إذا أردت أن تكون سعيداً فكن معطاءً

2 دقيقة
العطاء
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: العطاء للآخرين لا حدود له، فقد يكون بالمال أو الوقت أو الجهد أو التعاطف. لكنّه لا يكون مفيداً فقط لمن يتلقّاه، فالمُعطي يستفيد أيضاً من عطائه نفسياً وعضوياً. هذا ما أكّدته دراسات حديثة كشفت فوائد العطاء للصحة النفسية والعضوية. تعرّف إلى هذا الفوائد في المقال التالي.

العطاء يجعلك سعيداً. هذا الاكتشاف العلمي خبر سار. لنكتشف كيف يمكن أن يعزز سخاءك شعورك بالسعادة؟

العطاء سلوك مفيد جداً لصحتنا النفسية فعندما نتعامل مع الآخرين بسخاء تنشط مناطق المكافأة في الدماغ لتجعلنا سعداء،

وهذا يعني أن العطاء منشّط لشعور السعادة.

ربّما لاحظتَ من قبل أنك عندما تعامل الآخرين بسخاء سواء كان ذلك عطاءً بالمال في حملات التبرع أو تخصيصاً للوقت لمساعدة الآخرين فإنك تشعر براحة نفسية أكبر.

أبرزت دراسات عدّة وجود ارتباط بين العطاء والسعادة، وأظهرت أن تبرّعك بوقتك أو مالك يمكن أن يحسّن صحتك العضوية والنفسية كثيراً ويعزّز متانة علاقاتك مع الآخرين. يُظهر هذا الاكتشاف المذهل قوة التغيير الكامنة في العطاء والقادرة مثلاً على تقليل الشعور بالتوتر.

أثبت الباحثون أيضاً أن العطاء يحدّ من مستوى إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر في الدماغ. في المقابل يساعد العطاء على إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين والإندورفين التي تنشّط مشاعر المتعة وتعزّز الصحة العاطفية علاوة على الشعور بالرضا. إنه يولّد نشوة يسميها بعض علماء النفس "نشوة مقدّم الرعاية".

فوائد العطاء للصحة الجسدية

يحسّن العطاء صحتك العضوية أيضاً. فقد اهتمت دراسات عدّة بالانعكاسات العضوية للتبرّع وكشفت نتائج مذهلة من قبيل تحسين صحّة القلب وخفض مستويات الكوليسترول وتعزيز المناعة وتنظيم دورة النوم وزيادة مستويات الطاقة، بل كشفت نتائجَ مدهشة أكثر حيث تبيّن أن العطاء يقلل احتمال الوفاة.

وجدت الدكتورة ومؤلفة كتاب "العطاء للآخرين والعلاقة بين التوتر والوفيات" (Giving to Others and the Association Between Stress and Mortality) ستيفاني براون (Stephanie Brown) أن البالغين الذين حرصوا على تقديم المساعدة المادية أو الإنسانية لأحبّائهم وأصدقائهم طوال حيواتهم تمكنوا من تقليل احتمال الوفاة بنسبة 50% مقارنة بأولئك الذين أفادوا أنهم لم يكونوا أسخياء كثيراً.

العطاء يعزّز التقدير الذاتي والروابط الاجتماعية

إضافة إلى هذه الانعكاسات العضوية المذهلة يُسهم العطاء في تعزيز التقدير الذاتي من خلال الشعور بالرضا. الإحساس بأنك مفيد للآخرين يولّد لديك شعوراً ضمنياً بالفخر ويعزّز نظرتك الإيجابية إلى ذاتك. يقود هذا الشعور الأشخاص الأسخياء إلى التحرّر من مشاعر القلق الشخصية والتقرّب من الآخرين وهذا ما يعزّز روابطهم الاجتماعية. وقد اتّضح بالفعل أن مناطق الدماغ المرتبطة بسلوك الإيثار والسعادة تنشط أكثر بعد التبرّع مهما كانت طبيعته.

يساعد العطاء على بناء علاقات اجتماعية أكثر صدقاً ومتانة. إنه يمكّنك من الانفتاح على الآخرين ويتيح لك إمكانات جديدة للتواصل معهم علاوة على تعزيز صحتك النفسية سواء أكان انخراطاً في إحدى الجمعيات أو تبرعاً لإحدى المنظمات أو مساعدة لصديق. إنه وصفة مفيدة فعلاً لصحّتك وحياتك الاجتماعية.

المحتوى محمي