ملخص: ينظر الكثيرون إلى أجسادهم نظرة سلبية ويشعرون بعدم الرضا عنها، وفي حين أن تعديل هذه النظرة واستبدال نظرة إيجابية بها قد لا يكون سهلاً، فقد أظهرت دراسة أن الاتصال بالطبيعة وإدراك جمالها وأهميتها يمكن أن يساعد جداً في هذا الشأن، فكيف ذلك؟ إليكم التفاصيل فيما يلي.
محتويات المقال
حينما تكون صورة جسد سلبية فإن تعديلها ليس سهلاً وقد يتطلب الكثير من العمل، ففي حين ينجح البعض في تقبُّل صورة جسده من خلال ممارسة التأمل أو قضاء الوقت مع الأحباء وممارسة الأنشطة التي يحبها، فإن آخرين يحتاجون إلى استشارة معالج نفسي.
وفي دراسة نُشرت في يونيو/ حزيران عام 2023 في مجلة صورة الجسد (Body Image)، سعى فريق من الباحثين إلى استكشاف العوامل التي يمكن أن تسهم في تغيير صورة الجسد السلبية إلى أخرى إيجابية.
هل يؤدي حب الطبيعة إلى تبنّي صورة إيجابية عن الجسد؟
جمع علماء من أقسام علم النفس في العديد من الجامعات، 25 امرأة كندية يحققنَ الشرطين التاليين: الأول كان وجود حالة أو سمة جسدية لديهنّ تشذ أجسادهن بسببها عن المعايير الاجتماعية، والثاني أن تكون هؤلاء النساء قد تمكّنّ من التغلب على صورة الجسد السلبية وتبنّي صورة إيجابية بدلاً منها.
وكان غرض الباحثين محاولة الإجابة عن هذين السؤالين: ما التجارب أو العوامل التي ساعدتهنّ على تعزيز هذه الصورة الإيجابية؟ ما الذي يعتقدن أنه سبّب لديهنّ هذه التغييرات؟ ولذلك؛ فقد أجرى الباحثون عدة مقابلات فردية مع المشاركات استمرت في المجموع لنحو ساعة بفاصل زمني من شهرين إلى 3 أشهر بين المقابلة والأخرى، وتحدثنَ خلالها عن علاقتهنّ بأجسادهنّ وما قادهنّ إلى تبنّي نظرة إيجابية تجاهها.
وبناءً على هذه المقابلات، حدد الباحثون 12 عنصراً محورياً في رحلة هؤلاء النساء نحو استبدال صورة الجسد إيجابية بتلك السلبية.
وتقول مؤلفة الدراسة جيسيكا أليفا (Jessica Alleva) في مقالها على موقع سايكولوجي توداي (PsychologyToday): "أشار العديد من النساء اللواتي قابلناهن إلى أن قضاء الوقت في الطبيعة وخلق علاقة إيجابية معها كان نقطة تحول بالنسبة إليهنّ".
ما الأنشطة التي يمكن ممارستها لتعزيز النظرة الإيجابية إلى الجسد؟
أشارت النساء إلى أن الإحساس بجمال الطبيعة حفزهنّ على تغيير نظراتهنّ إلى أجسادهنّ، وقد يكون ذلك من خلال مجرد تأمل جمال الأزهار في الحدائق، أو ممارسة أنشطة مثل المشي في الغابات، أو الذهاب في رحلات بالزورق مع الأصدقاء، أو حتى زيادة الوعي بتأثير إنتاج الأطعمة في الطبيعة.
وكتبت جيسيكا أليفا: "قالت المشاركات إن تنامي هذه الأفكار حول جمال الطبيعة وأهميتها لديهنّ أدى إلى تعزيز نظراتهنّ الإيجابية إلى أجسادهنّ". وفسرت المشاركات ذلك بفكرة تقديرهنّ لنعمة التمتع بالصحة الجسدية التي تسمح لهنّ بقضاء بعض الوقت في أحضان هذا الجمال رفقة الأحباء والأصدقاء بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية.
وثمة نساء يعتقدن إن الإحساس بجمال الطبيعة سمح لهنّ بالنظر إلى أجسادهنّ بوصفها جزءاً من شيء أكبر؛ ما ساعدهنّ على وضع مخاوفهنّ بشأن المظهر الجسدي في منظورها الصحيح.
في دراسة سابقة من عام 2022، نُشرت في المجلة ذاتها وبحثت في هذا الرابط بين الطبيعة وصورة الجسد، أشار المؤلفون إلى أن حب الطبيعة يعزز النظرة إلى الذات بوصفها جزءاً من نظام بيئي أكبر يحتاج إلى العناية.