كيف تستعيد هدوءك عندما ينفد صبرك؟ نصائح عملية

2 دقيقة
نفاد الصبر
shutterstock.com/sun ok

إذا كان ثمة سمة شائعة في هذا العصر فغالباً ما ستكون سرعة نفاد الصبر، فالكثير من البشر لم يعد لديهم القدرة على التحمل والصبر وانتظار النتائج التي تظهر على مهل، إنما أصبحوا يميلون إلى تفضيل النتائج السريعة الفورية، وتظهر تلك السمة في مختلف المجالات من العلاقات الاجتماعية إلى الوظيفة والنجاح المهني والمادي، وأحد الدلائل المؤكِّدة لسرعة نفاد الصبر أنني أحياناً أقف في طابور الصراف الآلي بضع دقائق فأجد الواقفين يتذمرون سريعاً من الانتظار وبعضهم يغادرون الطابور متأففين، فكيف يمكن التعامل مع نفاد الصبر بسرعة؟ هذا ما سنتعرف إليه في المقال من خلال طرح حلول عملية مساعدة.

أول خطوة في علاج المشكلة الاعتراف بها وفهمها

يتهرب البعض من مشكلة نفاد الصبر عن طريق اللجوء إلى استراتيجيات تجنبهم الانتظار، مثل طلب فاتورة الطعام قبل تناوله حتى لا ينتظر بعد تناول الطعام، أو استخدام تقنيات تُجنبه الوقوف في الطوابير، لكن مهلاً، هل ذلك يحل المشكلة؟ غالباً لا؛ إذ إن تلك الاستراتيجيات ليست سوى حلول مؤقتة لا تنفي عدم القدرة على الصبر.

من الظواهر المؤكِّدة لانتشار نفاد الصبر بسرعة أنك إذا كنت موجوداً في مكان انتظار داخل بنك، على سبيل المثال، ستجد العديد من الأفراد يحدقون في هواتفهم ويمارسون التمرير على مختلف التطبيقات بلا هدف سوى إلهاء أنفسهم وتشتيت تركيزهم، لكن هذا السلوك يؤدي إلى نتائج عكسية؛ إذ كلما زاد استخدامنا للهواتف الذكية خلال أوقات الانتظار ارتفع معدل شعورنا بالتعب والملل، أي ليس لأساليب الإلهاء أي أثر إيجابي نافع، فما الطرائق المجدية الممكنة؟

اقرأ أيضاً: كيف يقودك الصبر إلى السعادة؟ تعرف إلى الدلائل الواضحة

مارس هذين الأسلوبين للتعامل مع نفاد صبرك

الحل الأول لمواجهة الاضطراب النفسي الذي يظهر في الأوقات التي تشعر فيها بنفاد صبرك هو أن تمارس اليقظة الذهنية بتركيزك على اللحظة الحالية، ومراقبة كل ما يدور حولك بوعي والاستغراق في تفاصيله، بدلاً من الهروب أو إلهاء ذهنك.

كما يمكنك أيضاً محاولة تدوين أفكارك خلال تلك اللحظات أو تركز على تنفسك وتنظمه، أو ترصد تفاصيل الأصوات المنبعثة حولك، فجميع ما سبق تمارين بسيطة تساعدك على الحد من تعجلك وتجعلك أكثر ارتباطاً باللحظة الحاضرة.

أيضاً يمكنك تجربة حل أكثر تميزاً، وهو أن تعمل على تنمية عواطفك الإيجابية تجاه الآخرين، سواء الأقارب أم الأغراب، أو حتى ربما تفكر في إعادة التفكير بمواقفك تجاه الأشخاص الذين تختلف معهم، فكل تلك الممارسات تحوّل الوقت الذي تظنه ضائعاً إلى وقت تستثمر فيه لتنمية ذاتك وتعزيز شعورك بالهدوء النفسي.

أخيراً عليك أن تعمل باستمرار على تغيير منظورك تجاه الأحداث من حولك، وتتقبل فكرة أنك لن نستطيع دائماً السيطرة على ما يحدث حولك، لكن يمكنك إلى حد كبير تعلم كيفية التعايش معه، وفي هذا السياق ينصحك المختص النفسي سلطان العصيمي قائلاً: تقبَّل محدوديتك وعدم تمكنك من السيطرة على كل شيء، فهناك أمور خارج حدودك مثل: النتائج، واختيارات الآخرين، وتغيير الماضي، وإبقاء الناس بجانبك، وحدوث مشكلات أو أزمات، والطريقة التي يشعر بها الآخرون.

اقرأ أيضاً: أيهما أفضل: الصبر على زواج غير سعيد أم الانفصال؟ هذا ما يقوله الخبراء

المحتوى محمي