ملخص: السيطرة على الألم وتخفيف الأوجاع هما الهدف الأساسي لأي صورة من صور العلاج. لكن ماذا لو كان بإمكان المريض أن يخفف آلامه بنفسه؟ هذا ما يتيحه علاج الارتجاع البيولوجي الذي يعلّم المرضى كيفية التحكّم في أوجاعهم، وإليك التفاصيل.
الارتجاع البيولوجي علاج يعتمد على علم النفس الفيزيولوجي الذي يدرس العلاقة بين نشاط الدماغ والوظائف الفيزيولوجية. يبدأ هذا العلاج أولاً بطريقة تأثير الأفكار في الجسم، والمثال الأساسي لذلك هو نبضات القلب التي قد تتأثر كثيراً بعواطفنا. يرتكز الارتجاع البيولوجي على مبدأ إعادة التأهيل للسيطرة على ظواهر فيزيولوجية ومؤلمة مثل الصداع النصفي وحالات الأرق وغيرها. يفيد مفهوم الارتجاع البيولوجي حرفياً معنى "الردّ" البيولوجي؛ أي ذلك النهج الذي يركز على التفاعلات بين الجسم والعقل للحصول على بيانات حول وظيفة بيولوجية تبدو كأنها تنشط بنمط لا واعٍ.
يتطلب علاج الارتجاع البيولوجي عدة جلسات ضرورية لتخفيف آلام المريض بعمق، ويهدف إلى السيطرة على بعض الآلام بفضل هذا "الردّ" الذي يُنشّط كهربائياً بوساطة جهاز مخصّص لذلك. ما زال هذا العلاج محدود الانتشار في العديد من البلدان؛ بينما بدأ علاج قريب منه يُسمّى "الارتجاع البيولوجي العصبي" يحظى ببعض الشهرة.
يُنصح بالارتجاع البيولوجي العصبي لعلاج الاضطرابات العقلية والعصبية مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؛ في حين يتزايد استخدام نهج الارتجاع البيولوجي لعلاج عدّة أمراض مثل الصّداع النصفي واضطرابات النوم وصداع التوتر والإمساك والألم العضلي الليفي وإعادة تأهيل الشّرج والعِجان، والقلق إلى غير ذلك.
كيف تدور جلسة الارتجاع البيولوجي؟
يعتمد علاج الارتجاع البيولوجي على جهاز ينشّط الوظائف النفسية الفيزيولوجية للجسم ويقيسها. تستمر جلسة العلاج ساعة تقريباً. يساعدك المعالج على اتخاذ وضعية مناسبة ثم يضع أقطاباً كهربائية في مناطق أساسية من جسمك لها علاقة بالمشكلة الصحية التي تعانيها ثم يأخذ منها بعض المعلومات، ولا سيّما تلك المرتبطة بالنشاط الكهربائي للدماغ. تهدف هذه الجلسات إلى اختبار وضعيات أو حركات معينة للتحقّق من تأثيرها الفوري في الدماغ.
تعلّم السيطرة الذاتية على الألم
وفقاً لدليل إم إس دي الإرشادي لمهنيي الصحة (MSD)؛ فإن الأدلة على فعالية هذا العلاج غير متوفرة في الوقت الحالي لتقديم نصائح واضحة؛ لكن الشهادات الإيجابية تتزايد لصالح هذا النهج الذي له ميزة فريدة: يقترح علاج الارتجاع البيولوجي تعليم المرضى كيفية السيطرة على الظواهر الفيزيولوجية اللاواعية التي تولّد الشعور بالألم سواء كانت نفسية أو عضوية. إنه نهج يشجع على السيطرة الذاتية للأفراد على حالاتهم الصحية العضوية أو العقلية أو العاطفية في إطار محاربة بعض الأوجاع والآلام.
اقرأ أيضاً: