احذر الشك الزائد في علاقاتك مع عائلتك وأصدقائك

الشك الزائد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: في بعض الأحيان، قد يقفز المرء إلى الاستنتاجات حينما تبدو على صديقه علامات عدم الاهتمام مثل تجاهل الرسائل التي أرسلها إليه أو مضي فترة طويلة دون أن يتواصل معه. إن المخاوف التي تنشأ لدينا بسبب تغيُّر سلوك صديق ما تجاهنا يمكن أن تكون كفيلة بإفساد علاقتنا به. لذلك ينصح الخبراء بالحذر من الشك الزائد في علاقاتك.

تمر العلاقات جميعها بتقلبات بصرف النظر عن طبيعتها؛ لكن فيما يخص الصداقة، فإن بعض الشكوك التي تنتابك أحياناً بسبب تغيُّر سلوك صديقك معك قد تؤدي إلى إفساد علاقتك به.

من الطبيعي أن يشوب العلاقات، على اختلاف أنواعها، بعض الاضطرابات، ومن الطبيعي أيضاً أن تثور في نفس المرء الشكوك والتساؤلات حينما يشعر أن مشاعر الآخر تجاهه قد تغيرَتْ.

لكن في بعض الأحيان قد تنشأ شكوك لا أساس لها، وهو ما يحدث مع الشخص ذي نمط التعلق القلِق على وجه الخصوص؛ إذ اعتاد مواجهة تقلبات في علاقاته ومن ثم فإنه بحاجة مستمرة إلى التأكد من مشاعر الآخرين تجاهه.

كما يمكن أن تصيب هذه الشكوك الهوسية الأشخاص الذين يعانون الحذر المفرط ويبحثون عن أدنى تغيير في سلوك من حولهم.

وفيما يخص الصداقة، فإن المخاوف التي تنشأ لدينا بسبب تغيُّر سلوك صديق ما تجاهنا يمكن أن تكون كفيلة بإفساد علاقتنا به.

عواقب التشكيك المستمر في مشاعر صديقك تجاهك

في بعض الأحيان، قد يقفز المرء إلى الاستنتاجات حينما تبدو على صديقه علامات عدم الاهتمام مثل تجاهل الرسائل التي أرسلها إليه أو مضي فترة طويلة دون أن يتواصل معه؛ إذ إن هذه التغيرات الطفيفة في سلوك الصديق تقود البعض إلى حالة من اجترار الأفكار بغية محاولة فهم السبب، وخلال ذلك قد يسأل المرء نفسه: “هل ارتكبتُ خطأ ما في حقه دفعه إلى التعامل معي بهذه الطريقة”؟ حتى أن تزاحم الشكوك والتساؤلات في ذهنه قد يدفعه في النهاية إلى سؤال صديقه عما إذا كان غاضباً أو مستاءً بسبب تصرف ما بدر منه، ويمكن أن تؤدي هذه المخاوف المستمرة حيال علاقة الصداقة إلى عواقب كارثية على مستقبلها.

قالت المعالجة النفسية آنا بوس (Anna Poss) في مقابلة لموقع هاف بوست (HuffPost): “قد يُرهَق أصدقاؤك نفسياً حينما يشعرون أن عليهم التعامل معك بحذر دائماً للتأكد من عدم إثارة قلقك”، وتوضح إن هذا النوع من العلاقات الذي يجد المرء فيه مجبراً على طمأنة الآخر باستمرار، يؤدي إلى إصابته بالضجر؛ إذ يمكن أن يمثل هذا الوضع عبئاً ذهنياً كبيراً عليه.

علاوة على ذلك، يمكن أن تكشف هذه الأسئلة عن نوع من النرجسية، وتقول المختصة: “حينما تفترض أن تغيُّر سلوك شخص ما يرجع إلى خطأ ارتكبته فإنك تربط بشخصك مسألةً لا علاقة لك بها على الأرجح”؛ لذا فبدلاً من أن تتسرع وتعزو تغيُّر سلوك صديقك إلى نفسك أو إلى علاقتكما يمكنك ببساطة الاطمئنان عليه وسؤاله عن حاله.