احذر هذه العادة الشائعة عند استخدام الهواتف الذكية حتى لا تضر بقدراتك المعرفية

2 دقيقة
استخدام الهواتف الذكية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

أصبحت الهواتف الذكية أدوات ضرورية؛ لكن دراسة أوردتها المجلة الفرنسية الدماغ والنفسية (Cerveau&Psycho) كشفت أن طريقة استخدامنا لهذه الأجهزة قد تضرّ بأدمغتنا، فالتحقق المستمر من الرسائل وحده قد يكون كافياً للتسبب في حدوث إخفاقات معرفية يومية.

عادة ما ننتقد الاستخدام المفرط للهواتف الذكية بسبب مشكلات صحية نفسية عديدة. ومع ذلك، فإن سبب هذه المشكلات قد لا يعود بالضرورة إلى المدة الزمنية التي نقضيها في استخدام هذه الأجهزة؛ بل يمكن أن يرجع إلى وتيرة التحقق من الإشعارات.

ما هي العلاقة بين التحقق من الإشعارات والإخفاقات المعرفية؟

أظهرت الدراسة التي أنجزتها جامعة سنغافورة (Singapore University) ارتباطاً مباشراً بين وتيرة التحقق من إشعارات الهواتف الذكية وزيادة "الإخفاقات المعرفية اليومية".

تشمل هذه الإخفاقات المعرفية اليومية حالات النسيان المتكررة والملاحظات غير اللائقة والتصرفات غير المناسبة؛ مثل رمي الأشياء المفيدة في سلة المهملات دون قصد. بعبارة أوضح: كلما زاد تحققك من إشعاراتك أصبحت أكثر عرضة إلى بعض الاختلالات الذهنية الصغيرة.

اقرأ أيضاً: ما هي الأسباب المؤدية إلى إدمان الهواتف الذكية؟ وكيف يمكن الحد منه؟

كيف تؤثر اليقظة الرقمية المفرطة في دماغك؟

لماذا يؤثر هذا التحقق القهري من الرسائل في أدمغتنا؟ يوضح الباحثون إننا كلما قطعنا نشاطاً من أنشطتنا لتصفح الهاتف الذكي يضطر الدماغ إلى إعادة ضبط وظيفته. تستنزف عملية "تبديل المهام" هذه مواردنا المعرفية، وتزيد مستويات الإرهاق الذهني وعدد الأخطاء التي يمكن أن نرتكبها.

تخيلْ أنك منهمك في تحرير تقرير مهم، وفجأة تلقيت إشعاراً على هاتفك فتحققت منه. على الرغم من أن هذه العملية لم تتطلب منك سوى بضع ثوانٍ، فقد قطعتْ تركيزك. علاوة على ذلك، فإن استئناف تفكيرك من النقطة السابقة التي توقفت عندها قد يتطلب منك جهداً إضافياً، وبعد عدة انقطاعات من هذا النوع، قد يصاب دماغك بالإرهاق وتزيد احتمالية الإخفاقات المعرفية.

ماذا تفعل لتتحكم في علاقتك بهاتفك الذكي؟

لا يكمن الحل في التخلي عن هاتفك الذكي؛ بل يجب عليك أن تدير الوقت المخصص لتصفحه بأسلوب استراتيجي. على سبيل المثال؛ يمكنك أن تحدد 3 مواعيد في اليوم لتصفح الرسائل وتلتزم بها. وخلال بقية اليوم، عليك أن تلغي الإشعارات غير الضرورية للحد من عدد المرات التي تتعرض فيها إلى المقاطعة.

يمكنك من خلال تبني هذا النهج أن تقلل الإخفاقات المعرفية اليومية وتحسّن تركيزك وإنتاجيتك. ليست هذه الإخفاقات المعرفية اليومية خطرة في حد ذاتها؛ لكن نتائجها قد تكون كذلك. لذا؛ من الضروري أن تتخذ إجراءات معينة للحد من مخاطرها.

اقرأ أيضاً: كيف تضر الهواتف الذكية بصحة أبنائك النفسية؟ وماذا تفعل لتقيهم منها؟

المحتوى محمي