ملخص: التسويف وتأجيل عمل اليوم إلى الغد عادة سيئة يعانيها أغلب الناس، ويدفعون مقابلها أحياناً ثمناً باهظاً في الحياة الشخصية أو المهنية. هناك حلول وأساليب مختلفة تساعد على التخلص من هذه العادة، لكن إذا كان سبب التسويف هو التهرّب من إنجاز المهام الشاقة والمزعجة فثمة نهج يركز على الجمع بين المتعة والفائدة. إليك التفاصيل.
محتويات المقال
هل تنجز مهامك في الوقت والساعة المطلوبين أم تميل إلى تأجيلها حتّى اليوم التالي؟ بعبارة أوضح: هل تستسلم بسهولة للتسويف؟
قد تكون هناك أسباب عديدة وراء تأجيل أداء مهمة معينة، مثل وجود مهام أخرى أهمّ أو عدم توفّر الوقت الكافي لإنجازها، أو بسبب مشاعر القلق التي تسيطر عليك بمجرّد البدء بها أو نتيجة كسلك. لكن مهما كان السبب فقد يكون نهج "تجميع الإغراءات" (temptation bundling) هو ما ينقصك لتنظيم أمورك، ولا سيّما إذا كنت قد سئمت فعلاً لعنة التسويف.
تعرف إلى مبادئ نهج "تجميع الإغراءات"
يقول الطبيب النفسي أنطوان بيليسولو (Antoine Pelissolo): "يفضل نحو نصف الناس التخلّص الفوري من المهام الشاقة للشعور بالارتياح والتفرّغ للأنشطة الممتعة، بينما يفضل الآخرون الحلّ المعاكس: البدء بالأنشطة الممتعة ثم الانتهاء بالمهام المزعجة". وهذه الفئة الثانية من الناس هي التي تميل إلى التسويف، ولكن ماذا لو كانت مقولة "الجمع بين المتعة والفائدة" هل الحلّ للقضاء على التسويف؟
هذا على وجه التحديد هو الهدف من نهج "تجميع الإغراءات"، الذي يرتكز على عدم الاستسلام لإغراء المشتّتات إلا إذا اقترنت بمهمة أخرى ننجزها. وفقاً لهذا المبدأ فليس من حقك مثلاً أن تشاهد مسلسلك التلفزيوني المفضّل إلا في أثناء تمرينك الرياضي، ولا يمكنك الاستماع إلى مدونتك الصوتية المفضلة إلا إذا كنت تغسل الأواني في الوقت نفسه.
تقول مؤلفة كتاب "كيف تتغير؟" (How To Change) كاتي ميلكمان (Katy Milkman) في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost): "يمكننا التركيز على جاذبية نشاط يتميّز بتحقيق إشباع فوري، لكنه قد لا يكون نشاطاً مهماً بالنسبة إلينا، للاقتناع بإنجاز نشاط آخر أهمّ، لكنّه يوفر إشباعاً لاحقاً". سيدفعك التفكير بهذه الطريقة إلى الرغبة في إنجاز أعمالك المنزلية مثلاً دون الشعور بالذنب بسبب استمتاعك ببعض الأنشطة الترفيهية.
ما أسباب التسويف؟
بعيداً عن حيل التغلّب على التسويف مثل نهج تجميع الإغراءات أو نهج بومودورو فإنّ الأهم هو فهم أسباب هذا السلوك لتفكيك بعض آلياتك النفسية التي تدفعك إليه. أول سبب من أسباب التسويف هو القلق وفقاً لأنطوان بيليسولو. يوضح ذلك قائلاً: "إن تأجيل مهمة ما يعادل سلوك التجنّب الذي يزيل مؤقتاً الشعور بالقلق المصاحب لهذه المهمة".
من بين سمات الشخص المسوّف التي يذكرها الطبيب النفسي أيضاً غياب التقدير الذاتي والسعي إلى الكمال. يؤكد ذلك قائلاً: "التسابق نحو الكمال يمنعنا من التصرّف، ويمكن أن يولّد هو أيضاً التسويف، فدون أن ندرك نفضّل ألّا نحاول إنجاز المهمة بدلاً من أن نحاول إنجازها ونفشل في ذلك". كما أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تقدير الوقت أو يستهينون بقيمته، سرعان ما يستسلمون إلى الإرباك والإرهاق بسبب مبالغتهم في تجاوز قدراتهم لإنجاز هذه المهام.
اقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من عادة التسويف؟