كيف يمكنك الإقلاع عن التدخين بالتنويم المغناطيسي؟

3 دقائق

أثبت التنويم المغناطيسي فعاليته بصورة خاصة في الإقلاع عن التدخين لكن كيف يمكن لهذه الطريقة العلاجية وقف الرغبة في السجائر؟ وهل ثمة طرق مختلفة للتنويم المغناطيسي فيما يتعلق بالإقلاع عن التدخين؟ وكيف تسير الجلسات العلاجية؟

يجيبنا عن هذه الأسئلة مختص العلاج بالتنويم المغناطيسي غوتييه فارا.

أطلقت وزارة الصحة الفرنسية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016 برنامج "شهر بدون تدخين"، الذي يهدف إلى مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين. يشير العلماء إلى أنه بعد 30 يوماً من الإقلاع عن التدخين تصبح فرص المدخن في التخلص نهائياً من إدمانه، أكبر بخمسة أضعاف.

ثمة الكثير من تطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح لك معرفة مقدار المال الذي وفرته كل يوم بسبب عدم شراء السجائر، بناءً على الكمية التي اعتدت استهلاكها قبل الإقلاع عن التدخين، فضلاً عن معرفة الزيادة في متوسط العمر المتوقع بعد الإقلاع، وهي طريقة تشجعك على الاستمرار في الامتناع عن التدخين.

أما بالنسبة للتنويم المغناطيسي، فيمتلك المختص عدداً كبيراً من الوسائل لتفكيك الروابط بين المدخن وإدمانه.

ما هي طرق التنويم المغناطيسي المستخدمة في علاج الإدمان على التدخين؟

  1. طريقة التنفير: تعتمد هذه الطريقة على ربط السجائر أو التدخين بأمور مثيرة للاشمئزاز بالنسبة إلى المدخن، وخلال جلسة مناقشة سوابق المريض، يتعرف المعالج إلى كل ما يمكن أن يثير اشمئزازه. قد ترتبط هذه المنفرات بأي من الحواس الخمس لكنها ترتبط معظم الأحيان بحاستي الشم والتذوق كالروائح التي لا يمكنه تحملها أو الأطعمة التي يكره مذاقها. ولتحقق هذه الطريقة أعلى فعالية ممكنة فإن المعالج لن يتردد في استخدام جميع المعلومات المتاحة له خلال جلسات التنويم المغناطيسي. على سبيل المثال، إذا كان الشخص المدخن يكره طعم البطيخ والمايونيز ويكره رائحة البنزين ومحلول التبييض، فقد يربط المعالج فتح علبة السجائر بالروائح التي يكرهها المدخن، ثم يربط تدخين السجائر بالطعمات التي يكرهها.
  2. طريقة تشويش الحواس: تتمحور هذه الطريقة حول تغيير نظرة المدخن إلى سلوكه، وهي تعتمد على مخيلته. على سبيل المثال يمكن للمختص أن يقترح على المريض تحت التنويم المغناطيسي تخيل سيجارة عملاقة تطارده، أي التأثير في حاسة البصر لديه، أو تخيل ضحكة بائع السجائر الصاخبة والساخرة، أي التأثير في حاسة السمع. كما يمكن للمعالج أن يقترح على المريض تخيل أنه ينفث سحابة دخانية سوداء تغطي المكان كله وتركز هذه الفكرة على حاسة البصر، لكن أيضاً يمكنه التأثير في المجال الحسي الحركي، أي ما يرتبط بعواطف المدخن، إلى درجة أنه قد يتمكن من إدراك رئتيه وكمية الدخان الهائلة التي تجتاحهما. ويمكن للمعالج اللجوء إلى تغيير إدراك الوقت لدى المريض على سبيل المثال من خلال اختصار الفاصل الزمني بين الأحداث كما في تصوير الأفلام.
  3. طريقة التغيير الداخلي بالتنويم المغناطيسي: ترتكز هذه الطريقة على ربط محفزات إشعال السيجارة لدى المريض بسلوك أكثر فائدة له. لذا تتطلب هذه الطريقة عمل قائمة شاملة قبل الجلسة تتضمن كل الأسباب التي تحفز المريض على التدخين. ومن هذه المحفزات على سبيل المثال: شرب القهوة أو سماع رنين الهاتف أو تلقي رسالة بريد إلكتروني، أو عندما يحين وقت فترة الاستراحة في العمل، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، سيكون من الضروري أن يحدد المعالج مع المريض السلوكيات التي سيستبدل بها سلوك إشعال السيجارة، وهي الخطوة الأكثر تعقيداً في معظم الأحيان خاصةً بالنسبة للشخص الذي يدخن كثيراً. ومن بعض الأمثلة على السلوكيات البديلة: شرب كوب من الماء، أو التواصل مع أحد الأصدقاء، أو لعب لعبة على الهاتف الذكي، وما إلى ذلك.

التنويم المغناطيسي طريقة ناجحة للإقلاع عن التدخين

يعد علاج الإدمان على التدخين بالتنويم المغناطيسي حالة مميزة جداً، إذ قد تكفي جلسة واحدة في بعض الأحيان ليتحرر المدخن من إدمانه، وعلى الرغم من ذلك فإنها تبقى حالات استثنائية. وترجع فعالية التنويم المغناطيسي في علاج الإدمان إلى قدرة المعالج على استخدام جميع الأدوات المتوفرة له. ويشمل ذلك على وجه الخصوص وسائل تحديد الأهداف التي تقود المريض إلى الرغبة في الإقلاع عن التدخين، وتحمله على تخيل نفسه كشخص غير مدخن خلال جلسة التنويم المغناطيسي.

إن الإقلاع عن التدخين يغير حياتك تماماً، فأنت ستوفر بذلك الكثير من المال وستكون قادراً على تذوق نكهة الطعام مجدداً وستحسن نظافة فمك ورائحته ورائحة جسمك أيضاً وستتنفس بطريقة أفضل خاصة في أثناء ممارسة الرياضة، ومن ثم ستتمتع بصحة عامة أفضل، كما أنك لن تقلق بشأن التخلص من أعقاب السجائر أو تضطر للخروج إلى الشرفة في برد الشتاء القارس. وفوق كل ذلك سيزيد متوسط عمرك المتوقع، لأن الإحصائيات أثبتت أن كل سيجارة يدخنها الفرد تفقده 11 دقيقة من حياته.

ملاحظة: استشر مختص الرعاية الصحية دائماً قبل الخضوع إلى أي علاج.

المحتوى محمي