ملخص: الاعتذار سلوك أخلاقي رفيع يعبّر من خلاله المرء عن تحمّل مسؤولية أخطائه ورغبته في إصلاح الضرر وإنقاذ العلاقة. كي يحقّق الاعتذار هذه الأهداف الإنسانية السامية لا بدّ أن تصوغه بأسلوب ينمّ عن صدقك وصفاء نيتك، بدءاً بتجنّب كلمة مؤثّرة قد تفرغ اعتذارك من محتواه. فما هي هذه الكلمة التي قد تنسف اعتذاراتك وتبطل مفعولها؟ تعرّف إلى الإجابة في المقال التالي.
قد يبدو الاعتذار سلوكاً سهلاً لكنه في الحقيقة فنّ معقد ومشحون بالعواطف. في هذا السياق تؤكد المختصة النفسية هارييت ليرنر (Harriet Lerner) الأهمية البالغة لتقديم الاعتذارات الصادقة والمؤثّرة. وفقاً للخبيرة فإنّ تجنّب استخدام كلمة معينة يمكن أن يغيّر دينامية اعتذاراتك وعلاقاتك أيضاً.
أوضحت هارييت ليرنر خلال مشاركتها في برنامج توداي (Today) الذي تبثّه قناة إن بي سي (NBC) الأميركية أن الاعتذار الأمثل يتطلب تجنّب استخدام مفاهيم "الصحيح" و"الخطأ"، والاعتراف ببساطة بإيذاء الآخر. لا يُسهم هذا النهج في إصلاح العلاقة المتضررة فحسب، بل يعزّز أيضاً النزاهة الشخصية واحترام الذات.
ما اللفظ الذي يجب تجنّبه عند الاعتذار؟
قد تبدو كلمة "لكن" عادية، غير أنها في الحقيقة لفظ قادر على إبطال مفعول الاعتذار. استخدام كلمة "لكن" في عبارة اعتذار مثل: "أنا آسف لأنني جرحت مشاعرك لكن..." ينطوي على شرط يوحي بعدم تحمّل المسؤولية أو التقليل من قيمة المعاناة التي شعر بها الطرف المتضرّر.
لذا؛ تؤكد هارييت ليرنر أن الاعتذار الحقيقي هو الذي يعبّر عن تحمّل المسؤولية الكاملة دون شروط أو مبرّرات.
ما دور الإصغاء وتحمّل المسؤولية في الاعتذار؟
يرتبط الجزء الأساسي من الاعتذارات الصادقة بالقدرة على الإصغاء الحقيقي إلى الآخر. وتنصح المختصة النفسية هارييت ليرنر الشخص الذي يريد الاعتذار بالإصغاء وإظهار التعاطف تّجاه معاناة الطرف الآخر دون الدفاع عن النفس أو مناقشة الجوانب التي يعتقد المعتذر أنّها غير صائبة أو غير عادلة. فتحمّل مسؤولية أفعالنا أمر ضروري، وهذا يعني ضرورة الاعتراف الصريح والواضح بالأخطاء.
كما تقترح ليرنر اتخاذ إجراء تصحيحي مثل الالتزام بعدم تكرار الخطأ أو إظهار تغيير في السلوكيات. ومن الضروري أن يدرك الشخص المعتذر أنّ التعبير عن الصفح قد يتطلب بعض الوقت من الشخص الآخر. لذا؛ تذكّر أستاذة علم النفس الاجتماعي كارينا شومان (Karina Schumann) بأن الأشخاص الذين يتعرّضون إلى الأذى قد يحتاجون إلى وقت أطول للتعافي، وأنّ الاعتذارات ليست سوى خطوة أولى في عملية إصلاح المشكلة.
اقرأ أيضاً: