ملخص: "ماذا لو" عبارة كثيراً ما نكررها ونشعر أننا يمكن أن نغير العالم من خلالها، ونسمع كثيراً أيضاً أن علينا عدم استخدامها وعدم التفكير في كيف كان للأمور أن تسير على نحو مختلف، تجنباً للندم، لكن هل هذا صحيح؟
على الرغم من الحزن والندم اللذين قد يتبعان هذه العبارة فإنها قد تكون مفيدة لنا، وهذا ما يسمى "الاستدلال بالواقع المضاد".
ما هو الاستدلال بالواقع المضاد؟
سبق لك أن مررت غالباً بحالة التفكير في الواقع المضاد أو الاستدلال بالواقع المضاد، وتوضح المختصة النفسية إيفا كروكو (Eva M. Krockow) على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) أن علماء النفس يستخدمون هذا التعبير للإشارة إلى المحاولات البشرية للنظر في كيف يمكن للأمور أن تسير على نحو مختلف، وتقول: "يتمحور الأمر حول تخيل سيناريوهات افتراضية وبديلة، مختلفة عما حدث بالفعل".
هناك 3 أنواع من الاستدلال بالواقع المضاد:
- الاستدلال الصاعد أو النازل: هو الاستدلال الذي يتصور سيناريو أسوأ أو أفضل مقارنة بما حدث.
- الاستدلال بالحذف أو الإضافة: يحدث هذا عندما تضيف أو تحذف سلوكاً معيناً كان من الممكن أن يؤدي إلى نتيجة مختلفة.
- الاستدلال بالذات أو الآخرين: عندما تتولد هذه الأفكار حول تصرفاتنا الشخصية أو تصرفات الآخرين.
كيف يساعدك الاستدلال بالواقع المضاد على اتخاذ قرارات أفضل؟
لا شك في أن للاستدلال بالواقع المضاد عواقب سلبية على الصحة النفسية. تقول المختصة النفسية نيكوليت لينزا (Nicholette Leanza) لموقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "إذا كنت تفكر باستمرار فيما كان يمكن أن يحدث، فإنك قد تعاني اجترار الأفكار والندم، الأمر الذي سيبقيك عالقاً في الماضي ويمنعك من عيش الحاضر".
في بعض الحالات، قد يصل التفكير في الواقع المضاد إلى حد القلق، ويمكن أن يشغل الذهن بالكامل ويستنزف الطاقة، لكنه مفيد أيضاً، إذ تقول لينزا: "يمكن أن يساعدنا ذلك على التعلم من أخطائنا واتخاذ قرارات أفضل في المستقبل من خلال توقع النتائج المحتملة لقرارات أكثر استنارة".
وتقول إيفا كروكو إن تصور سيناريوهات أفضل هو في بعض الأحيان وسيلة لتحديد هدف واتخاذ قرارات بناء على هذه الفرضيات الأكثر إيجابية. ومن ناحية أخرى، عندما نتخيل الأسوأ، فإن الاستدلال بالواقع المضاد يجلب لنا الراحة العاطفية. أخيراً، في حالة الاستدلال بالواقع المضاد من خلال الحذف أو الإضافة، يمكننا أن نتخيل سيناريو مستقبلياً ننفذ فيه ما كان يمكن أن يغير مسار الأحداث الماضية جذرياً، ما يقودنا لاتخاذ قرارات أفضل وتجنب تكرار الأخطاء ذاتها.