ملخص: خلص فريق من الباحثين إلى أن شعور المرء بالرضا الجنسي لا يعتمد بالضرورة على الشريك؛ إذ يمكن أن يرتبط بشخصيته ونمط التعلق لديه.
محتويات المقال
وفي عام 2021، أجرت المؤسسة الفرنسية للرأي العام (Ifop) استبانةً على مستوى أوروبا لصالح شركة ذا بوكين (The Poken)، أظهرت أن 18% من النساء غير راضيات عن حيواتهنّ الجنسية، وأن 10% غير راضيات على الإطلاق؛ لكن ما أسباب انعدام الرضا الجنسي؟ في حين أن للتربية الجنسية ومعايير المظهر والأداء الجنسي التي يفرضها المجتمع دوراً في هذا الموضوع، فقد أظهرت دراسة جديدة تأثير عامل آخر في الشعور بالرضا الجنسي؛ وهو نمط التعلق.
وركز باحثون من جامعة كيبيك (University of Quebec) في دراستهم التي نُشرت في دورية "مجلة أبحاث الجنس" (The Journal of Sex Research)، على العلاقة بين التعلق العاطفي والدوافع الجنسية والمشكلات الجنسية لدى البالغين الشباب.
ما علاقة سوء المعاملة في الطفولة بالرضا الجنسي؟
جمع الباحثون 437 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً ممن كان لديهم شريك جنسي خلال الأشهر الستة الماضية، وأجابوا عن مجموعة متنوعة من الأسئلة حول خصائصهم الديموغرافية، وأنماط التعلق العاطفي لديهم، ودوافعهم الجنسية والمشكلات الجنسية التي يعانونها، والحالات التي تعرضوا فيها للإيذاء على يد أحد المقربين خلال مرحلة الطفولة.
وأظهرت النتائج أن نمطَيّ التعلق القلِق والمتجنِّب يولدان حالة من عدم الأمان تؤثر على نحو مباشر في تحديد الدافع الجنسي، وتقول الدراسة: "إنه دافع مميز يحدد شكل تجربة المرء الجنسية؛ ومن ثَم مدى شعوره بالرضا". ووفقاً لما جاء في موقع "ساي بوست" (PsyPost):" أفاد الأشخاص ذوو نمط التعلق القلِق غالباً بأنهم يمارسون العلاقة الحميمية مع الشريك للحصول على استحسانه وإثبات الذات أمامه وإثبات استعدادهم للتكيف". وترجع رغبتهم في الحصول على استحسان الشريك إلى المشكلات الجنسية التي يعانونها.
ما هو مقدار الأذى في الطفولة الذي يسبب مشكلات جنسية؟
بالإضافة إلى نمط التعلق، وجد الباحثون أنه كلما ازداد مقدار الأذى الذي تعرض له المرء في الطفولة ازدادت مشكلاته الجنسية. وبالنسبة إلى الأشخاص ذوي نمط التعلق القلِق، ارتبط العنف وسوء المعاملة في أثناء الطفولة بصعوبة ترطيب المهبل أو مشكلات الانتصاب، أما بالنسبة إلى ذوي نمط التعلق المتجنِّب، فظهر أنهم يعانون ضعف الإثارة وصعوبة الوصول إلى النشوة.
أخيراً، إذا كان الرضا الجنسي يعتمد على العديد من العوامل، فيبدو وفقاً لهذه الدراسة أن لنمط التعلق والمعاملة التي تلقاها المرء في طفولته تأثيراً كبيراً في هذا الخصوص؛ إذ من شأن هذين العاملين أن يغيرا الدوافع الجنسية لديه، ويؤثرا على نحو مباشر في مشكلاته الجنسية وشعوره بالرضا.