالاً حول أبحاث عالمة النفس الأميركية كارول ريف (Carol Ryff) التي اشتهرت بمفهوم مقياس الصحّة النفسية. ينقسم هذا المفهوم وفقاً لهذا المقياس إلى 6 أبعاد: تقبّل الذات والتطوير الذاتي والغاية من الحياة والتحكّم في المحيط والعلاقات الإيجابية مع الآخر ثم الاستقلالية.

تُعدّ الاستقلالية إذاً أحد الأبعاد الستة الأساسية التي تسمح بتعزيز الصحّة النفسية والحفاظ عليها. تعني الاستقلالية القدرة على التمتّع بالحرية في ضبط العواطف والقرارات الشخصية. إنها تمثّل بعبارة أخرى مستوى ثقتنا في آرائنا مقابل آراء الآخرين. إليك إذاً مجموعة من النصائح التي تساعدك على تطوير استقلاليتك وتعزيز شعورك بالأمان العاطفي.

أسئلة تساعدك في تقييم مستوى استقلاليتك

إذا أردت تقييم مستوى استقلاليتك، يكفي أن تلاحظ سلوكك في مناحي حياتك المختلفة، سواء الشخصية أو المهنية أو الاجتماعية. هل تتصرّف بعفوية؟ هل تتأثّر بسهولة بنصائح من حولك أو نصائح رؤسائك؟ هل تواظب على فعل أمور معينة لا تعجبك بحكم العادة أم تفعلها لأنّ الآخرين يطلبون منك ذلك؟ هل تخشى مخالفة الآخرين؟

يساعدك طرح الأسئلة المناسبة على إدراك بعض الأنماط المتكرّرة وتصوّر الحلول للتخلّص منها.

الهدف من الاستقلالية هو الشعور بالأمان عند التفكير أو التعبير عن الآراء. لذا؛ لا بد لك من البحث عن التوازن المطلوب بينها وبين الاعتماد المتبادل في دوائر علاقاتك كلّها؛ لأنّ الاستقلالية لا تعني الانفصال عن العالم الذي يحيط بك والضّروري لحياتك. يؤدّي الإفراط في الإذعان إلى الآخرين إلى موقف غير متوازن يجعلك تعتقد أنك تُرضي أكبر عدد ممكن من الناس ثم ينتهي بك الأمر إلى شعور عميق بالوحدة. وعندما تكبت أفكارك أو رغباتك الشخصية فهذا يعني أنّك لا تسلك النهج المناسب لك.

كيف تنال استقلاليتك النّفسية؟

  • تعلّم التعبير عن رأيك: من الممكن أخذ رأيك بعين الاعتبار حتّى إن بدا مخالفاً لآراء مخاطَبيك. نفضّل أحياناً بسبب الخوف أو الخجل أن نساير الآخرين ونكتم آراءنا؛ وهذا ما قد يقودنا إلى موقف غير صحّي يقوّض احترامنا لذواتنا. تدرّب إذاً بانتظام على التعبير عن آرائك بجرأة. إذا كنت تميل إلى الانسياق وراء آراء الآخرين وقبول اقتراحاتهم، سواء تعلّق الأمر باختيار مطعم لتناول الغداء أو مكان لقضاء الإجازة على سبيل المثال، فإنك ستفاجئ من حولك إذا غيّرت نهجك. لا تتردّد إذاً في إخبارهم بهذا القرار؛ لأنهم إذا فهموا أنك تبحث عن نيل استقلاليتك فقد يدعمونك بمرافقتك في هذا التغيير الذي تسعى إليه.
  • حدّد الأماكن والمواقف التي تفقد فيها استقلاليتك: تكرار بعض المواقف في حياتك قد يقودك إلى مراجعة أسس بعض علاقاتك. على سبيل المثال؛ قد لا تتمكّن في بعض دوائر علاقاتك الاجتماعية مع الأصدقاء أو الزملاء من الحفاظ على أصالتك والتعبير عن آرائك. وقد يدفعك حضور بعض الأشخاص إلى الشعور بالإحراج. لذا؛ من الضروري أن تحدّد قائمة المواقف أو الأشخاص الذين تشعر معهم بالحرية.
  • اختر البيئات الإيجابية المشجّعة على الاستقلالية: بمجرّد تحديد هذه البيئات حاول أن توظّفها لصالحك.  البيئة المشجّعة على الاستقلالية مكان تشعر فيه أنك مشارك في التفكير وحلّ المشكلات وصناعة القرارات. صوتك مسموع في هذا المكان وأفكارك وآراؤك الحقيقية وليس المزيفة تحظى فيه بالتقدير.

يمكنك إذاً أن تركّز على البيئات الإيجابية مع العمل على تعديل أسلوب تعبيرك في بعض المواقف أو طريقة تواصلك مع بعض الأشخاص. يتطلّب تغيير مستوى استقلاليتك بعض الوقت؛ لكن الهدف من هذا التغيير هو التمكّن من تحديد التوازن المطلوب بين الاستقلالية والاعتماد المناسب على الآخرين وهذا أمر يختلف وفقاً للأشخاص والحسّ الذي يتمتعون به.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي