ملخص: الخجل في التعبير عن الآراء على الملأ والتردّد في الدفاع عن الاختيارات الشخصية والتواري عن الأنظار سمات تميز بعض الأشخاص الذين لا يحبّون الظهور. لكن هذه السلوكيات قد تعكس في الحقيقة مشكلة أعمق بكثير تتعلّق بإحجام الفرد عن أخذ مكانته المستحقة والميل إلى استصغار نفسه. فما أسباب هذا السلوك؟ وما العبارات التي تدلّ عليه في لغتنا اليومية؟ يقدّم المقال التالي 6 عبارات يستخدمها الأشخاص الذين يرفضون أخذ المكانة المستحقّة ويفضّلون استصغار أنفسهم.
من الطبيعي أن يواجه الفرد صعوبة في فرض نفسه في مجالات معينة، لكنّ فشله الدائم في انتزاع مكانته قد يكون عقبة حقيقية. الخوف من إزعاج الآخرين وعدم الجرأة على إعلان الآراء الشخصية أو التعبير عن الرغبات والاحتياجات، سمات تميّز الأشخاص الذين يخشون احتلال مكانة كبيرة. لكن أخذ المكانة التي نستحقّها ضروري لتحقيق الثقة في النفس وبلوغ الشعور بالرفاهية.
تقول المعالجة النفسية إيمي لو (Imi Lo) في تصريح لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "يسمح ذلك للآخرين بقبولك، عندما تحتلّ مكانتك فإنك تتواصل مع الآخرين كأنك تقول لهم: أنا حاضر هنا ويجب ألّا تتجاهلوني". لكن أخذ هذه المكانة التي نستحقّها قد يتطلّب منّا الوعي بمدى ميلنا إلى استصغار أنفسنا.
6 عبارات يستخدمها الذين يستصغرون أنفسهم
تقول المعالجة النفسية بوبي بانكس (Bobbi Banks) في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام: "أخذ المكانة التي تستحقها يعني أن تنتبه إلى نفسك ووجودك، وتدرك أحاسيسك وتستخدم صوتك وتتحدث دون اعتذار، وتشعر بأنك في مكانك الطبيعي أينما كنت". إنّ تعلّم أخذ هذه المكانة ضروري كي تنجح في فرض ذاتك. إليك إذاً العبارات التي قد تستخدمها إذا كنت ممّن يرفضون أخذ مكانة مستحقّة:
- "آسف على كثرة الكلام"
- "لا بأس، هناك من يعيش أوضاعاً أصعب من وضعي"
- "لا مشكلة، لا أهتمّ"
- "أنا أبالغ، لا تكترث لي"
- "لا تقلق عليّ" أو "تجاهلْني"
- "آسف على المبالغة، من الصعب التعامل معي".
ما الأسباب وراء استصغار النفس؟
توضّح بانكس ذلك: "لقد نشأ الكثيرون منّا على التزام الصمت أو استصغار أنفسهم". الخوف من أخذ المكانة المستحقة قد يكون نتيجة التربية أو صدمة ما أو قد يكون أسلوبَ مقاومة وتكيّف. على سبيل المثال يشجّع المجتمع البنات والنساء على عدم أخذ مكانة كبيرة في الفضاء العام. هذا السلوك قد تكون له أسباب أخرى مثل عدم الاستقرار العاطفي للوالدين والنزعة الأبوية التي تمنح مكانة أكبر للوالدين أكثر من الأطفال وفقاً لما أشارت المعالجة النفسية إليه إيمي لو.
كما أن الآباء الأنانيين أو غير المتاحين عاطفياً يمكن أن يشجعوا بوعي أو دون وعي على نمو هذا النوع من السلوك. تؤكد المعالجة النفسية في النهاية ما يلي: "إذا تجاهلك والداك أو أهملاك في الماضي فقد تفهم من ذلك أنك شخص غير مهم ولا تستحقّ مكانة في هذا العالم".
اقرأ أيضاً: