ملخص: قد يكبّل كلّ من حسرات الماضي والندم الإنسان محوّلاً حياته إلى جحيم نفسي لا يُطاق، فالندم شعور يذكّر صاحبه بإخفاقات الماضي وينغّص عليه مُتع الحاضر. وغالباً ما يرتبط الندم بصنفين يتأسسان على عبارتَيّ "ماذا لو؟" أو "لم يكن عليّ". لمواجهة هذا الشعور المدمّر، تقدم لك الكاتبة المتخصصة في الصحة النفسية توني بيرنار في هذا المقال بعض النصائح الثمينة.
لا مجال للندم. إذا كنت تشعر أن حسرات الندم تؤثر في قدرتك على عيش حياة مطمئنة في الحاضر، فما عليك إلا أن تتّبع نصائح المغنية الفرنسية إيديت بياف وتمحو ذكرياتك كما جاء في أغنيتها الشهيرة "لست نادمة على شيء".
تجنّب اجترار حسرات الندم
يمكن أن نتعايش مع حسرات الندم التي نحملها مع أحلامنا ومتعنا اليومية تماماً مثلما نتعايش مع مرور الزمن دون أن يوقفنا ذلك عن التقدّم. ينطوي الندم على مجموعة من الأحلام والرغبات والآمال التي خابت في حيواتنا. إذا فكرنا فيها كثيراً فإننا نجترّ أفكاراً سلبية قد تؤثر باستمرار في قدرتنا على الشعور بالراحة النفسية في الأشياء البسيطة التي نتعامل معها في الحياة اليومية.
حسراتنا جزء من الماضي، وعندما تسطير علينا فقد تتحول إلى حنين. والحنين يذكّرك بما لا يمكن أن يعود ويسجنك في الماضي. من المفيد التذكير بأن الماضي والمستقبل لا وجود لهما، وأن الأهمّ هو لحظة الحاضر. ومن المؤكد أيضاً أن الحاضر يهيمن على عواطفنا وأفعالنا ويحدّد من ثمّ مستقبلنا. لذلك؛ تصنف الكاتبة المتخصصة في الصحة النفسية توني بيرنارد (Toni bernhard) الندم إلى صنفين وفقاً لما أورده موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today):
ندمُ سؤال "ماذا لو؟"
يتعلق الندم هنا بالأمور التي كنّا نحلم بها ولم ننجح في تحقيقها. يولّد استحضارها معاناة وعاطفة سلبية لأن سؤال "ماذا لو؟" يمثل عائقاً أمام بلوغ السعادة؛ بل يشكل أحياناً مبرراً للإحجام عن تذوقها لأنه لا يؤدي في أغلب الأحيان إلى الاقتناع بأن "الوقت قد فات الآن"، مع العلم أن السعادة لا يمكن أن تكون موضوع ندم لأنها تظل ممكنة باستمرار. لا يمكننا إذاً أن نختبئ وراء الندم على القرارات التي لم نتخذها أو المسارات التي لم نسلكها.
ندم عبارة "لم يكن عليّ فعل ذلك"
هذا النوع من التحسر والندم يحدث بعد فعل أو سلوك معين حيث نشعر بعاطفة سلبية بعد تصرفاتنا. هذا يعني أن نتائج ذلك الفعل أو السلوك هي التي تُشعرنا بالانزعاج. من المهم مواجهة هذا الندم وتلك العاطفة المرتبطة به للتخلص منه بسرعة؛ حيث يمكننا استحضار الماضي لكن فقط لاستخلاص الدروس والاستفادة منها في المستقبل. لذا؛ ينبغي لك أن تصفح عن نفسك.
كيف تحول الندم إلى خطة عمل إيجابية؟
تختلف مواقفنا تجاه مشاعر الندم التي نحس بها في الحياة؛ حيث يلوم بعض الناس أنفسهم أو يتعرضون إلى الانهيار بينما يتقبّل آخرون هذه المشاعر ويحلّلونها ويوظفونها للسير في الاتجاه الصحيح أي اتجاه الخير.
حدد قائمة رغباتك
من الممكن أن تجدد نظرتك إلى الحياة كل يوم من خلال تدوين الأمور التي تندم عليها في قائمة والأمور التي تحبّ إنجازها في قائمة أخرى. إن إنجاز أشياء صغيرة وبسيطة في بعض الأحيان مثل العودة إلى ممارسة الرياضة أو تدليل نفسك بقراءة كتاب جميل أو تخصيص بعض الوقت لنفسك ببساطة يمكن أن يجلب لك الكثير من المتعة.
وإذا كانت مشاعر الندم تثقلك أحياناً بعبء نفسي هائل فإن تلك الممارسات البسيطة يمكن أن تولد لديك شعوراً فورياً وقوياً بالراحة النفسية. لهذا؛ عليك أن تحدّد لنفسك أهدافاً مثل تحقيق رغبة واحد في اليوم من بين رغبات القائمة التي دوّنتها. هكذا ستستعيد راحتك النفسية وستحوّل حسراتك ومشاعر ندمك إلى ذكريات لا تحتفظ منها إلا بما هو إيجابي.
اقرأ أيضاً: كيف يصبح الندم على قرارات الماضي وسيلة لاتخاذ قرارات مستقبلية أفضل؟