ملخص: أظهرت دراسة نُشرت في "مجلة أبحاث السعادة"، التأثير الإيجابي الكبير للأعمال التطوعية في الصحة النفسية للفرد وحياته ككل، ولا سيما زيادة شعوره بالرضا.
أظهرت دراسة نُشرت في "مجلة أبحاث السعادة" (Journal of Happiness Studies) عام 2020، أن المشاركة في الأعمال التطوعية تعزز الصحة النفسية للأفراد وتؤثر على نحو ملحوظ في حياة كلٍ منهم. وقد خلص الباحثون القائمون على الدراسة إلى هذه النتيجة بعد أن أجروا استطلاعاً كل عامين بين عامَيّ 1996 و2014 شمل نحو 70 ألف بريطاني؛ بغية معرفة عاداتهم التطوعية وتأثيرها في صحتهم النفسية.
ممارسة الأعمال التطوعية تزيد شعورك بالرضا
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تطوعوا مرة واحدة على الأقل شهرياً كانوا يتمتعون بصحة نفسية أفضل مقارنة بأولئك لم يمارسوا الأعمال التطوعية إلا نادراً أو لم تسبق لهم ممارسته على الإطلاق. وكذلك، فإن الأشخاص الذين قالوا إن صحتهم النفسية سيئة شعروا بتحسن كبير بعد أن مارسوا الأعمال التطوعية.
تسلّط دراسات مختلفة الضوء على فوائد التطوع؛ ومنها: الشعور بوجود معنىً للحياة، ومقابلة أشخاص جدد، والتحلي بالسلوكات الإيجابية، وتبادُل المشاعر الطيبة مع الآخرين، وفعل ما هو مفيد، وزيادة الشعور بالسعادة؛ ولكن هل تزيد الأعمال التطوعية الشعور بالسعادة فعلاً، أم أن الأشخاص السعداء أصلاً هم أكثر ميلاً للتطوع؟ خلص الباحثون في الدراسة المنشورة في دورية "مجلة دراسات السعادة" إلى أن الأشخاص الذين بدؤوا بالأعمال التطوعية أصبحوا أكثر سعادة بمرور الوقت.
قد يهمّك أيضاً: لمَ نشعر بالسعادة حين نُحسن إلى الآخرين؟
كيف يعزز العمل التطوعي صحتك النفسية؟
يمكن لعوامل مختلفة أن تفسر تأثير التطوع في الصحة النفسية، فهو عمل مثمر للغاية، وحينما نساعد الآخرين يغمرنا شعور بالرضا. وكذلك، يوضح المدير المساعد في مؤسسة سيميتريكا للاستشارات البحثية (Simetrica Research Consultancy) ومؤلف الدراسة الرئيس، ريكي لوتون (Ricky Lawton) إن التطوع يساعد على تعزيز الشعور بالاتصال الاجتماعي؛ ولذلك يتيح التطوع لكبار السن مثلاً البقاء على اتصال مع الآخرين، وهو ما قد يصبح صعباً خلال عند التقاعد.
أخيراً، يمنح التطوع الفرصة لتجربة أنشطة جديدة و اكتساب مهارات مهنية جديدة، وبخاصة مهارة القيادة، والشبان مولعون بهذا النوع من الفرص.
قد يهمّك أيضاً: كيف يسهم العطاء والتضحية في تعزيز الصحة النفسية؟